[QUOTE=عيسى بن محمد;415905][
SIZE="5"]

.

الخطأ الثالث: نستمر مع إنجيل يوحنا العجيب , حيث يذكر لقاء المسيح مع بعض المؤمنين به من اليهود , ولفظ " المؤمنين" يدل بالضرورة على أن هؤلاء قد آمنوا به وصدقوه بما يقول أنه رسولا من الله سبحانه وانه طريق الخلاص وأنه هو المسيح . يقول الإنجيل : " وبينما هو يتكلم بهذا آمن به كثيرون. فقال يسوع لليهود الذين آمنوا به : إنكم إن ثبتم في كلامي فبالحقيقة تكونون تلاميذي" – يوحنا 31:8 - , ويستمر الإنجيل بسرد أحداث القصة بين المسيح والمؤمنين به, لكن فجأة وبعد قليل نشاهد هؤلاء المؤمنين يقولون له: " 33 أجابوه إننا ذرية إبراهيم ولم نستعبد لأحد قط.كيف تقول أنت أنكم تصيرون أحرارا؟؟! " , ثم فجأة نجد المسيح شخصيا يقول لهؤلاء الذين هم مؤمنين به : " 37 أنا عالم أنكم ذرية إبراهيم.لكنكم تطلبون أن تقتلوني لان كلامي لا موضع له فيكم.". ؟؟؟!!!

هل يمكن أن يتهم المسيح أشخاصا آمنوا به بأنهم يريدون أن يقتلوه ؟؟ عجيب !!. يدافع البعض بالقول أنهم لم يؤمنوا في الحقيقة بل كانوا يتظاهرون بالإيمان كذبا , لكن هذا مخالف لنص الإنجيل الواضح الذي يقول بصراحة أن المسيح كان يخاطب الذين آمنوا به من اليهود , فلا يمكن لنا أن نفهم عكس ما يقوله الكاتب , فهو لم يقل أنهم يكذبون , ولم يقل أنهم منافقون. كما أن بداية القصة في الإصحاح تقول: " وبينما هو يتكلم بهذا آمن به كثيرون", فلا مجال للتشكيك .البعض أيضا يدافع بالقول أن الكلمة اليونانية تعني " التصديق" وليس الإيمان , وهذا الدفاع أضعف من السابق , المعروف أن الإيمان هو التصديق , فلا فارق بينهما. فعندما نصدق شخصا في كلامه وأفعاله فهذا يعني أن نؤمن ونصدق بما يدعوا إليه. جاء في القاموس الموسوعي لمفردات العهد الجديد باللغة اليونانية نفس التأكيد أن كلمة "الإيمان" تعني "التصديق" أيضا بالضرورة :


الحقيقة النص واضح جدا , لكن الكاتب نسي سياق الموضوع. فهو بشر عادي , نتعرض جميعنا أحيانا لنسيان الكثير من الأشياء وهذا ليس عيبا , لكن العيب أن نقول أن هذا وحيا من الله سبحانه. النقاد يرجعون السبب كون إنجيل يوحنا يكره اليهود كثيرا. فهو أكثر الأناجيل الأربعة تحقيرا لليهود , لأنه كُتب متأخرا.

قد نشرت الخطا الثالث على الفيس وقام احد المسيحين بالرد على بهذا الرد التالى وارجوا معرفة كيف ارد عليه
آمن به كثيرون.. قال يسوع لليهود الذين آمنوا به = آمن الأولى تعني الإيمان بالمسيح فعلاً believe in him . أما آمنوا الثانية فتأتي بمعنى صدَّق believe him. الأولى تشير لمن آمن بالمسيح فعلاً. والثانية تشير لمن آمن بالمسيح حسب رأيهم وفهمهم أن المسيح هو الذي سيحررهم من الرومان، مسيا الدنيا والسياسة. والمسيح عرف ما في ضمائرهم وأنهم أضمروا قتله لو لم يحررهم من الرومان. لذلك بادرهم المسيح بأقوال هي تشجيع لمن آمن حقيقة، ليكون إيمانه ثابت حقيقي أي ليُثَبِّت إيمانه، فلا يكون إيمان وقتى ضعيف زائف بل إيمان قوى.

