

-
الرد على من يزعم بتناقض آيات القرآن الكريم
الرد على من يزعم بتناقض آيات القرآن الكريم
×××
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا مات الإنسانُ انقطع عنه عملُه إلا من ثلاثةٍ: إلا من صدقةٍ جاريةٍ ... أو علمٍ ينتفعُ به ... أو ولدٍ صالحٍ يدعو له " ... الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم -المصدر: صحيح مسلم -الصفحة أو الرقم: 1631 خلاصة حكم المحدث: صحيح
نعم إذا مات الانسان يتوقف في الحال تدفق إيداعاته في حساب رصيده في بنك الآخرة ... بل ويجمّد هذا الرصيد فوراً ويرفع من الخدمة ... ولكن أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المذكور بإمكانية استمرارية تغذية هذا الرصيد من خلال ثلاث منابع لا رابع لها ... وأحد هذه المنابع " علمٍ ينتفعُ به " ... ولذلك أسأل الله أن يجعل ثواب هذا العلم يصل الى رصيد كل صاحب فضل تحت التراب على كاتب هذه السطور.
مقدمة
لا أدرى لماذا تصر بعض المواقع التنصيرية على محاولاتها المستمرة لهدم دين الإسلام أولاً ومن ثم بناء دين النصرانية على أنقاضه ... وهو امر لا يرضى عنه السيد المسيح عليه السلام بالطبع ولم يكن ذلك منهج دعوته ... ولا أدري أيضا لماذا يشغل النصارى أنفسهم بالطعن في دين الإسلام بدلا من تركيزهم على عرض ما في معتقدهم بمفرده دون محاولات التجريح في الآخر ... لاسيما أن العقيدة الصحيحة تنشر نفسها عن طريق الطرح الموضوعي والصحيح لها دون الحاجة الى السعي لتجريح الآخر وفى النهاية يُترك الخيار للقارئ ..." فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ " الكهف 29
لقد استغلت أحد المنتديات التنصيرية عدم الإلمام الكافي للبعض باللغة العربية وتفاسير القرآن الكريم فطالعتنا بزعم وجود خمسة عشر تناقضاً في آيات القرآن الكريم بالرغم مما نصت عليه الآية 82 في سورة النساء ... " أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا " ...
وسنقوم بإذن الله بالرد على تلك المزاعم حتى يقف الجميع على حقيقة ما ذكر ... وباتباع النهج الراقي الذي نادى به محمد صلى الله عليه وسلم وعدم المساس او تجريح للآخر ... " ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ " النحل 125
ولـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكن:
لقد لاحظنا أن السيد الناقد يجهد نفسه في البحث عن تناقضات في القرآن الكريم ... وهو كتاب سيادته لا يؤمن به ... وبالتالي فليس هناك ما يدعوه لأن يشغل باله ووقته بالبحث فيه ... وعليه أن يدعه لمن شاء أن يؤمن به حتى يتفرغ سيادته للتركيز والبحث والدراسة في كتابه المقدس ... وحيث أن المسلمين يؤمنون بأن الله انزل التوراة والانجيل على موسى وعيسى عليهما السلام فمن حقهم بالطبع أن يطرحوا على الناقد ما يتبادر لهم من أسئلة في الكتاب المقدس ... و دون تجريح ... ولذلك سنذيل كل رد على نقد طرحه سيادته على القرآن الكريم بسؤال منا في كتابه المقدس ... وننتظر رده ...
