قتل النساء والأطفال حسب الكتاب المقدس والقرآن
ما يَقُولُه الكتاب المقدس عن قتل نِساءِ وأطفالِ العدو:
هذا ما يقولُ الرّبُّ القديرُ: تَذكَّرتُ ما فعَلَ بَنو عَماليقَ بِبَني إِسرائيلَ حينَ خرَجوا مِن مِصْرَ، وكيفَ هاجموهُم في الطَّريقِ، فاَذهَبِ الآنَ واَضرِبْ بَني عماليقَ، وأهلِكْ جميعَ ما لهُم ولا تَعفُ عَنهُم، بلِ اَقتُلِ الرِّجالَ والنِّساءَ والأطفالَ والرُّضَّعَ والبقَرَ والغنَمَ والجمالَ والحميرَ. (صموئيل الأول 15 : 2-3 )

فالآنَ اَقْتُلوا كُلَ ذَكَرٍ مِنَ الأطفالِ وكُلَ اَمرأةٍ ضاجعَت رَجلاً، وأمَّا الإناثُ مِنَ الأطفالِ والنِّساءِ اللَّواتي لم يُضاجعْنَ رَجلاً فاَسْتَبقوهُنَّ لكُم. (العدد 31: 17-18)

وأمَّا مُدُنُ هؤلاءِ الأُمَمِ التي يُعطيها لكُمُ الرّبُّ إلهُكُم مُلْكًا، فلا تُبقوا أحدًا مِنها حيُا (التثنية 20: 16)





ما يَقُولُه القرآن

لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ. إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (الممتحنة: 8-9)






يقول الكتاب المقدس أنّ الله وأنبيائه موسى ويوشع، عليهما السلام، أَمرواَ اليهود بقَتْل النِساءِ والأطفالِ الأبرياء!

" وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ " (آل عمران : 78)

ليس هناك شَكّ في أن الله بريء من هذه الجرائم المريعةِ وكذلك أنبياؤه. إن الله تعالى وأنبيائه لم يأَمروا قط بقتل النِساءِ والأطفالِ الأبرياء. يَقُولُ اللهُ عز و جل في القرآنِ الكريم:

"مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ " (المائدة : 32)

لا يوجد في القرآن الكريم آية واحدة تأمر بقتل نساء أَو أطفالِ العدو. بل على العكس، يَأْمر القرآن المسلمين بالتَعَامُل بعدل وبلطف مَع كُلّ الأبرياء من البشر. و قد حذر نبي الله و رسوله محمد صلى الله عليه وسلم جيشه قائلا: "انطلقوا باسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله ولا تقتلوا شيخا فانيا ولا طفلا ولا صغيرا ولا امرأة "
العنصرية حسب الكتاب المقدس والقرآن
ما يقوله الكتاب المقدس عن التمييز العنصري:


وكانَ نُوحٌ أوَّلَ فلاَحِ غرسَ كَرْمًا. وشربَ نُوحٌ مِنَ الخمرِ، فسَكِرَ وتَعَرَّى في خيمَتِه. فرأى حامٌ أبو كنعانَ عَورَةَ أبيهِ، فأخبَرَ أخويهِ وهُما خارِجا. فأخذَ سامٌ ويافَثُ ثوبًا وألقَياهُ على أكتافِهِما. ومَشيا إلى الوراءِ لِيَستُرا عَورَة أبيهِما، وكانَ وجهاهُما إلى الخلْفِ، فما أبصَرا عَورَةَ أبيهِما. فلمَّا أفاقَ نُوحٌ مِنْ سُكْرِهِ عَلِمَ بِما فعَلَ بِهِ اَبنُهُ الصَّغيرُ، فقالَ: ((مَلعونٌ كنعانُ! عبدًا ذليلاً يكونُ لإخوَتِهِ)). (التكوين 9 : 20-25)



فأَقبلَتْ إلَيهِ اَمرأةٌ كَنْعانِـيّةٌ مِنْ تِلكَ البلادِ وصاحَتْ: ((اَرْحَمني، يا سيِّدي، يا اَبن داودَ! اَبنتي فيها شَيطانٌ، ويُعذِّبُها كثيرًا)). فما أجابَها يَسوعُ بكَلِمَةٍ. فَدنا تلاميذُهُ وتَوَسَّلوا إلَيهِ بقولِهِم: ((اَصرِفْها عنَّا، لأنَّها تَتبَعُنا بِصياحِها! )) فأجابَهُم يَسوعُ: ((ما أرسلَني اللهُ إلاَّ إلى الخِرافِ الضّالَّةِ مِنْ بَني إِسرائيلَ)). ولكنَّ المرأةَ جاءَتْ فسَجَدَتْ لَه وقالَت: ((ساعِدْني، يا سيِّدي! )) فأجابَها: ((لا يَجوزُ أنْ يُؤخذَ خُبزُ البَنينَ ويُرمى إلى الكِلابِ)). (متى 15: 22-26)


