الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده محمد صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين


ففي هذه النبؤة رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبرنا أن خلفاءه من بعده إثنى عشر خليفة وكلهم من قريش ولايزال بهم الدين عزيزاً منيعاً وهم الذين تجتمع عليهم الأمة في خلافتهم كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمُ كل المسلمين وهم إثنى عشر خليفة ووردت رويات أخرى أن كلهم قيم وأمير وإمام و لايزال الدين بهم عزيزاً منيعاً ولا خلاف عند أهل السنة بين معنى الامام أو الخليفة أو الامير ، فكلها بمعنى واحد ، ولا خلاف بينها ، والدليل على إن لفظة ( إمام ) معناها ( الامير والحاكم ) هو مارواه مسلم في صحيحه في باب أن الدين النصيحة عن تميم الداري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الدين النصيحة ، قلنا : لمن ؟ ، قال : لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) ..والائمة في هذا الحديث هم الحكام ، و الحديث ذكر بأن الخلفاء الاثنا عشر بأن كلهم من قريش ، يدخل فيه الخلفاء الاربعة رضي الله عنهم أجمعين لان كلهم من قريش ، ولا مجال الى لوي النصوص كما فعل الروافض ،

كما أن رواية ابن ابي عاصم تنسف كلامهم نسفا حيث بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر أن ابو بكر وعمر وعثمان من هؤلاء الخلفاء : ، فقال : ثنا الحسن بن علي ، ثنا عبد الله بن صالح ، ثنا الليث بن سعد ، عَنْ خالد بن يزيد ، عَنْ سعيد بن ابي هلال ، عَنْ ربيعة بن سيف ، عَنْ شقي الاصبحي ، قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ عبد الله بن عمرو ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " يَكُونُ اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً " - فَذَكَرَ أَبَا بَكْرٍ ، وَعُمَرَ ، وَعُثْمَانَ - فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ : إِنَّمَا جَلَسْنَا إِلَيْكَ لِتُذَكِّرَنَا ، مَا لَنَا وَمَا لِهَذَا ؟ فَقَالَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَوْ تَرَكْتَنِي لَأَخْبَرْتُكُمْ بِمَا قَالَ فِيهِمْ أنه ذكر وَاحِدًا وَاحِدًا " ..

وبهذا بطل إستدلال الروافض و خرافاتهم في عدم عدهم الخلفاء الراشدين الأربعة من الإثنى عشر خليفة ..كما أنه لم يصرح النص بأنهم يأتون متتابعين كما تدعي الشيعة ،فقوله ( من بعدي ) ليس فيه دلالة على ان الامر يكون مباشراً


فمن هم ؟

وكما سموهم الفقهاء بالأئمة العظماء – أئمة جماعة المسلمين كافة.

وذكر بن كثير في تفسيره الجزء الثاني الصفحة اثنين وثلاثون أن هؤلاء الأئمة الإثنى عشر الذين تجتمع عليهم الأمة قد بشر بهم الله سبحانه في التوراة 0 ففي التوراة

(( إن الله يقيم من صلب إسماعيل أثنى عشر عظماً أي عظيماً ))وفي التوراة عند أهل الكتاب ما معناه : " إن الله تعالى بشر إبراهيم بإسماعيل وإنه سينميه ويكثره ويجعل من ذريته اثني عشر أميرا وأمة عظيمة "
( 5 ) سفر التكوين ( 17 : 20 )

ومعلوم أن قريش هي من نسل إسماعيل عليه السلام وإسماعيل عليه السلام لم يكن من نسله أنبياء إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم

أما العظماء فلا شك أنهم هم الأثنى عشر خليفة القرشيين المذكورين بالأحاديث الذين ملكوا الدنيا كلها ودانت لهم بمسلميها وكافريها وكان لهم نعت وصفات حتى ذكر كعب الأحبار صفات عمر في التوراة وحتى خضع لهم ملوك أهل الكتاب أيض


ا ولهذا ذكرتهم التوراة بالعظماء. وفي كتب التاريخ والسير والتفاسير نجد أن هناك إجماع على أن الأئمة الخلفاء الذين اجتمعت عليهم الأمة المسلمة وكانت لهم الإمامة والخلافة العامة
هم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم ثم أفترق المسلمين في تنازل الحسن بن علي رضي الله عنهما لمعاوية ابن أبي سفيان رضي الله عنهما والصحيح أن الحسن خليفة بنص رسول الله صلى الله عليه وسلم

