السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
حياكم الله جميعا مشايخنا الكرام و اعلى الله قدركم فى الدارين .
اليوم بمشيئة الله تعالى ساصحبكم فى جولة نتعرف من خلالها على النبى المنتظر الذى بشر به موسى فى سفر التثنية فى الكتاب المقدس عند النصارى .
وسنرى ان شاء الله من هو :
1- هل هو الملك المنتظر عند اليهود .
2- هل هو الإله المتجسد المنتظر عند النصارى .
3- هل هو رسول الأمة المختارة الجديدة بعد أن لُعنت الأمة الإسرائيلية و نقضت عهدها مع الرب .

أدعو الله أن يكون هذا البحث فيه فائدة إن شاء الله و ان يغفر لى خطائى و زللى و أن يسخر لى من أهل العلم من يرد لى هفواتى و أخطائى و أن يكون فى ميزان حسناتى يوم أن ألقاه .
تابعوا معى :

النص الذى يدور حوله البحث و التحليل :
جاء فى سفر التثنية و هو السفر الخامس فى العهد القديم من الكتاب المقدس عند النصارى فى التوراة المنسوبة لموسى عليه السلام الأتى :
[تثنية 18:18][ اقيم لهم نبيا من وسط اخوتهم مثلك واجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما اوصيه به]

الأن هذا النص من نسخة الفانديك المعتمدة عند الأرثوذكس وعند تحليل النص نجد الأتى :

1- إقامة نبى .
2- من اخوتهم .
3- مثلك .
4- كلام الرب فى فمه .
5- أمى لا يقرا و لايكتب (واجعل كلامي في فمه) .
6- امين على وحى الرب .

النزاع الأن بين اليهود و النصارى و المسلمين فى هذا النص التوراتى


ولكن فى الفترة الممتدة من زمن موسى عليه السلام إلى زمن المسيح عليه السلام اتفق كل من اليهود و النصارى و المسلمون بأن هذا النبى لم يبعث من قبل الله وهناك الكثير من النصوص الاتى تؤيد ذلك مثلا :
فى سفر التثنية :
[تثنية 34:10][ ولم يقم من بعد في إسرائيل نبي كموسى الذي عرفه الرب وجها لوجه ]
ملحوظة : النصوص السابقة من التوراة العبرانية أما فى التوراة السامرية فقد جاء الاتى :
[نبياً اقمت لهم من جملة إخوتهم مثلك و جعلت خطابى بفيه فيخاطبهم بكل ما أوصيه به] .
ايضا النص الذى جاء فى العهد الجديد يؤيد ذلك فى الأبركسيس :
[أعمال 3:22][ فلقد قال موسى: سيقيم لكم الرب إلهكم من بين إخوتكم نبيا مثلي فإليه أصغوا في جميع ما يقول لكم] .
وكان المتكلم بطرس و لايمكن ان يكون المسيح المقصود بذلك النص .
والأن : لنخرج اليهود من هذا النزاع بداية نقراء ما جاء فى سفر اشعياء :
[اشعياء 28:11][ سيخاطب الرب هذا الشعب بلسان غريب أعجمي]

اذن الرب سيخاطب شعب اسرائيل من خلال نبى يتكلم بلسان غير لسانهم اذن اليهود خارج هذا النزاع و بالتالى النبى المرسل ليس من بينهم .
ثانياً : جاء فى سفر التثنية ان ابناء العمومو اخوة فى النص التالى :
[تثنية 2:4][ وأوص الشعب: ها أنتم عابرون بتخوم إخوتكم بني عيسو المستوطنين في سعير فيعتريهم الخوف منكم] .
فالنص هنا وصف بنى عيسو ابناء عمومتهم بالأخوة .

ولد لإسحاق ورفقة ولدين :عيسو ويعقوب بعد 20 سنة زواج و كان عيسو هو الاكبر وهذا ما ذكر فى سفر التكوين :
[تكوين 25:20][ وكان إسحق في الأربعين من عمره عندما تزوج رفقة بنت بتوئيل الأرامي من سهل أرام وأخت لابان الأرامي.]
[تكوين 25:21][ وصلى إسحق إلى الرب من أجل امرأته لأنها كانت عاقرا فاستجاب له الرب، فحملت رفقة زوجته.]
[تكوين 25:22][ وإذ تصارع الطفلان في بطنها قالت: «إن كان الأمر هكذا فما لي والحبل؟» ومضت لتستفهم من الرب]
[تكوين 25:23][ فقال لها الرب: «في أحشائك أمتان، يتفرع منهما شعبان. شعب يستقوي على شعب، وكبير يستعبد لصغير».]
[تكوين 25:24][ وعندما اكتملت أيامها لتلد إذا في أحشائها توأمان.]
[تكوين 25:25][ فخرج الأول مكسوا بالشعر وكأنه يرتدي فروة حمراء، فدعوه عيسو (ومعناه أشعر).]
[Gتكوين 25:26][ ثم خرج أخوه ويده قابضة على عقب عيسو فدعوه يعقوب (ومعناه متعقب). وكان إسحق في الستين من عمره عندما أنجبتهما له رفقة.]
اذن عيسو أخو يعقوب ( اسرائيل )
اذن ليس هناك نبى سيبعث من بنى اسرائيل و لكن من بنى عمومتهم أولاد اسماعيل ولكن هل بقية الترجمات كما ذكرنا تحتوى على نفس النص هذا ما سنراه الأن :


هذه الترجمات تبين مع اختلاف بعض الالفاظ أنه لن يكون هناك نبى من بنى اسرائيل و لكن لو رجعنا بالزمن الى الوراء قليلا لنرى بعض الترجمات الأخرى ماذا سنجد ؟

طبعة العهد الجديد عربى قبطى عام 1847 :



طبعة ليدن فى القرن السابع عشر عام 1616 :



و هنا نرى فى هذا النص طبعة وليم واطس فى القرن 19 عام 1848 سفر التثنية اللفظ تغير إلى أنه ( لم يقم بعد ذلك نبى فى اسرائيل ) :

طبعة وليم واطس فى القرن 19 عام 1848 :


و هنا نرى فى طبعة روما القرن السابع عشر عام 1671 سفر التثنية نفس النص السابق :
(لم يقم بعد ذلك نبى فى اسرائيل) .

طبعة روما القرن السابع عشر عام 1671 :