لِلأَجْنَبِيِّ تُقْرِضُ بِرِباً وَلكِنْ لأَخِيكَ لا تُقْرِضْ بِرِباً لِيُبَارِكَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فِي كُلِّ مَا تَمْتَدُّ إِليْهِ يَدُكَ فِي الأَرْضِ التِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِليْهَا لِتَمْتَلِكَهَا. (التثنية 23: 20)







ما يقوله القرآن عن التمييز العنصري:


يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (الحجرات : 13)

…هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ. وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (الأنفال: 62-63)






يزعم الكتاب المقدس أن نبي الله نوحاً عليه السلام لَعنَ كنعان وجَعلَه عبدا لإخوتِه بسبب خطأِ أبيه "حام"، وهو الأمر الذي يُشيرُ ضمناً إلى أنَّ أحفادَ "حام" (سود البشرة) ملْعونونَ، و أنهم قد جُعِلوا عبيدا لأحفادِ "سام" و"يافث".

إن المسلم يرفض هذه القصّة المختلقة لأسباب كثيرة:

· نبي الله نوح عليه السلام كَانَ أحد أعظم رسل الله، ِ واتّهامُه بشُرْب الخمر والتعري لا يصدقه المسلم أبدا.

· كيف لنبي الله نوح أن يلعَنَ كنعان بسبب خطأ ارتكبه أبوه "حام". لماذا يُلعن إنسان بريء بسبب خطأ ارتكبه والده؟ إن ذلك اتهامٌ بالظلم لرسول من أعظم رسل الله.

· يَدّعِي اليهود بأنّهم أبناء الله دون سائر البشر. وقد اختلقوا هذه القصّة ليترفعوا فوق الكنعانيين ويزدروهم و من ثم يعطوا أنفسهم الحقَّ في قَتْلهم وإذلاْلهم.

إضافة إلى ذلك، فقد كَتبتْ أيدي اليهود في الكتاب المقدس ِأنه يمكنهم "أخذ الربا من الأجنبي، دون إخوانهم الإسرائيليين". و الأعظم من ذلك، اتهامهم نبي الله عيسى عليه السلام زورا بأنه قال أن الكنعانيين هم كلاب بني إسرائيل. لا يمكن أبدا أن نصدق أن هذه العنصرية المقيتة والاحتقار قد صدر عن نبي الله عيسى عليه السلام، فكَيْفَ يمكن لرسول أرسله الله أن يَعتبرُ غيرَ الإسرائيليين كلابا لأبناء إسرائيل !

لقد إدّعتْ كُلّ الأمم عبر التأريخِ نوع من الأفضلية على الأمم الأخرى، وذلك استنادا على معاييرِ خاطئةِ مثل الجنسِ أو اللونِ أَو اللغةِ. أما القرآنَ الكريم فإنه يضع المعيارَ الحقيقيَ للأفضلية، و هو التقوى. فأفضلية شخص على آخر تعتمدُ على الاستقامة والسلوكِ الحسن، ولَيسَ على الدمّ أو الثروةَ أَو الجنسيةَ، لأن كُلّ البشر أبناء آدم.

يَقُولُ القرآنَ الكريم أنّ اللهِ خَلقَ البشر أجناسَا مختلفةَ لكي يتعارف الناس على بعضهم البعض و ليس لإعْطاء الأفضلية لجنس على جنس آخر، بل إن ذلك الاختلاف في أشكالِ وألوانِ الناسِ لهو إحدى معجزاتِ اللهِ العظيمة، فبالرغم من أن اللهِ خَلقَنا مِنْ ذكرِ واحد (آدم) وأنثى واحدة (حواء)، فإن كُلّ شخص يختلف عن غيره، وكُلّ إنسان له شخصية فريدةُ. لذا فإن هذا الاختلاف معجزة عظيمة مِنْ اللهِ ولَيسَ مبررا للتمييز العنصري.