الخلافة بعدي ثلاثون سنة

واجتمع المسلمين مرة أخرى على إمام وخليفة ولكنه لم يعده العلماء من الخلفاء الراشدين وسُمي هذا العام بعام الجماعة كما في صحيح البخاري هو الخليفة معاوية رضي الله عنه والذي بدأ به الملك العضوض و بعد موت معاوية رضي الله عنه بدأ الملك العضوض وهو أول من غير سنة النبي صلى الله عليه وسلم في الخلافة لجعله الخلافة بالوراثة فكان يزيد بن معاوية ثم حادثة الحسين رضي الله عنه وعبد الله بن الزبير ثم بعد موت يزيد وقتل ابن الزبير وموت مروان بن الحكم أجتمع المسلمين مرة أخرى علي يد عبد الملك بن مروان ومن بعده الوليد بن عبد الملك ثم سليمان بن عبد الملك ثم عمر بن عبد العزيز ثم يزيد بن عبد الملك ثم هشام بن عبد الملك.

وبعد موت هشام بن عبد الملك ظهرت الدولة العباسية وأمرائها إلى جانب الدولة الأموية التي تقلصت بعد ذلك بالأندلس ثم دويلات هنا وهناك ولم يجتمع المسلمين على خليفة راشد فيه الصفات الواردة في الحديث في خلال هذه الفترة إلا خلافة عمر بن عبد العزيز فقد عده العلماء من الخلفاء الراشدين

وتوالت قرون التفرق والاختلاف والشقاق حتى الدولة العثمانية أيضاً، كان هناك دول ورؤس للمسلمين هنا وهناك في وجودها كالمغرب والهند وإفريقيا وغيرها وإلى يومنا هذا لم يجتمع المسلمين على خليفة راشد فيه الصفات الواردة في الحديث في خلال هذه الفترة
ولن يكون ذلك إلا في آخر الزمان كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن خليفة وأمير آخر الزمان الذي سيصلي خلفه المسيح عليه السلام وستجتمع عليه الأمة ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع ثم تعود خلافة على منهاج النبوة الله أعلم بمقدار زمنها غير أن الراجح أن مدة خلافة المهدي لاتقل عن عشرين سنة وفي أخر فترة خلافته سيملك الأرض كلها سبع سنين أو تسع ثم ينزل عيسى بن مريم ذكر النص أن عيسى عليه السلام سيرفض الخلافة وسيكون تابع لإمراء هذه الأمة تكرمة الله لهذه الأمة فكم عدد الخلفاء الراشدين في الخلافة على منهاج النبوة و الذين سيكونوا خلفاء للمهدي بعد موته وكم مقدار عددهم الله أعلم .


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة، قال فينزل عيسى بن مريم فيقوم أميرهم تعال صلي لنا فيقول لا إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة لهذه الأمة)) (صحيح مسلم.

فالطائفة ا لظاهرين على الحق المقاتلين في سبيل الله إلى يوم القيامة حتى يأتي أمر الله سينعموا في أخر أمرهم بخلافة على منهاج النبوة وسيكون خليفتهم المهدي الذي سيصلي عيسى خلفه ويرفض الإمارة تكرمة لهذه الأمة



وكلمة لا تزال في الكلام عن الطائفة المنصورة الظاهرة على الحق من بداية الخلافة من بعد رسول الله صلى الله إلى أحداث آخر الزمان ونزول المسيح عليه السلام تدل على أنها غير منقطعة أبدا حتى مع عدم وجود الخلافة على منهاج النبوة سواء في الملك العضوض أو في الملك الجبري ويجب بعد هذه الفترة أن تعود الخلافة على منهاج النبوة حتى يتم الله لهذا الدين اثنى عشر خليفة كلهم من قريش و كلهم تجتمع عليهم الأمة يقاتلون على الحق ظاهرين

هناك ثمانية خلفاء من بني أمية كان مقر حكمهم ومجريات عظائمهم بالشام وهو معاوية بن أبي سفيان وعبد الملك أبن مروان والوليد بن عبد الملك وسلميان بن عبد الملك وعمر بن عبد العزيز ويزيد بن عبد الملك وهشام بن عبد الملك،

ثم خليفة آخر الزمان الذي سيصطلح الناس عليه المهدي ستكون مقر خلافته و إقامته هو كذلك في الشام وأعظم فتوحاته بالشام أيضا وهي الملحمة الكبرى وكذلك من مناقبه صلاة المسيح عليه السلام خلفه بالمسجد الأقصى

وهذا كله من فضائل الشام المذكورة بكثير من الأحاديث الأخرى.


روي هذا الحديث في عدة الخلفاء الراشدين في هذه الأمة برويات كثيرة ومتعددة وألفاظ كثيرة منها :-
وعن عامر بن سعد بن أبي وقّاص قال : كتبت إلى جابر بن سمرة مع غلامي نافع : أن أخبرني بشيء سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فكتب إليّ : إني سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يوم جمعة عشيّة رجم الاَسلمي يقول : « لا يزل الدين قائماً حتّى تقوم الساعة أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلّهم من قريش ، ثمّ يخرج كذّابون بين يدي الساعة » .
وسمعته يقول : « أنا الفرط على الحوض » .صحيح مسلم 3 : 1453 | 1822


عن عن عامر بن سعد : أنّه أرسل إلى ابن سمرة العدوي فقال : حدَّثنا حديثاً سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فكتب : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول : « لا يزال الدين قائماً حتّى يكون اثنا عشر خليفة من قريش ، ثمّ يخرج كذّابون بين يدي الساعة ، وأنا الفرط على الحوض » .
) صحيح مسلم 3 : 1454 ،



عن جابر بن سمرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يكون اثنا عشر خليفة كلهم من قريش ) البخاري مع الفتح ( 13/181) و مسلم ( برقم1821) والترمذي ( برقم 2224) والمسند (5/87،90،92،95،97،99،101،107، 108) .



و في رواية أبي داود من طريق آخر بلفظ ( لا يزال هذا الدين قائماً حتى يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم تجتمع عليه الأمة ) فسمعت كلاماً من النبي صلى الله عليه وسلم لم أفهمه ، قلت لأبي : ما يقول ؟ قال : ( كلهم من قريش ) أبو داود ( برقم 4279) . و في رواية له أيضاً : ( لا يزال هذا الدين عزيزاً إلى اثني عشر خليفة ) الحديث . أبو داود ( برقم 4280) .



ورواه حمّاد بن زيد ، عن مجالد ، عن الشعبي ، عن مسروق ، عن عبدالله . وزاد فيه : قال : كنّا جلوساً عند عبدالله يقرئنا القرآن فقال له رجل : يا أبا عبدالرحمن ، هل سألتم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم كم يملك أمر هذه الاُمّة من خليفة بعده؟
فقال له عبدالله : ما سألني عنها أحدٌ منذ قدمت العراق ، نعم سألنا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال : « اثنا عشر عدّة نقباء بني إسرائيل »(رواه أحمد في مسنده 1 : 398 و406 ، وأبو يعلى في مسنده 8 : 444 | 5031 و9 : 222 | 5322 ، والهيثمي في مجمع الزوائد 5 : 190 .) .



و عن عليّ بن جعد ، عن زهير بن معاوية ، عن زياد بن خيثمة ، عن الاَسود بن سعيد الهمدانيّ قال : سمعت جابر بن سمرة يقول : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول : « يكون بعدي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش » ، فقالوا له : ثمّ يكون ماذا؟ قال : « ثمّ يكون الهرج »( رواه احمد في مسنده 5 : 92 ، والطبراني في المعجم الكبير 2 : 253 | 2059



ورواه حمّاد بن سلمة عن أبي الطفيل قال : قال لي عبدالله بن عمر : يا أبا الطفيل أعدد اثني عشر خليفة بعد النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ثمّ يكون النقف والنقاف(قال ابن الاثير في النهاية (5 : 109) : وفي حديث عبد الله بن عمر : « اعدد اثني عشر . ثم يكون النقف والنقاف » أي القتل والقتال ، والنقف : هشم الرأس . أي تهييج الفتن والقتل .



(إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش ).رواه مسلم في صحيحه كتاب الإمارة 6
- (لا يزال الإسلام عزيزا ًإلى اثني عشر خليفة كلهم من قريش).رواه مسلم في صحيحه كتاب الإمارة7.
- (لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة ، أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش).صحيح مسلم كتاب الإمارة رقم10.
- (لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا إلى اثني عشر خليفة كلهم من قريش).صحيح مسلم كتاب الإمارة رقم 9.

فمن هم هؤلاء الاثنا عشر شخصا خلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعده وانهم كلهم من قريش رضي الله عنهم وأرضاهم ..؟؟