أ- نجده فى انجيل يوحنا فنقرأ :-

7 :2 و كان عيد اليهود عيد المظال قريبا
ثم نقرأ :-

7 :11 فكان اليهود يطلبونه في العيد و يقولون اين ذاك
7 :12 و كان في الجموع مناجاة كثيرة من نحوه بعضهم يقولون انه صالح و اخرون يقولون لا بل يضل الشعب
7 :13 و لكن لم يكن احد يتكلم عنه جهارا لسبب الخوف من اليهود

نلاحظ الآتي :-

عيد المظال هو عيد اليهود (كلمة اليهود هنا بمعناه العام )

وهو عيد يجتمع فيه بنى اسرائيل فى أورشليم ويذهبون فيه الى الهيكل

ثم نقرأ أنه فى هذا العيد الخاص باليهود كانت الجموع تتحدث وتتناقش حول المسيح عليه الصلاة والسلام

فالبعض منهم يقولون عنه أنه صالح والبعض الأخر يقولون أنه يضلل الشعب
(والمقصود من الشعب هو شعب بنى اسرائيل أي أن تلك الجموع هم من اليهود أيضا)


ولكننا نجد فى العدد (13) أن تلك الجموع كانوا خائفون أن يتكلموا جهارا بسبب خوفهم من اليهود

أليس هؤلاء الجموع هم يهود ، فهذا يعنى أن اليهود يخافون من اليهود

ولكن الحقيقة ان تلك الجموع هم شعب بنى اسرائيل اليهود العاديين
أما كلمة اليهود فى العدد (13) فكان المقصود منهم فئة معينة من هؤلاء اليهود وهم الفريسيين
مما يعنى أن كلمة ( اليهود) لم تكن دائما تأتى بمعنى شعب بنى اسرائيل كله الذى اعتنق اليهودية ولكنها كانت أحيانا تأتى بمعنى فئة من بنى اسرائيل ملتزمة بالشريعة
وهذه الفئة كانت فى عهد المسيح عليه الصلاة والسلام تأخذ بظاهر الشريعة ولا تأخذ كل الوصايا ويتباهون أنهم ملتزمون بالشريعة
وكان المسيح عليه الصلاة والسلام يطالبهم بتطبيق جميع الوصايا التي فى الناموس وألا يتركوا شئ منها
(مت 23 :1 الى 23 :3 ، 23 :23، 5 :17 الى 5 :20 ، يوحنا 14 :21 ) وأيضا فى (يعقوب 2 :10)
ب- و نقرأ من تفسير القس أنطونيوس فكرى لهذا النص نجده يقول :-
(لسبب الخوف من اليهود= أي الرؤساء من فريسيين وكهنة وكتبة فكان من يساندون المسيح خائفين أن يظهروا ذلك أمام الرؤساء.)

انتهى



بالطبع هؤلاء اليهود لم يكونوا مجرد قيادات كما قال القس أنطونيوس والا كان قال النص انهم خائفون من الزعماء

ولكن النص قال أنهم خائفون من اليهود

ج- ونقرأ من موقع الأنبا تكلا :-
(وترد كلمة "يهود" نحو 70 مرة في إنجيل يوحنا، وفي غالبيه الحالات، ترد في الإشارة إلى السلطات الدينية في أورشليم وعدائها للرب يسوع (ارجع مثلا إلى 5: 18، 9: 18، 11: 8، 18: 36 ). ومما يستلفت النظر أن والدي الإنسان المولود أعمى، وكانا كلاهما يهوديين، قيل عنهما: "كانا يخافان من اليهود" (يو 9: 22). وكلمة "اليهود" (يو 18: 12) تشير إلى "رؤساء الكهنة والفريسيين" (يو 18: 3))
انتهى



(ملحوظة :-
وان كنت اختلف مع موقع الأنبا تكلا فى مدى اتساع الدلالة الثانية لكلمة (اليهود) فلم يكن المقصود منها السلطات الدينية فقط وانما كان المقصود منها أوسع من ذلك
وهو الشخص المتمسك بالشريعة فى اسلوب حياته سواء كان من السلطات الدينية أو من الذين اتبعوا تلك الفئة وانضموا الى حزبهم ، فالسلطات الدينية من الكهنة والفريسيين هم فى الأصل من المتمسكين بالناموس و التقليد فالمقصود بالكلمة هو الشخص المتمسك بالناموس والتقليد ، ولو كان يقصد شخصيات الزعماء أو السلطات الدينية فقط كان ذكر كلمة ( الرؤساء ) ولكنه لم يفعل ذلك لأنه يقصد صفتهم وأنهم من المتمسكين بالناموس والتقليد فهذا كان هو المعنى الخاص لكلمة اليهود فى النص ، فالخوف كان من فئة المتمسكين بالشريعة والتقليد فى اسلوب حياتهم (أي اليهود بمعناه الخاص)
للمزيد راجع هذا الرابط :-


والدليل على ذلك :-
من انجيل يوحنا :-
9 :18 فلم يصدق اليهود عنه انه كان اعمى فابصر حتى دعوا ابوي الذي ابصر


ان قرأنا الأعداد التي تسبقه نقرأ أن هؤلاء اليهود هم الفريسيين (أي فئة المتمسكين بالشريعة والتقليد )
فنقرأ :-

9 :13 فاتوا الى الفريسيين بالذي كان قبلا اعمى
9 :14 و كان سبت حين صنع يسوع الطين و فتح عينيه
9 :15 فساله الفريسيون ايضا كيف ابصر فقال لهم وضع طينا على عيني و اغتسلت فانا ابصر

هؤلاء قوم من الفريسيون المتمسكين بالناموس وهؤلاء تم اطلاق كلمة يهود عليهم بمعناه الخاص