الفصل الأول - 4 :- تهديد بولس لليهود بذهابه الى الأمم كان تهديد زائف وذلك لاغاظتهم وحثهم على تصديق تعاليمه فهو كان دائما يتراجع عن تهديده
المقدمة :-
نجد دائما نصوص فى العهد الجديد تزعم أن بولس كان دائما يقول لليهود أن الخلاص صار الى الأمم
وفى الحقيقة عندما نقرأ العهد الجديد لا نجد الا مخاطبة بنى اسرائيل وليس الأمم وأن كل النصوص التي تزعم مخاطبتهم للأمم تناقضها وتوضح زيفها نصوص أخرى تأتى بعدها وخاصة عندما نقرأ الرسائل المنسوبة اليه ونكتشف أنها فى الحقيقة كانت موجهة الى بنى اسرائيل

وهذا يعنى أن كلام كاتب الرسالة الى اليهود بأن الخلاص صار الى الأمم هو شئ من اثنان :-
1- اما أن يكون النص نفسه محرف تم وضعه فى بدايات طريق التحريف عند محاولة قسطنطين جعل تلك العقيدة عقيدة عالمية بخلاف الحقيقة ، وخاصة عندما نرى هذا الكم من التناقضات والتحريف فى النصوص

2- أو أن يكون بولس بالفعل قالها ولكنه لم يكن يقصد منها الا حث اليهود على اتباعه ولم يكن يقصدها بالفعل فبولس يحاول حث بنى اسرائيل على تصديق تعاليمه لذلك كان يوهمهم دائما أنه سيذهب الى الأمم لأن الخلاص صار الى الأمم ولكن الحقيقة هو كان يقول ذلك لاثارة غيرتهم وليس عن هدف حقيقي أو فعل حقيقي سيفعله

ونجد فى رسالة الى رومية الاشارة لهذا الأمر حيث نقرأ :-

11 :11 فاقول العلهم عثروا لكي يسقطوا حاشا بل بزلتهم صار الخلاص للامم لاغارتهم
11 :12 فان كانت زلتهم غنى للعالم و نقصانهم غنى للامم فكم بالحري ملؤهم
11 :13 فاني اقول لكم ايها الامم بما اني انا رسول للامم امجد خدمتي
11 :14 لعلي اغير انسبائي و اخلص اناسا منهم

هو يرى أن الهدف من القول أن الخلاص الى الأمم ليس بالفعل لخلاص الأمم ولكن لخلاص بنى اسرائيل
فالكلام عن خلاص الأمم بالنسبة له هو سبيل لخلاص بنى اسرائيل فدائما بنى اسرائيل هم الهدف الأسمى بالنسبة له
فهو ببساطة شديدة فى تلك الرسالة كان يخاطب اليهود فى روما وكان يقول أن بسبب زلة اليهود أي بالصلب صار الخلاص الى الأمم
و يقول أنه رسول الأمم لتضخيم وتمجيد خدمته
لعلهبذلك يثير غيرة اليهود والسبب فى قوله هذا أي فى قوله أن الخلاص صار الى الأمم وأنه رسول الى الأمم هو أن يثير غيرة قومه أي بنى اسرائيل لعله يخلصهم (من وجهة نظره التي كان يريد أن يبثها فيهم)

كان المكتوب فى تلك الرسالة هو التهديد الذى كان فى سفر أعمال الرسل 28


(ملحوظة :-
لم يكن هناك أمم أمنت فى روما ليخاطبهم فى هذه الرسالة أصلا
1- فببساطة شديدة من نفس رسالة الى رومية يوضح لنا أنه لم يذهب الى روما قبل ذلك ولم يبشر فيها وهو يريد الذهاب اليهم ليكون له ثمر فيهم أي أن تعاليمه لم يتم بثها فيهم بأي طريقة ، وهو يقول أنه مستعد لتبشيرهم أي أنه لا يوجد بشارة سابقة اليهم قبل ذلك ، ويشير الى ايمانهم وايمانه مما يعنى اختلافهم فى الايمان أي أنه يخاطب اليهود فقط (رومية 1 :10 الى 1 :15 )

2- كما أوضح لنا سفر أعمال الرسل الاصحاح 28 أنه عند ذهاب بولس الى روما أي بعد تاريخ تلك الرسالة ( باتفاق جميع علماء المسيحية وبحسب كلامه فى رسالة الى رومية ) لم يكن هناك أحد آمن من الأمم بعد حيث أنه هدد اليهود بأن الخلاص يكون للأمم وأنهم سيسمعون أي أنه لم يكن قد حدث هذا الايمان للأمم فى روما على الأقل قبل ذلك ، فكيف تكون رسالة الى رومية موجهة الى الأمميين فى روما ؟؟؟!!!!!!!!!!!!!