النقد رقم 1: زعم التناقض بين الآيات التالية ... فهل كلام الله لا يتبدل ام يتبدل ؟؟؟
المجموعة الأولى:آيات تفيد أن كلام الله لا يتبدل:
" الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ " يونس 63 -64
" وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا " الكهف 27
" إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ "الحجر 9
المجموعة الثانية: آيات تفيد أن كلام الله يتبدل:
" يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ "الرعد 39
" وَإِذَا بَدَّلْنَا آَيَةً مَكَانَ آَيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ " النحل 101
"مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" البقرة 106
الرد على النقد
سنقوم بإذن الله بتحليل الآيات في كل مجموعة لنقف على مدلول وتفسير كل آية ومن ثم نصل الى الخلاصة والقرار:
آيات المجموعة الأولى:
أولاً:
" الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ " يونس 63 -64
ونذهب الى تفسير المنتخب لهذه الآية نجده: الذين صدَّقوا بكل ما جاء من عند الله، وأذعنوا للحق، واجتنبوا المعاصي، وخافوا الله في كل أعمالهم ... فلهؤلاء الأولياء البشرى بالخير في الدنيا، وما وعدهم الله به من نصر وعزة، وفى الآخرة يتحقق وعد الله، ولا خلف لما وعد الله به، وهذا الذي بُشروا به في الدنيا، وظفروا به في الآخرة هو الفوز العظيم ... انتهى تفسير المنتخب.
اذن المراد بعبارة " لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ " في هذه الآية = أن الله لا يخلف ما وعد به ... وليس كلماته هنا يقصد بها القرآن الكريم ... فالله في هذه الآية وعد بسعادة وفوز اوليائه المتقين في الدنيا والاخرة ... وهذا لا بد ان يتحقق ... لان الله هو الذي وعد بذلك فلا تبديل لوعد الله ....
ثانياً:
" وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا " الكهف 27
ونذهب الى تفسير المنتخب لهذه الآية نجده: واقرأ أيها الرسول ما أُوحى إليك من القرآن، ومنه ما أُوحى إليك من نبأ الفتية، ولا تستمع لما يهزأون به من طلب تبديل معجزة القرآن بمعجزة أخرى، فإنه لا مغيِّر لما ينبئه الله بكلمة الحق في معجزاته، فإنه لا يقدر أحد على تبديله، ولا تخالف أمر ربك، فإنك حينئذ لن تجد غيره ملجأ يحفظك منه. انتهى تفسير المنتخب.
إذن المراد بعبارة " لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ " في هذه الآية = إن كلمة " مُبَدِّلَ " في الآية الكريمة اسم فاعل وهو اسم " لَا " النافية للجنس ... ولذلك فإن المعنى أنه لا يقدر أحد من المخلوقين على أن يبدل آيات القرآن وجمله والفاظه التي أنزلها الله على رسوله صلى الله عليه وسلم ...
ثالثاً:
" إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ " الحجر 9
ونذهب الى تفسير المنتخب لهذه الآية نجده:وإنه لأجل أن تكون دعوة النبي بالحق قائمة إلى يوم القيامة، لم ننزل إليهم ملائكة، بل أنزلنا القرآن المستمر تذكيره للناس، وإنا لحافظون له من كل تغيير وتبديل أو زيادة أو نقصان حتى تقوم القيامة. انتهى تفسير المنتخب.
اذن المراد بعبارة " وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ " في هذه الآية = أن الله قد تعهد بحفظ القرآن الكريم ... فلا يقدر ولن يقدر أي أحد من المخلوقين على أن يغير أو يبدل فيه أو يزيد عليه أو أن ينقص منه حتى تقوم القيامة ... وهذا بالفعل ما يثبته الواقع الفعلي بعد أربعة عشر قرناً من نزول القرآن الكريم ... فالقرآن الكريم في مشارق الأرض ومغاربها واحد لا يزيد ولا ينقص حرفاً ولم ولن يتبدل ... والكل متفق ومجتمع على حروفه وترتيبه والفاظه جملة وتفصيلا ...
خلاصة مدلول وتفسير آيات المجموعة الأولى:
لا يخلف الله ما وعد به ... هذا وقد تعهد الله بحفظ القرآن الكريم حتى تقوم القيامة فلا يقدر ولن يقدر أحد من المخلوقين على أن يغير أو يبدل آيات القرآن الكريم والفاظه التي أنزلها الله على رسوله صلى الله عليه وسلم ... أو يزيد عليه أو أن ينقص منه ... وهذا بالفعل ما يثبته الواقع الفعلي بعد أربعة عشر قرنا من نزول القرآن الكريم ...
