إلى بلاد الكنائس ...

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

 

 

    

 

إلى بلاد الكنائس ...

النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: إلى بلاد الكنائس ...

مشاهدة المواضيع

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    2,476
    آخر نشاط
    23-11-2015
    على الساعة
    06:28 PM

    افتراضي إلى بلاد الكنائس ...

    من رواية طريق السعادة


    أخذت صحة جورج تتحسّن تدريجيًّا، وبدت عليه علامات نجاح العمليّة، فمنذ اليوم التالي استطاع النهوض من فراشه بعدما أزالوا عنه الأجهزة، لكنّه استمر على المغذّي، ولم يقدّم له الطعام بعد.. أتت كاترينا مع الأطفال للاطمئنان عليه، ففرحوا لمـّا رأوه بخيرٍ، يتجاذب أطراف الحديث معهم بانشراح وانبساط، ولم ينس جورج في غمرة سروره أن يرسل رسالة يطمئن بها من أرسل لهم بالأمس وطلب منهم الدعاء له، فلربّما كان نجاح العمليّة بسبب دعاء أحدهم.. ربّما!


    عاد جورج لقراءاته وتجهزه للسفر إلى روما بأكبر كمية من المعلومات عن المسيحية ومذاهبها ونحلها، وكان يتعجب من كونه ولد بروتستانتيًّا، إلا أنه لا يكاد يعرف عن دينه إلا معلومات قليلة جدًّا، وأن غالبية ما يعرفه قد تعلمه من كاترينا الكاثوليكية، أو من حبيب الكاثوليكي أثناء سفره للقدس، أو من قراءاته المتأخرة للبحث عن طريق السعادة، فلم يتيسر له دراسة دينه حقيقة سابقًا، مثله في ذلك مثل غالبية المسيحيين الذين يدينون بدين لا يعرفونه، بل تجد كثيرًا منهم مثله هو لا يعرف عن دينه إلا مجرد الاسم. كانت القراءة في المسيحيّة قراءة مثيرة، خاصة ما قرأه في الخلافات الحادة بين المذاهب المسيحية: الخلافات الحادة العقدية، والخلافات الحادة السلوكية والتعبدية، والخلافات العسكرية والحربية أيضًا. فكان يتأمل كثيرًا، لم ذلك الاختلاف؟ هل تكون كاترينا على حق عندما قالت له بأن المشكلة في البروتستانتية وليست في الكاثوليكية لكونها سابقة لها، لكنّه تذكر أن الأرثوذوكسيّة سابقة للكاثوليكيّة في التاريخ المسيحي، وعلى مبدأ القرب، يفترض أن يكون على الحق أقربها لليسوع عليه السلام، لكنّ الكتاب المقدّس لم يكتب ولم يحفظ في حياة يسوع.. إذن أي مذهب أصوب؟ شعر بالرغبة في الحديث مع أحد؛ فقرر الاتصال على آدم، فاتصل به..

    مرحبًا آدم. أهلًا أهلًا.. حمدًا لله على سلامتك يا رجل. شكرًا لك يا آدم، وأتمنى أن أراك في أقرب فرصة. سآتيك غدًا، إن كان يناسبك؟ جيد، ولكن عندي سؤال، هل ترى أن أكمل الجلسات مع توم أم لا؟ أرى أن تكملها، لكن لماذا هذا السؤال؟ ولماذا الآن؟ لا أدري، ربما لأني أشعر أحيانا بأنه لا جديد! ماذا تعني بلا جديد؟ لا أدري، شعور غريب فقط. وأنا لا أدري أيضًا، كل ما أعرفه أن الأصل أن تستمر ما لم يبدُ لكَ شيئًا جديدًا، خاصة بأنه واضح أنك تستفيد كثيرًا، كما أن توم قد تغير للأفضل كما تقول. صدقت، ولا أدري لم أصبحت أرتاح إليه وأعامله كصديق وليس كطبيب؟ عمومًا هو مجرد خاطر، سأتصل به لآخذ منه موعدًا، ولكني أود أن أتناقش معك قبل الجلسة ـ إن سمحت ـ فلعلنا نتناقش غدًا في بعض القضايا.
    أنهى جورج المكالمة، ليتصل مباشرة بتوم، طالبًا منه أن يجلس معه قبل سفره إلى روما، وإذا ما كان في الإمكان أن تكون الجلسة في المستشفى. فوافقه فهو لا يريد أن يتعبه.

    لتكن بعد غد صباحًا، فقد أخبرني الطبيب بأني سأخرج بعد ثلاثة أيام في المساء. كما تريد يا جورج.
    جاءت كاترينا فيما كان جورج منهمكًا في القراءة.. تنبّه لها عندما دخلت الغرفة وألقت التحيّة بصوت بشوش مرتفع، ثمّ جلست بجواره وطبعت قبلة على خده..

