المبحث السادس (6-1-7) :- كلمة (يونانيين ) ( Hellénistés) وهو ( Ἑλληνιστής) أو(Ἕλληνας) وهو (Hellen )

المقدمة :-



هذه الكلمة اختلفت دلالتها عند بنى اسرائيل من عصر الى أخر :-



1- فقد كانت تلك الكلمة عند بنى اسرائيل فى بداية سيطرة اليونانيين على العالم ومحاولتهم طبع بنى اسرائيل بثقافتهم الهيلينية تعنى اليوناني الحقيقي وهو من بلاد اليونان

2- ثم تغيرت تلك الدلالة عند بنى اسرائيل بعد الثورة المكابية وحتى القرن الرابع الميلادي ففى خلال تلك الفترة ظهرت فئة من بنى اسرائيل تشبهت باليونانيين من حيث اللغة و الأفكار ومزجوا المعتقدات اليهودية بالأفكار اليونانية وبعضهم عبدوا الأصنام (مكابيين أول 1: 45)
وكانت تلك الفئة فى مواجهة فئة أخرى تمسكت بالتقليد وباللغة العبرية أو الآرامية وبالناموس ورفضت تلك الثقافة اليونانية
لذلك كان يتم التميز بين هاتان الفئتان بأن تم اطلاق مسمى يونانيين على من تشبهوا بأمة اليونان والمقصود أنهم اليهود اليونانيين أي الاسرائيليين الذين تشبهوا باليونانيين وخاصة أن الأخريين عند بنى اسرائيل يعنى أممي أي أن اليونانيين الحقيقيين هم أمميون

3- ثم بدأت تلك الفئة من اليهود اليونانيين تختفى منذ القرن الثاني الميلادي ويعتقد أن السبب فى ذلك هو تحول تلك الفئة الى المسيحية
ونظرا لاختفاء تلك الفئة وتسميها بمسمى مسيحي وبالتالي عدم الحاجة لاستخدام نفس الدلالة فبدأ منذ القرن الرابع الميلادي وهو التوقيت الذى أراد قياصرة الرومان فيها تحويل العالم الى الديانة التي اقروها ونسبوها الى المسيح عليه الصلاة والسلام (وهو برئ منها ) وعليه فأصبح لكلمة اليونانيين دلالة أخرى وهو الشخص الوثني .


و يحتوى الموضوع على :-
المطلب الأول :- بداية تغيير دلالة كلمة يوناني الى الوثني كان فى أخر القرن الرابع الميلادي
المطلب الثاني :- دلالة كلمة يوناني عند بنى اسرائيل فى فترة كتابة العهد الجديد
المطلب الثالث :- اختلف مسمى هؤلاء اليونانيين بناء على مكان الاقامة ودرجة التأثر بالحضارة الاغريقية