3- أي أن جملة أيها الأمم فى العدد 13 وكذلك النصوص التي تدعى مخاطبته للأمم هي جملة ونصوص محرفة أصلا وتم الزج بها واضافتها على النص الأصلي لايهام القارئ أن الرسالة كانت الى الأمم ولكن هناك العديد من الأدلة التي تثبت عدم صحة ذلك - راجع الفصل الخامس - الباب الرابع

4- وهذا يعنى أنه كان يقول لليهود فى العدد 13 (أقول لكم :أنا رسول الأمم ، لتمجيد خدمتي (أي لتعظيم وتضخيم خدمتي ) أي أنه يقول لليهود (وليس للأمم) بأنه رسول الأمم ثم يوضح فى العدد 14 لماذا كان يقول لليهود أنه رسول الأمم ويضخم من خدمته ورسالته ، لأن لعله بذلك يثير غيرة بنى اسرائيل فيؤمنوا (يريد أن يوضح لهم السبب الدائم الذى يجعله يضخم خدمته فهو من أجلهم ومن أجل ايمانهم )

5- كما يتضح من الاصحاح الأول من رسالة الى رومية وكذلك الاصحاح 28 من سفر أعمال الرسل يؤكد أنه عندما قال لهم فى الرسالة أن زلة اليهود صارت خلاص الى الأمم لم يكن قد تحول الى أمر واقعى لعدم وجود أمميين أمنوا ولكنه كان تهديد لم يتحول الى أمر واقعى ولم يكن هذا هدفه فى الأصل فهدفه أنه لعله بذلك يثير غيرة بنى اسرائيل ليؤمنوا )
انتهى

الحقيقة أنه لم يكرز للأمميين كما كان يقول لليهود ، فهو كان دائما يتراجع عن هذا التهديد ويعود ويكرز بين اليهود

لأن ببساطة شديدة
:-
كان الهدف من تعاليمه هو جعل اليهودى المتمسك بالتقليد مثل الاسرائيلى المتشبه باليونانيين و مثل الأمم
وليس جعل الأمم مثل اليهود
فكاتب الرسالة (أى كان شخصيته) كان مثل ياسون وغيره ممن ارتدوا عن الشريعة واتبعوا المحتل سواء كان اليونانيين أو الرومان وكان دائما الهدف هو تحويل بنى اسرائيل بالتدريج الى التشبه بالأمم

وهذا ان شاء الله ما سوف أوضحه بالتفصيل فى موضوع منفصل حيث سأوضح أوجه الشبه العديدة بين تعاليم الرسائل المنسوبة الى بولس وبين تعاليم من ارتدوا عن الشريعة وخانوا اليهود فى سفري المكابيين وكذلك الأنبياء الكذبة الذين تكلم عنهم أسفر الملوك وأخبار الأيام و إرميا وكذلك ايضاح أن الهدف كان دائما واحد وهو تشبه بنى اسرائيل بالأمم

ولكنى فى هذا الفصل ان شاء الله سوف أوضح بالأدلة أن ما كان دائما يقوله بولس الى اليهود هو مجرد تهديد لم يتحول الى واقع فعلى ولم يحاول أن يفعله فكما قلت سابقا أن الأمم لم يكونوا أبدا هدفه وسوف يزيد تأكيد هذا الأمر هو باقي فصول هذا الباب والتي ان شاء الله سوف يتضح منها أن الرسائل المنسوبة الى بولس كانت دائما موجهة الى بنى اسرائيل وأنه لا يوجد رسالة واحدة كانت موجهة الى الأمم أبدا