    سعدت كثيرًا، فوضعك الصحي مستقر كما أخبرني الطبيب. نعم أنا بخير، ما أخبار السفر إلى روما؟ كل شيء جاهز تقريبًا، حجوزات الطيران، وحجوزات الفنادق، ومواعيد المقابلات مع بعض الشخصيات، والرحلات مع المجموعات السياحية. جيد، لكن ماذا تقصدين بالمقابلات مع الشخصيات؟ أعرف ما تريد، وقد رتبت لك مقابلات مع بعض القساوسة، وزيارة للفاتيكان. هذا ليس ما أريد أنا، بل ما تريدين أنت. نعم، أنا أريد، لكني لم أرتبها إلا لعلمي أنك تريد كذلك. صدقت، شكرًا لك يا حبيبتي. وهل ستجلس مع الطبيب توم قبل سفرنا أم بعده؟ قبله، الجلسة بعد غد هنا في المستشفى.. تبدين مهتمة بالجلسة؟ صدقت، لا أدري لماذا أشعر بأنك أسعد منذ بداية جلساتك مع توم. فقط لهذا السبب؟! نعم فقط لهذا السبب.. أو ربما لأني أشعر أن توم أصبح أفضل مما كان، ولا أدري لماذا؟ وأنا لدي نفس الانطباع، لكني أخشى أنه يخدعني. كل شيء ممكن، لكني أميل إلى أن التغيير حقيقي، وإن كان كل شيء ممكنًا. لكن لو كان يخدعنا فما هدفه من ذلك؟ لا أظن أن هناك مصلحة له في خداعنا، لذلك أعتقد بأنه صادق في تغيره. وأنا كذلك لولا مدير أعماله براد. أكره ذلك الرجل، ولا أدري لماذا أرى أنه غير مريح أبدًا؟
    حتى توم يشتكي منه كذلك! ربما، لكن ذلك غير مقنع! بدل أن يشتكي منه، يمكنه أن يفصله ويرتاح منه. صحيح، ربما يكون هناك سببا آخر، لا أدري! عموما كنت أفكر أن أوقف الجلسات مع توم. أرى أن ذلك غير مناسب.. والرأي لك. رأيك هو نفس رأي آدم بالضبط، يقول لي: قد بدأت طريقًا ويفترض أن تكمله، ويلمح إلى تحسن توم، ويقول تابعت معه عندما كان سيّئًا، فهل تتركه عندما تغيّر وتحسّن. كلام منطقي وحجة قوية. توافقكما الدائم يجعلني أجزم بأنه كاثوليكي وليس بروتستانتيًا. هههه، أو ربما كان دليلًا على أن الكاثوليكية أقرب إلى الحق من البروتستانتية. ربما، وقد جمعت أسئلة كثيرة ومقارنات لعلنا نناقشها في روما. فكرة رائعة، فنحن سنكون في مركز الكاثوليكية، بل مركز المسيحية في العالم. ربما نكون في مركز الكاثوليكية، لكننا قطعا لسنا في مركز المسيحية، فنحن لا نعتقد بالبابوية البائسة.
    لا تطلق مثل هذه الأوصاف مرة أخرى، سنناقش هذه القضايا في روما كما اتفقنا؟ ألا تشعر أنك متحامل على الكاثوليكية؟ هل تريدني أن أذكر انتقاداتنا على البروتستانتية المتفلتة؟ المتفلتة!! وصف جميل للبروتستانتية! ألا ترين أني لم أغضب مثلك رغم ما قلت؟! هههه، ربما، لأنك تعرف أنه وصف واقعي للبروتستانتية، ألستم تألفون دينكم كما تريدون، وتفهمون الكتاب المقدس كما تريدون، وهذا هو التفلت الذي أعنيه! ربما يكون كما قلت، أو لأننا أحرار من طغيان الكنيسة الرومانية وصكوك غفرانها. اتفقنا أن نناقش كل ذلك في روما، فهل ترى أن نقطع النقاش؟ هههه، اتفقنا، أود أن تتأكدي من الطبيب إن كان هناك شيء نحتاجه لنسافر في موعدنا، فأنا متحمس للسفر جدًّا. تقصد متحمس لمقابلة الأسقف!!
    اعتدل جورج في جلسته وتبسم وقال:

    نعم؛ لأقنعه أمامك بخطأ دينه. رغم أني أعرف سخريتك، لكني حقيقة أجاهد نفسي لأكون حيادية في الرحلة، فهل يمكن أن تعينني يا حبيبي؟ أنت تعرفين كيف تستميلين قلبي يا حبيبتي، فإن غلبتك بالحجة غلبتيني بالعاطفة، ثقي أني سأبذل ما أستطيع. أحبك جورج، سأذهب الآن للطبيب للاستفسار عن حالتك وموضوع السفر.
    عندما عادت كاترينا بعد ساعة وجدت جورج مستغرقًا في قراءته..