وبالنسبة للآخرين أي لمن آمن بطريقة خاطئة تكون كلماته لهم فحص ضمير وكشف لحقيقة إيمانه. فالمسيح يريد الإيمان بشخصه والثبات في كلامه بدون أغراض أرضية. إيمان يؤدي لمعرفة الحق الذي هو الله
إن ثبتم في كلامي= فالمسألة ليست تصديق كلام بل إيمان به، بل إتباع المسيح تماماً والثبوت في كلامه أي يتخذوه منهجاً وطريقاً ويتبعوه تماماً ويسلمون له الإرادة والحياة وينفذوا كلامه . هؤلاء بنوا بيوتهم على الصخر (مت24:7-25)، هؤلاء يكونون تلاميذ للمسيح= بالحقيقة تكونون تلاميذي= والتلاميذ سيعرفون الحق ومن يعرف الحق يتحرر= والحق يحرركم. إذاً التلمذة هي تلمذة مبادئ وحق وحياة حسب كلامه هو وليس بحسب أفكارهم هم. وهكذا يتحررون من المعرفة الخاطئة التي تعلموها.
وَتَعْرِفُونَ الْحَقَّ، وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ =

هناك فرق بين الحق والصدق. فالصدق هو ما يشعر به المتكلم بحسب رؤيته. لذلك فالصدق هو نسبي. أما الحق فهو الواقع الحقيقي، هو المطلق.


الحق النسبى = في كل خلاف بين إنسان وإنسان، تجد أن الموضوع خلاف نسبى. فكل طرف يُصِّر أن رأيه هو الحق. ولكن هناك حق مطلق وهو كل ما يخص الله. أي أن الله حق مطلق، وكلام الله في الكتاب المقدس حق مطلق، ووعود الله لنا هي حق مطلق. لذلك قال الرب عن نفسه "أنا هو الطريق والحق والحياة" (يو14 : 6) ، وكان المسيح يقول "الحق الحق أقول لكم ..." . والمسيح سيُعَرِّف الناس الحق والطريق للحق، فهو الطريق والحق، أي هو الوسيلة الوحيدة لمعرفة الحق. سيُعَرِّف الناس ويأخذهم فيه إلى حضن الآب الحق.

والعالم ليس فيه حق مطلق وإن وجد فهو نسبي، لذلك قال بيلاطس للمسيح "وما هو الحق" (يو38:18) حين قال المسيح "جئت للعالم لأشهد للحق" . فبيلاطس كان قاضيا وعليه أن يحكم في الخلافات بين أطراف يدَّعى كل منها أن له الحق. وقد إختبر صعوبة تحديد الحق المطلق في القضايا التي تعرض أمامه.
المسيح يكلم يهوداً يحلمون بالحرية السياسية والمجد العالمى، وهم يرون أن هذا حق. والمسيح أتى ليعطيهم حياة أبدية ومجد أبدى. فبينما كان المسيح يتكلم عن حق مطلق، كانوا هم مستعبدين لفكرة هي حق نسبى، فمثلا كان الرومان يرون أن من حقهم تحصيل الجزبة من اليهود فهم مهدوا لهم الطرق ويحمونهم من كل أعدائهم المحيطين بهم، ويحفظون الأمن في البلاد.
المسيح هنا يكشف أنه ليس المهم أن يتحرروا من الرومان بل أن يتحرروا من خطاياهم وكبريائهم وأفكارهم الخاصة وخرافاتهم. فالمسيح يهتم بحياتهم مع الله وليس بالسياسة. فإذا صاروا تلاميذا للمسيح فإنهم يتتلمذون للحق، يعرفونه ويسيرون بمقتضاه = تعرفون الحق. فالحرية السياسية مهما كانت مهمة، فالأهم هو أن يعرفوا الحق فيخلصوا وتكون لهم حياة أبدية
ما سبق نفهم ان المسيح وجه كلامه لمن امنوا ايمان خاطىء واعتقدوا فيه انه ملك ارضى اتى ليحررهم من الرومان فهو فاحص ضمائرهم لانه هو الله فاراد ان يصحح مفاهيهم