المبحث السابع (7-2-4) لماذا هذه الاختلافات بين رسالة غلاطية وبين سفر أعمال الرسل

تحتوى هذه الرسالة على معلومات عن بولس تتعارض مع ما ورد فى سفر أعمال الرسل
من ضمنها :-

1- بداية ايمان بولس والتصاقه بالتلاميذ :-


أ- فى رسالة غلاطية :-

أن أول لقاء لبولس مع تلاميذ المسيح عليه الصلاة والسلام كان بعد دخوله فى الايمان بثلاث سنوات وكان هذا اللقاء فى أورشليم مع بطرس ويعقوب فقط وأنه خلال الثلاث سنوات كان يكرز من نفسه بدون أن يتعلم من انسان (غلاطية 1 :15 الى 1 :19 )
وكل هذا حتى يثبت أن بولس لم يتعلم من انسان وأن الله عز وجل هو من علمه وبذلك يكون أعلى من الاثني عشر تلميذ أو على الأقل على قدم المساواة معهم


ب- وهذا يخالف ما ورد فى سفر أعمال الرسل :-

والذى من المفترض أن كاتبه هو لوقا صديق بولس والمصاحب له فى رحلاته
حيث ذكر أن فى بداية ايمان بولس فى دمشق كان مع التلاميذ الذين فى دمشق
(أي الذين أمنوا بالمسيح عليه الصلاة والسلام )(أعمال 9 :19 )
وهذا يعنى أنه بالتأكيد سمع وتعلم منهم وكان يكرز هناك فترة عبارة عن أيام كثيرة وليست سنة (أعمال 9 :20 الى 9 :23 )
ثم بعد ذلك ذهب الى أورشليم وحاول الالتصاق بالاثني عشر تلميذ (رسل المسيح عليه الصلاة والسلام) وكانوا يرفضون التعامل معه فى البداية ولكن برنابا أخذه وأقنعهم بايمانه وعندها كان بولس يدخل ويخرج معهم
(أعمال 9 :26 الى 9 :28 )


2- الاختلاف فى توقيت تعرفه على تيطس وحضوره اجتماع أورشليم :-


يتكلم كاتب رسالة غلاطية فى الاصحاح الثاني عن الاجتماع الذى حدث بين بولس وبرنابا وبين التلاميذ فى أورشليم
وهو الاجتماع المشار اليه فى سفر أعمال الرسل الاصحاح 15

فنقرأ من تفسير القس أنطونيوس فكرى :-
(غل 1:2: ”ثم بعد أربع عشرة سنة صعدت أيضًا إلى أورشليم مع برنابا آخذًا معي تيطس أيضًا”.
ثم بعد أربع عشرة سنة: غالبًا من تاريخ رؤياه وإيمانه بالمسيحية.
صعدت أيضًا إلى أورشليم:هذه الزيارة تقابل ما ورد في أع 15 (مجمع أورشليم).)
انتهى


وعند مقارنة القصة فى سفر أعمال الرسل وفى رسالة غلاطية سنجد اختلاف فى توقيت تعرفه على تيطس

أ- فى رسالة غلاطية :-

زعم كاتبها أن بولس أخذ معه تيطس الى أورشليم حتى يعرض الانجيل الذى يكرز به على رسل المسيح عليه الصلاة والسلام ولم يكن هناك شهود على هذا الاجتماع ولم يرفض التلاميذ تيطس بالرغم من أنه غير مختون (غلاطية 2 :1 الى 2 :7 ) ، ثم بعد ذلك حدث الخلاف بين بولس وبين التلاميذ ومن ضمنهم برنابا
وبالطبع يقول هذا حتى يلصق بالتلاميذ تهمة النفاق وأنهم سمحوا بعدم ختان من آمن بالمسيح عليه الصلاة والسلام وعليه تصبح أعمال الناموس ليست ضرورية

ب- بينما ورد فى سفر أعمال الرسل :-

أن تعرف بولس على تيطس يوستس (أعمال 18 :7 ) كانت بعد هذا الاجتماع وبعد الخلاف بين بولس وبرنابا (أعمال 15 :2 الى 15 :23 )


ج- وحتى يحل علماء المسيحية تلك الاشكالية :-

زعموا أن تيطس يوستس فى سفر أعمال الرسل غير تيطس الذى حضر الاجتماع مع بولس فى أورشليم حتى أن ترجمة الفانديك لسفر أعمال الرسل لم تذكر الاسم الأول وهو (تيطس) وذكرت فقط الاسم الثاني وهو (يوستس ) بالرغم من وجود الاسم كامل فى بعض الطبعات بالنص اليوناني وكذلك فى بعض الترجمات العربية الأخرى

ولكن ظلت هناك اشكالية وهى أن سفر أعمال الرسل لم يذكر أبدا أن هناك رجل اسمه تيطس حضر مع بولس اجتماع أورشليم هذا لأن كاتب السفر لم يعرف الا تيطس واحد فقط وهناك العديد من الأدلة أن بولس لم يعرف الا تيطس واحد فقط
(للمزيد عن ذلك راجع المبحث الثاني - الفصل الرابع - الباب الرابع )