فهل آيات المجموعة الثانية تتعارض مع ذلك ... بمعنى هل تضمنت أن الله يخلف ما وعد به ... وهل تضمنت أيضاً أن أحداً من المخلوقين يمكنه أن يبدل آيات القرآن الكريم ... هذا ما سنراه ...
آيات المجموعة الثانية:
أولا:
" يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ " الرعد 39
ونذهب الى تفسير الطنطاوي لهذه الآية نجده: يمحو الله تعالى ما يشاء محوه، ويثبت ما يريد إثباته من الخير أو الشر ومن السعادة أو الشقاوة، ومن الصحة أو المرض، ومن الغنى أو الفقر، ومن غير ذلك مما يتعلق بأحوال خلقه ... وعنده سبحانه الأصل الجامع لكل ما يتعلق بأحوال هذا الكون ... فالمراد من الآية أنه يمحو ما يشاء مما في اللوح المحفوظ (أي ليس القرآن الكريم) فيكون كالعدم، ويثبت ما يشاء مما فيه فيجرى فيه قضاؤه وقدره على حسب ما تقتضيه مشيئته ... انتهى تفسير طنطاوي
اذن المراد بعبارة " يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ " في هذه الآية = المحو والاثبات والتغيير في قدر الله ومقادير الخلائق ... وهذا بيد الله وحده فالله يمحو ويغير ما يشاء من قدره ويثبت ويُبقى ما يشاء من قدره ... وله الحكمة سبحانه فيما يمحو ويثبت وعنده ام الكتاب وهو اللوح المحفوظ (أي ليس القران) الذي جعل فيه كل ما يريد فعله سبحانه قبل خلق السماوات والأرض.
ثانياً:
" وَإِذَا بَدَّلْنَا آَيَةً مَكَانَ آَيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ " النحل 101
نذهب أولاّ لتفسير أبو السعود لنفهم معنى الآية الكريمة:
{وَإِذَا بَدَّلْنَآ ءايَةً مَّكَانَ ءايَةٍ} أي إذا أنزلنا آيةً من القرآن مكان آية منه وجعلناها بدلاً منها بأن نسخناها بها ... {والله أَعْلَمُ بِمَا يُنَزّلُ} أولاً وآخِراً ... وبأن كلاًّ من ذلك ما نزلت حيثما نزلت إلا حسبما تقتضيه الحِكمةُ والمصلحة ... فإن كل وقت له مقتضًى غيرُ مقتضى الآخَر ... فكم من مصلحة في وقت تنقلب في وقت آخرَ مفسدةً وبالعكس بسبب انقلاب الأمورِ الداعية إلى ذلك ... وما الشرائعُ إلا مصالحُ للعباد في المعاش والمعاد ... تدور حسبما تدور المصالحُ ... انتهى تفسير أبو السعود.
ثم نذهب لتفسير الشعراوي لربط ذلك بقوله تعالى:
" مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " البقرة 106
§ إن آيات القرآن الكريم لا تتبدل، ولكن يحدث فيها نسخ، كما قال الحق تبارك وتعالى: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} البقرة 106... ومعنى النسخهو إعلان انتهاء الحكم السابق بحكم جديد أفضل منه، وبهذا المعنى يقع النسخ في القرآن الكريم.
§ ومن أمثلة النسخ في القرآن الكريم تحريم الخمر مثلا:حيث نرى هذا التدريج المحكم الذي يراعي طبيعة النفوس البشرية، وأن هذا الأمر (أي شرب الخمر) كان من العادات التي تمكنت من النفوس آنذاك، ولا بد لها من هذا التدرج، فهذا ليس أمرا عقائديا يحتاج إلى حكم قاطع لا جدال فيه.
