المبحث الثاني (2- 9-4) :- الذين كان عليهم صك الفرائض كانوا بنى اسرائيل أي أن الرسالة موجهة الى بنى اسرائيل
نقرأ من رسالة كولوسي :-
2 :14 اذ محا الصك (( الذي علينا في الفرائض )) الذي كان ضدا لنا و قد رفعه من الوسط مسمرا اياه بالصليب
2 :15 اذ جرد الرياسات و السلاطين اشهرهم جهارا ظافرا بهم فيه
2 :16 فلا يحكم عليكم احد في اكل او شرب او من جهة عيد او هلال او سبت
والمعنى المقصود هو :-
أنه بالصليب محا صك الفرائض اذ لم يعد هناك سلطان لرؤساء الكهنة (الرياسات والسلاطين)
وبالتالي فلا يسيطر عليهم أحد بالأكل أو شرب أو عيد أو هلال أو يوم السبت الذى كان محرما فيه عليهم العمل وكل هذه هي فرائض كانت على بنى اسرائيل أي أنه يتحدث الى بنى اسرائيل

الفرائض المقصود منها وصايا الناموس الذى كان على بنى اسرائيل

والكلمة اليونانية المستخدمة لكلمة فرائض هي :-
δόγμασιν

وهى طبقا لقاموس سترونج بمعنى :- a decree, edict, ordinance
أي بمعنى مرسوم أو أمر

أي أنه يتحدث عن الشريعة التي أمر بها الله عز وجل بنى اسرائيل

وصك الفرائض أي الوثيقة والعهد الذى أقر به بنى اسرائيل على أنفسهم بأنهم سيستمعوا لأوامر وشريعة الله عز وجل

والصك أي العهد الذى كان على اليهود هو الذى نقرأه فى سفر إرميا :-
11 :3 فتقول لهم هكذا قال الرب اله اسرائيل ملعون الانسان الذي لا يسمع كلام هذا العهد
11 :4 الذي امرت به اباءكم يوم اخرجتهم من ارض مصر من كور الحديد قائلا اسمعوا صوتي و اعملوا به حسب كل ما امركم به فتكونوا لي شعبا و انا اكون لكم الها
11 :5 لاقيم الحلف الذي حلفت لابائكم ان اعطيهم ارضا تفيض لبنا و عسلا كهذا اليوم فاجبت و قلت امين يا رب

وهذا العهد تجدد مرة أخرى عند عودة بنى اسرائيل من السبي البابلي حيث كتبوا بأيديهم صك أخر
فنقرأ من سفر نحميا :-

9 :34 و ملوكنا و رؤساؤنا و كهنتنا و اباؤنا لم يعملوا شريعتك و لا اصغوا الى وصاياك و شهاداتك التي اشهدتها عليهم
9 :35 و هم لم يعبدوك في مملكتهم و في خيرك الكثير الذي اعطيتهم و في الارض الواسعة السمينة التي جعلتها امامهم و لم يرجعوا عن اعمالهم الردية
9 :36 ها نحن اليوم عبيد و الارض التي اعطيت لابائنا لياكلوا اثمارها و خيرها ها نحن عبيد فيها
9 :37 و غلاتها كثيرة للملوك الذين جعلتهم علينا لاجل خطايانا و هم يتسلطون على اجسادنا و على بهائمنا حسب ارادتهم و نحن في كرب عظيم
9 :38 و من اجل كل ذلك (( نحن نقطع ميثاقا و نكتبه و رؤساؤنا و لاويونا و كهنتنا يختمون ))
10 :1 و الذين ختموا هم نحميا الترشاثا ابن حكليا و صدقيا

ثم نقرأ :-
10 :28 و باقي الشعب و الكهنة و اللاويين و البوابين و المغنين و النثينيم و كل الذين انفصلوا من شعوب الاراضي الى شريعة الله و نسائهم و بنيهم و بناتهم كل اصحاب المعرفة و الفهم
10 :29 لصقوا باخوتهم و عظمائهم و دخلوا في قسم و حلف ان يسيروا في شريعة الله التي اعطيت عن يد موسى عبد الله و ان يحفظوا و يعملوا جميع وصايا الرب سيدنا و احكامه و فرائضه

والغريب حقا فى علماء المسيحية هو محاولتهم تفسير هذا النص من رسالة كولوسي على اليهود والأمم معا

فنقرأ من تفسير القمص تادرس يعقوب :-
(الصك الذي محاه السيد هو أشبه بإقرار كتابي يكتبه المدين يعترف فيه بالدين أو المخالفة للقانون الإلهي، ويوقع عليه. هذا الصك يعلن عن مخالفة اليهودي للناموس المكتوب، ومخالفة الأممي للناموس الطبيعي. جاء في ارميا النبي: "خطية يهوذا مكتوبة بقلم من حديد، برأس من الماس، منقوشة على لوح قلبهم وعلى قرون مذابحكم" (إر 17: 1))
انتهى

ولكن النص هو عن اليهود فقط وليس الأمم كما يزعم علماء المسيحية لأن :-