3 - معاقبة الكافرين الذين نكثوا الأيمان واعتدوا على الأمنيين

قال الله تعالى :- (وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ (12) أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّواْ بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَؤُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (13))
صدق الله العظيم (سورة التوبة)

ان الله عز وجل يصبر على الظالمين ويمهلهم ويبعث لهم الأنبياء لعلهم ينتهوا ويرجعوا ولكن عندما كان يزيد فسادهم وبغيهم فى الأرض وافساد كل من حولهم فكان يعاقبهم
وكان هذا العقاب بطرق وأساليب عديدة :-
فكما عاقب قوم سيدنا نوح بالطوفان ، وكما عاقب عاد قوم سيدنا هود بريح وكما عاقب فرعون وجنوده بالغرق فى الماء
وكما عاقب الأقوام الفاسدة ببنى اسرائيل عندما كانوا فئة مؤمنة فى زمان سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام ويوشع بن نون (يشوع 10: 10 )
وسيدنا داود عليه الصلاة والسلام (صموئيل الثاني 5 :20 الى 5 :25 )
فلقد عاقب الكافرين بالمسلمين


وهذا هو ما أخبر به سفر (إشعياء 28 :21 ) بنى اسرائيل فى حديثه عن النبي حجر الزاوية

عندما أخبرهم بانقلاب الأحوال فبعد أن كانوا هم الفئة الصالحة التي تنتصر على الفاسدين كما فى جبل فراصيم (صموئيل الثاني 5 :20 الى 5 :25 ) وفى جبعون(يشوع 10: 10 )
(فراصيم وجبعون هي أماكن معارك انتصر فيها بنى اسرائيل على الكافرين الفاسدين فى زمان يوشع بن نون وسيدنا داود عليه الصلاة والسلام )
فانه سيكون السخط علي بنى اسرائيل حيث سيقود النبي حجر الزاوية أمة أخرى سوف تغلبهم ويكون عقابهم على يد تلك الأمة وهذا النبي ، وهو بذلك سيمحى عهدهم مع الموت(إشعياء 28 :17 الى 28 :20 )
حيث كانوا يقولون أنهم عقدوا عهد مع الموت فهم ينجوا من سوء أفعالهم بسبب كذبهم وأساليبهم الملتوية(إشعياء 28 :15) ولكن هذا لن ينفع مع النبي حجر الزاوية
وهذا نفسه هو ما أخبرهم به المسيح عليه الصلاة والسلام عندما كلمهم عن انتقال الملكوت وعن النبي حجر الزاوية حيث قال عن النبي حجر الزاوية
(من سقط على هذا الحجر يترضض و من سقط هو عليه يسحقه )(مت 21 :42 الى 21 :44 )
فلم يكن المسيح عليه الصلاة والسلام يتكلم عن نفسه ولكن كان يتكلم عن النبي الذى سيأتي بعده وسوف ينتقل الملكوت معه حيث ستنقلب الأحوال ويكون العمل الغريب العجيب