§ فانظر إلى هذا التدرج في تحريم الخمر: قال تعالى: {ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا} النحل 67 ... أهل التذوق والفهم عن الله حينما سمعوا هذه الآية قالوا: لقد بيّت الله للخمر أمراً في هذه الآية ... ذلك لأنه وصف الرزق بأنه حسن، وسكت عن السكر فلم يصفه بالحسن، فدل ذلك على أن الخمر سيأتي فيه كلام فيما بعد.
§ وحينما سئل صلى الله عليه وسلم عن الخمر رد القرآن عليهم: {يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهمآ أكبر من نفعهما}البقرة 219... جاء هذا على سبيل النصح والإرشاد، لا على سبيل الحكم والتشريع، فعلى كل مؤمن يثق بكلام ربه أن يرى له مخرجاً من أسر هذه العادة السيئة.
§ ثم لوحظ أن بعض الناس يصلي وهو مخمور، حتى قال بعضهم في صلاته: أعبد ما تعبدون ... فجاء الحكم: {يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون} النساء 43 ... ومقتضى هذا الحكم أن يصرفهم عن الخمر معظم الوقت، فلا تتأتى لهم الصلاة دون سكر إلا إذا امتنعوا عنها قبل الصلاة بوقت كاف، وهكذا عودهم على تركها معظم الوقت، كما يحدث الآن مع الطبيب الذي يعالج مريضه من التدخين مثلا، فينصحه بتقليل الكمية تدريجيا حتى يتمكن من التغلب على هذه العادة.
§ وبذلك وصل الشارع الحكيم سبحانه بالنفوس إلى مرحلة ألفت فيها ترك الخمر، وبدأت تنصرف عنها، وأصبحت النفوس متهيئة لتقبل التحريم المطلق، فقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه} المائدة 90... إذن: الحق سبحانه وتعالى نسخ آية وحكما بما هو أحسن منه.
§ إذن فالله سبحانه وتعالى (وليس أي مخلوق) أنزل آيةً من القرآن الكريم مكان آية منه وجعلها بدلاً منها بأن نسخها ... أي أعلن انتهاء الحكم السابق بحكم جديد أفضل منه حسبما تقتضيه الحِكمةُ والمصلحة ... فإن لكل وقت مقتضًى غيرُ مقتضى الآخَر ... فكان هذا التدرج المحكم الذي راعي طبيعة النفوس البشرية كما في حالة شرب الخمر مثلا لأنها ليست من الأمور العقائدية التي تحتاج إلى حكم قاطع لا جدال فيه مرة واحدة.
§ لقد طلب الكفار من الرسول صلى الله عليه وسلم تغيير القرآن الكريم أو تبديله فكان يرد عليهم بانه لا يكون له ذلك لأنه متبع لشرع الله ... قال تعالى " وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآَنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ " يونس 15
خلاصة مدلول وتفسير آيات المجموعة الثانية:
§ يمحو الله تعالى ما يشاء محوه، ويثبت ما يريد إثباته فيما يتعلق بأحوال خلقه مما في اللوح المحفوظ (أي ليس القرآن الكريم) الذي جعل الله فيه كل ما يريد فعله سبحانه قبل خلق السماوات والأرض.
§ الله سبحانه وتعالى (وليس أي مخلوق) ينزل آيةً من القرآن الكريم مكان آية منه ويجعلها بدلاً منها بأن ينسخها بها ... هذا مع بقاء رسم الآية المنسوخة في المصحف كما هي دون حذفها ... وبذلك يعلن الله انتهاء الحكم السابق بحكم جديد أفضل منه حسبما تقتضيه الحِكمةُ والمصلحة ... فلكل وقت مقتضًى غيرُ مقتضى الآخَر ... كما ذكرنا في حالة التدرج المحكم الذي حدث في موضوع شرب الخمر الذي روعي فيه طبيعة النفوس البشرية.