    ياااه.. هل ما تقرأ مهم لهذه الدرجة؟!
    نعم، فأنا أقرأ عن مارتن لوثر وجون كالفن، وهما من أهم من أثر في البروتستانتية. تعني ألفوا وصنعوا الدين البروتستانتي. صدقت إلى حد كبير، لكنهم فعلوا ذلك؛ ليتخلصوا من أمراض الكاثوليكية وتقاليدها البالية... إذن أنت توقن أن البروتستانتية تأليف؟! للأسف نعم، حتى تحد من موجة الإلحاد التي دعت إليها الكاثوليكية بأسرارها وبابويتها، حتى صار لدى بعض الناس ارتباط بين الدين والتخلف ونقص العقل! فهل تريدين أن نتناقش في ذلك الآن؟ أوه.. مباشرة تقلب الحديث على الكاثوليكية، سنناقشه في روما، حتى تقتنع بأن البروتستانتية تأليف وتحريف للدين المسيحي. صدقت البروتستانتية تحريف عن الكاثوليكية، ولذا يكفرون بعضهم بعضًا، ويقاتلون بعضهم بعضًا.. حتى فرق البروتستانتية تكفر بعضها بعضًا، هل تعرفين كم عدد كنائس ومذاهب البروتستانتية؟ لا، هل تصل إلى مائة فرقة مثلا؟ ربما يعجبك هذا الخبر، ما بين ثمانية وعشرين ألف إلى أربعين ألف كنيسة ومذهب. أربعون ألف كنيسة ومذهب؟!
    ظهرت الكراهة في وجه جورج، وقطب حاجبيه، وعدل جلسته، وتنهد، ثم قال:

    للأسف نعم، وهذا يذكرني بمذاهب الفرق غير السماوية، كالتي رأيت بعضها في الهند، وللأسف أيضًا أن الصراحة مع النفس صعبة! ألم أقل لك أن البروتستانتية تأليف! ثم ابتسمت وقالت: لكنا سنناقش ذلك في روما كما اتفقنا. أكثر من مرة تقولين ما تريدين، ثم تقولين النقاش في روما، ثم ابتسم وقال: لا بأس، فقط من أجلك، ماذا يقول الطبيب؟ أحبك جورج.. يقول الطبيب: إن وضعك الصحي رائع جدًّا، وإن العملية ناجحة بنسبة 100%، وإنك ستخرج قريبًا، ويكفيك بعد الخروج أن ترتاح يومين إلى ثلاثة أيام، ثمّ تمارس حياتك الطبيعيّة، ويمكنك أن تسافر دون أيّ مخاطر. وهل هناك أي احتياطات أثناء السفر؟ سألته فقال: أبدا، لا توجد أي احتياطات إلا الوصايا العامة؛ مثل ألا ترهق نفسك، أو تعرضها للخطر، وهذا ليس له ارتباط بالعملية كما يقول. جيد. ستكون رحلة رائعة، وسنجدد أيام زواجنا الأولى. ما أحلى أيام زواجنا الأولى! سنجددها وسنسعد في سفرنا، لكن سيكون هناك جديد فيها.. وما الجديد؟ وجود مايكل وسالي. رغم أننا سنضطر لتغيير بعض بنود الرحلة من أجلهما، لكنهما سيزيدان من متعتنا، أحبهما جدا. أعرف أني مقصر في حقهما، وأشعر بأنهما كبرا فجأة. سنعوضهما الفترة القادمة، أليس كذلك؟ نعم، وأعتقد أن أفضل هدية أقدمها لهما هي دلالتهما على طريق السعادة. طريق السعادة مرة أخرى! وثالثة ورابعة، لا أدري لماذا أشعر أني اقتربت من الوصول إليه؟ ربما نصل إليه معا في روما. هههه، تقصدين نصبح جميعنا كاثوليك مرة أخرى؟! ربما.. وربما غير ذلك. وتتركين الكاثوليكية؟! وربما تترك أنت البروتستانتية. على افتراض الاحتمال الآخر، هل لديك القدرة على ترك الكاثوليكية؟ أخذ مني القرار وقتًا وصراعًا طويلًا.. لكن الآن أستطيع أن أقول نعم، ولو كان قرارًا صعبًا. أنا فخور بك يا حبيبتي. بل أنا الفخورة بك يا جورج، لم ترض أن تعيش دون تحديد أهدافك، ووضع معنى لحياتك، وإجابة لتساؤلاتك. هههه، إذن مبارك لك أيتها البروتستانتية. هههه، بل مبارك لك القناعة والعودة للأصل، إلي الكاثوليكية أيها المعترض البروتستانتي.

    التعديل الأخير تم بواسطة الشهاب الثاقب. ; 27-09-2015 الساعة 05:52 PM

إلى بلاد الكنائس ...

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. نبي من بلاد العرب
    بواسطة *اسلامي عزي* في المنتدى البشارات بالرسول صلى الله عليه وسلم
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 11-09-2018, 08:12 PM
  2. وحي من جهة بلاد العرب
    بواسطة ابوغسان في المنتدى البشارات بالرسول صلى الله عليه وسلم
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 30-12-2014, 04:14 PM
  3. مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 26-09-2013, 12:57 AM
  4. صنع في بلاد المسلمين
    بواسطة pharmacist في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 16-04-2013, 12:02 PM
  5. منع إحداث الكنائس في بلاد الإسلام
    بواسطة محمد مصطفى في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 28-04-2006, 01:58 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

إلى بلاد الكنائس ...

إلى بلاد الكنائس ...