قالَ رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم : " ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَلا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ أَلا لا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ وَلا لأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلا بِالتَّقْوَى ... ) رواه الإمام أحمد وهو في السلسلة الصحيحة

ولقد كَان رسول محمد صلى الله عليه وسلم أولَ من طبق هذا، فقد كان عليه السلام يعامل أصحابه سواءً بسواء، الأغنياء منهم والفقراء، العرب والعجم. فبلال الحبشي، وصهيب الرومي وسلمان الفارسي كَانوا من صحابته المقربين .
لماذا لغات الناس مختلفة؟
حسب الكتاب المقدس والقرآن
ما يقوله الكتاب المقدس عن اللغاتِ:

وكانَ لأهلِ الأرضِ كُلِّها لُغَةٌ واحدةٌ وكلامٌ واحدٌ. فلمَّا رحَلوا مِنَ المَشرقِ وَجدوا بُقعَةً في سَهلِ شِنْعارَ، فأقاموا هُناكَ. وقالَ بعضُهُم لِبعضٍ: ((تعالَوا نصنَع لِبْنًا ونَشْوِيهِ شيُا))، فكانَ لهُمُ اللِّبْنُ بَدَلَ الحِجارَةِ والتُرابُ الأحمرُ بَدَلَ الطِّينِ. وقالوا: ((تعالَوا نَبْنِ لنا مدينَةً وبُرجا رأسُهُ في السَّماءِ. وَنُقِمْ لنا اَسمًا فلا نتَشتَّتُ على وجهِ الأرضِ كُلِّها)).

ونَزَلَ الرّبُّ لِيَنظُرَ المدينَةَ والبُرج اللذَينِ كانَ بَنو آدمَ يَبنونَهما، فقالَ الرّبُّ: ((هاهُم شعبٌ واحدٌ، ولهُم جميعًا لُغَةٌ واحدةٌ! ما هذا الذي عَمِلوه إلاَ بِدايةً، ولن يصعُبَ علَيهم شيءٌ مِما يَنوونَ أنْ يعمَلوه! فلنَنزِلْ ونُبَلبِلْ هُناكَ لُغَتَهُم، حتى لا يفهَمَ بعضُهُم لُغَةَ بعضٍ)).

فشَتَّتَهُمُ الرّبُّ مِنْ هُناكَ على وجهِ الأرضِ كُلِّها، فكَفُّوا عَن بِناءِ المدينةِ. ولِهذا سُمِّيَت بابِلَ، لأنَّ الرّبَ هُناكَ بَلبَلَ لُغَةَ النَّاسِ جميعًا، ومِنْ هُناكَ شَتَّتَهُمُ الرّبُّ على وجهِ الأرضِ كُلِّها. (التكوين 11: 1-9)




ما يقوله القرآن

وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ. (الروم: 22)





يقول الكتاب المقدس أن اختلاف اللغاتِ كَانَ مؤامرة مِن الله الذي شَعرَ بالغيرة والخوف عندما رَأى الناس يَتكلّمونَ نفس اللغةِ! فجعل لغاتهم مختلفة حتى لا يستطيعوا أن يعملوا ما يريدون !

وفي المقابل يَقُولُ اللهُ عز و جل في القرآنِ الكريم أن اختلاف اللغاتِ والألوانِ هي إحدى معجزاتِه لأنه خَلقَ البشر وأعطاَهم القدرةَ على الكَلام و الاستماع والفهم. لذا فالاختلاف في اللغاتِ معجزة، ولَيسَ لعنة. فالله عَزَّ و جَلّ لا يتآمر على البشرِ بدافع الغيرة. و لا يَستطيعُ البشر أن يَفعَلوا أيّ شيء ضدَّ إرادة اللهِ سواء اجتمعوا أو تفرقوا، ولايُمْكِنُ لأحدٍ أَنْ ينفع الله سبحانه و تعالى أو يضره، سواء كان الناس يَتكلّمونَ لغةَ واحدة أَو لغات مختلفة.




الحكمة والمعرفة حسب الكتاب المقدس والقرآن




ما يقوله الكتاب المقدس ِ:

ففي كثرةِ الحِكمةِ كثرةُ الغَمِّ،ومَنِ اَزْدادَ مَعرِفةً اَزْدادَ كآبةً. (الجامعة 1: 18)

فقُلتُ في قلبي: ((ما يَحدُثُ للجاهلِ يحدُثُ لي أنا أيضًا، فما نَفعُ حِكمتي هذِهِ؟)) وقُلتُ في قلبي: ((هذا أيضًا باطِلٌ)). فما مِنْ ذِكْرٍ دائِمِ للحكيمِ ولا للجاهلِ، وفي الأيّامِ الآتيةِ كُلُّ شيءٍ يَطْويهِ النِّسيانُ. ويا أسَفي، كَيفَ يموتُ الحكيمُ كالجاهلِ! (الجامعة 2: 15-16)



ما يقوله القرآن

يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ (البقرة : 269)

يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ. (المجادلة : 11)