خلاصــة الرد على زعم التناقض بين آيات المجموعة الأولى والثانية... هل كلام الله لا يتبدل ام يتبدل ؟؟؟
§ لا يوجد أي تناقض بين الآيات في المجموعتين اطلاقا ... لماذا ... لأن آيات المجموعة الأولى تخبرنا استحالة تبديل آيات القرآن الكريم بمعرفة أي أحد من المخلوقين ... بينما آيات المجموعة الثانية تخبرنا بأن الله وحده ينزل آيةً من القرآن الكريم مكان آية منه ويجعلها بدلاً منها بأن ينسخها بها ... هذا مع بقاء رسم الآية المنسوخة في المصحف كما هي دون حذفها ... وبذلك يعلن انتهاء الحكم السابق بحكم جديد أفضل منه حسبما تقتضيه الحِكمةُ والمصلحة ... وذلك كما ذكرنا في حالة التدرج المحكم الذي حدث في موضوع شرب الخمر الذي روعي فيه طبيعة النفوس البشرية.
§ إن التناقض يكون لو كان الله سبحانه وتعالى قال في موضع انه سبحانه لا يبدل كلماته ... ثم قال في موضع اخر انه سبحانه يبدل كلماته ... وهذا لم يحدث في المجموعتين وهذا واضح من السياق بالطبع.
السؤال رقم 1 للسيد الناقد ... ورد في انجيل يوحنا 12/ 47" وَإِنْ سَمِعَ أَحَدٌ كَلاَمِي وَلَمْ يُؤْمِنْ فَأَنَا لاَ أَدِينُهُ ... لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدِينَ الْعَالَمَ بَلْ لأُخَلِّصَ الْعَالَمَ " ... بينما في موضع آخر في انجيل يوحنا 5/30 " كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ، وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ "... فهل جاء السيد المسيح ليدين ام لا يُدين ؟؟؟
وإذا كانت الإجابة انه كان لا يدين فترة مجيئه الأول الذي كان لخلاص العالم وليس لدينونة العالم حيث كان هو الشفيع، وكان الآب هو الديان حينئذ ... اما مجيئه الثاني فهو للدينونة (كما ورد في موقع الانبا تكلا كرد على هذا السؤال) ... فإن تلك الإجابة تطرح الأسئلة:
§ لقد كان الآب هو الديان لفترة مؤقته (فترة مجيء السيد المسيح الأولى) حيث كان السيد المسيح آنذاك هو الشفيع للآب ... فاذا كان السيد المسيح سيصبح بعد ذلك هو الديان (فترة مجيء السيد المسيح الثانية) ... فماذا ستكون مهمة الآب أو الروح القدس حينئذ.!!!؟؟؟؟
§ إن عملية تبادل الأدوار هذه ترسخ لدينا حقيقة أن كلا من الآب والسيد المسيح هما كيانان منفصلان تماماً ... بل ولكل منهما نطاق عمله المختلف تماما عن الآخر في نفس التوقيت.
§ إذا كان السيد المسيح أخبر بأنه هو الذي سيدين فترة مجيئه الثانية ...
فلماذا يخبر بالإيقاف المؤقت لتلك الخاصية خلال فترة مجيئه الأولى لاسيما انه قال " كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ " ...
يتبـــــــــــــــــع بإذن اللـــــــه وفضله
التعديل الأخير تم بواسطة الشهاب الثاقب. ; 23-10-2015 الساعة 05:50 PM
سبب آخر: حذف رابط تنصيري جزاك الله خيرا
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة 3abd Arahman في المنتدى الرد على الأباطيل
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 14-08-2015, 03:09 PM
-
بواسطة أبوفاطمة1981 في المنتدى منتدى الصوتيات والمرئيات
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 06-05-2014, 09:19 PM
-
بواسطة فداء الرسول في المنتدى منتدى الكتب
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 12-12-2012, 12:38 PM
-
بواسطة فريد عبد العليم في المنتدى المنتدى الإسلامي العام
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 12-01-2010, 02:00 AM
-
بواسطة ali9 في المنتدى المنتدى الإسلامي
مشاركات: 2
آخر مشاركة: 04-05-2006, 05:57 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات