أيها الأخوة الأفاضل
إن بني إسرائيل من أكثر الناس فسادا
فقد أفسدوا الدين و الدنيا و بخلوا على أنفسهم و من جاء بعدهم
بميراث الأنبياء
فبدلوا و حرفوا الكلم عن مواضعه
,,,,,,,,,,
السؤال الآن لماذا عنونت هذا الموضوع بهذا الاسم
و ما هو الرابط بين عيسى و إلياس عليهما السلام
غير رابط النبوة
أما عيسى عليه السلام فلم يذكر كنبي لدى اليهود بل لم يأتوا على ذكر
الآيات التي أمده الله بها بدأ بولادته المخالفة لنواميس الكون
و انتهاء بالآيات الباهرة التي أمده الله بها عندما ابتعثه نبي لبني إسرائيل
و العجيب أنه في كتب النصارى أنفسهم قد أغفلوا الكثير الكثير من الآيات
التي وقعت على يدي هذا النبي الكريم
بدأ بحديثه بالمهد و الذي يعتبر الآية الأولى التي كانت دليل براءة الطاهرة
مريم عليها السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً{27} يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً{28} فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً{29} قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً{30} وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً{31} وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً{32} وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً{33} ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ{34} مريم

,,,,,,,,,,
سبحان الله هذا دليل نبوة عيسى عليه السلام و دليل طهارة أمه
لا تجده مذكور في التوراة و لا في الأناجيل المزعومة
مما يؤكد قطعا عدم وجود أي صلة زمانية أو معرفية بتاريخ ولادة المسيح
فلو أنكرها اليهود لكان لزاما أن يتلقفها النصارى و يؤرخونها في أناجيلهم
و الغريب أن الله سبحانه يقول
بسم الله الرحمن الرحيم
{نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ }آل عمران3


<<<<<<<<<<
و أنزلنا التوراة و الإنجيل لكن في الحقيقة أن
الإنجيل و التوراة الذين بين يدي اليهود و النصارى اليوم
قد كتبت على شكل تاريخ و روايات مقتطعة من هنا و هناك و هي لا تذكر من بعض الحقائق إلا صورة باهتة و مشوهه
لو اطلعتم على أناجيلهم
لوجدتم أن يحيى عليه السلام هو الذي نطق بالمهد و هو الذي بارك الله و هو رضيع و لم يذكر أي شيء حول ذلك عن عيسى عليه السلام
لو قرأتم في أناجيلهم لوجدتم الكذب و التدليس مما يشيب له الرأس
بل الاختلاف بالروايات بين إنجيل و آخر تجعل من المستحيل التوفيق فيما بينها
سبحان الله
مريم تأتي به بني إسرائيل لتقطع الألسن الفاجرة و تثبت نبوة ابنها منذ ولادته
و أناجيلهم تقول أن المجوس عبدت النار قد ثبت لديهم ولادته عن طريق
نجم و جاءوا من فارس إلى فلسطين ليبحثوا عنه و يسجدوا له
و متى كان عابد النار مهتم بولادة المسلم الموحد
و يا للصدفة فلم يجدوا من يسألوا عنه إلا الملك الذي سيصبح عدوا له و يسعى في هلاكه
يبدوا أن الملك كان مدير استعلامات حتى يأتي رعاع من فارس
يسألونه عن ولادة طفل في أرضه ثم انظر لترى أسماء إتباع المسيح عليه السلام و حواريه , فيلبس , و أندرس و بتروس ,
أسماء يونانية
و عيسى يقول أنا ما بعثت إلا إلى خراف بني إسرائيل الضالة
,,,,,,,,,,,,,
{إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ }المائدة110
,,,,,,,,,,,
لكن الآية الثانية و الثالثة قد جردوا نبي الله منها
فالكتاب و الحكمة و التوراة كانت هي عينها المحرفة التي اكتتبها عزرى
و جماعته و جميع الاستشهاد التي في أناجيلهم منها
فأين هم من قول النجاشي
إن القرآن و الإنجيل قد خرجا من مشكاة واحدة
فهل أناجيلهم الشركية هذه قد خرجت من مشكاة التوحيد الذي خرج منها الكتاب الذي أنزل على محمد صلى الله عليه و سلم
لا بالطبع و كلا و الإنجيل الذي كان يقصده النجاشي غير الإنجيل الذي
يعرفه النصارى اليوم
و شخصية يسوع المولودة في بداية القرن الميلادي الأول تختلف عن شخصية عيسى عليه السلام
الأولى نسخة مزورة و مطورة تتلاءم و هوى الملل الكافرة
و تنفر منها القلوب الموحدة
الآية الثالثة تشكيل الطير و النفخ فيه
هذه أيضا لا تجد لها أي صدى في كتب القوم و هي آية من آيات نبي الله عيسى عليه السلام
ثم آية المائدة و هذه أيضا لم تتطرق لها كتب القوم
رغم عظمتها و رغم الميثاق الذي أخذ عليهم بسببها
و قد تكلمت عنها في بحث آخر
,,,,,,,,
لنصل إلى النتيجة التي توخيتها من البحث
لا بد من التعريج على سيرة النبي إلياس أو إيليا كما يسميه اليهود و النصارى

بسم الله الرحمن الرحيم
وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ{123} إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ{124} أَتَدْعُونَ بَعْلاً وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ{125} اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ{126} فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ{127} إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ{128} وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ{129} سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ{130} إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ{131} إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ{132} الصافات


,,,,,,,,,,
من ظاهر الآيات السابقات نجد أن إلياس عليه السلام قد بعث في أمة
قد عبدت البعل من دون الله سبحانه
و لم يذكر كتاب الله إن كان هذا النبي قد بعث في بني إسرائيل خاصة
أم بعث في الأمم التي سكنت الشام و التي شاطرهم اليهود فيها
و لو تتبعنا الروايات التوراتية لوجدنا تناقض غريب بينها و بين الروايات الإخبارية التي نقلت عمن أسلم من اليهود
كوهب بن منبه و غيره
,,,,,,,,,,
تقول التواريخ التوراتية أن إيليا أو إلياس كان نبي في عهد الملك آخاب ملك إسرائيل في منتصف القرن التاسع قبل الميلاد
و لو قرأنا قصة هذا النبي كما تذكرها كتبهم لوجدنا
أن ظهوره هذا النبي يأتي فجأة و بشكل مقحم في النص
نبي في عهد ملك ظالم تحكمه زوجته الصيدانية عابدة البعل
يظهر فجأة يهدد الملك بالقحط و عندما تهدده زوجة الملك يلوذ بالجبال لسنوات
و تذكر الروايات أن هذه الملكة تقتل بضع مئات من الأنبياء
في حين يقوم رجل مؤمن يخفي إيمانه بإخفاء مائة منهم بالكهوف و المغاور لعدة سنين
بل حتى لا يظهر لهم أي دور مطلق في حياة الناس أو هدايتهم
بالطبع لو قارنا قصة هذا الملك آخاب بقصة ملك كان يحكم قبل هذا التاريخ بما يزيد عن 600 سنة
و التي وجدت مكتوبة على ألواح أوغاريت
لوجدنا تشابه غريب بين القصتين
و القصة كما كتبها إيلي ميلكو كبير كهنة أوغريت بعد سنين من مقتل الملك الكبير صاحب القصة التي تشبه قصة آخاب ملك بني إسرائيل
تتشابه القصتان بالتالي
تقول القصة الكنعانية
أن ملك من أتباع ايل كان يحكم أوغاريت و ما يحيط بها مع فلسطين
التي كانت تسمى مريم الشمالية
و التي حورها اليهود فيما بعد من مريم إلى موريا حيث يطلق هذا الاسم على جبل في بيت المقدس
و كان شعبه يسمى شعب إيل ( شعب الله ) و في بعض النصوص هم شعب السيد
يقتني هذا الملك سرية صيدانية من أتباع صنم البعل
تسيطر هذه المرأة على شغاف قلب الملك حتى تدفعه إلى نبذ عبادة إيل
و إتباع معبودها البعل
يبني الملك بيوت العبادة للبعل
يتسبب هذا الأمر بالقحط و الجفاف و ينتشر الزنا في البلاد بدل الزواج
يحاول الملك العودة لاسترضاء إيل حين يرى عواقب ما آلت إليه الأمور
لكن الأوان قد فات
النتيجة أن الملك يموت تحت ضربات نعال شعبه و يختلط دمه بالأرض التي أمام قصره
,,,,,,,,,,,,,
آخاب ملك لإسرائيل
شعبه كما نعلم يطلق على نفسه شعب الله
تزوج صيدانية تعبد العجل
تسبب بالقحط و الجفاف أثر خروج مفاجأ للنبي إلياس و دعوته الله بأن يمنع القطر و الندى عن إسرائيل
يحب زوجته الصيدانية إيزابيل حب شديد حتى أنه أطاعها في عبادة البعل و بناء المعابد له حتى بلغ كهنته بضع مئات
يعود الملك لعبادة الله بعد ما أصاب البلاد من قحط و جفاف
ثم يعود مجددا لعبادة البعل
يموت الملك آخاب من جرح يصاب به في أحد المعارك و تسيل دماءه قريب من قصره فتلحسه الكلاب
,,,,,,,,,,,,,,
هل هذه الصدف شيء اعتيادي حتى أن مترجمي الألواح الكنعانية
أسموها بالتوراة الكنعانية
التشابه بين الأدب الكنعاني و غيره من حضارة تلك الأمم مع ما يعرف بالأدب اليهودي المتجسد بالتوراة أم غريب و عجيب و لا يقف بحال من الأحوال عند هذه القصة
مما دفع الكثير باتهام اليهود بسرقة تراث و قصص الأمم التي سكنوا بينها
لكن كمسلمين نحن مدركين بوجود روايات حقيقية ليست كتلك المشوهة التي بين يدي اليهود و تلك الأمم التي يفترض أنها قد سبقت اليهود بقرون
و الصحيح أن تلك الأمم قد أخذت من تراث و قصص بني إسرائيل
و جيرته بعد التعديل إليها
ثم بعد ما يزيد عن ألف سنة عاد اليهود و سرقوا هذا التراث الممزوج بالخرافة و الأساطير و حاولوا زراعته في الفترة المتأخرة لهم
أي لو قلنا أن تاريخ الأمة الموسوية يعود إلى 4000 سنة أو يزيد قبل الميلاد حدث خلالها أمور و غرائب و قصص لا يعلمها إلا الله
و كانت هذه الأحداث مادة استفادت منها الأمم التي امتزجت معهم
ثم عاد اليهود في محاولة لاجترار نفس المادة في زمن متأخر جدا
كقصة دانيال المذكورة في الأدب الكنعاني و التي تعود إلى ما يزيد عن
ألف سنة سابقة للتاريخ الذي يفترضه اليهود
كذلك قصة أيوب و موسى و غيرها
,,,,,,,,,,,