قضية حرق الكافر ....
يستدل بعض المجيزين بذلك بقول الله تعالى : " وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ماعوقبتم به "
وهذا استدلال مبتور ..
والأصل استخدام الدليل القرآني بشكل كامل ...
ثم لابد أن نعرف أن تفسير القرآن الكريم يعتمد اعتماداً تاماً على تفسير القرآن الكريم لبعضه وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وفهم الصحابة رضوان الله عليهم ...
الآية كاملة : " وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ماعوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين "
المعاقبة بالمثل بشكل عام : جائزة في ديننا وهذا نص صريح من القرآن الكريم
ولكن الآية نفسها تقل لك : الصبر هو الخير وهو الأفضل
ودل على ذلك السنة النبوية فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " نصبر ولا نعاقب " .
ولكن هناك أشياء من العقوبات لا يمكن المعاقبة بالمثل فيها من ضمنها التحريق حيث قال صلى الله عليه وسلم : " لايعذب بالنار إلا رب النار " حديث صحيح
وهذا أيضا :
جاء في سنن أبي داود :حدثنا سعيد بن منصور قال ثنا مغيرة بن عبد الرحمن الحزامي عن أبي الزناد قال حدثني محمد بن حمزة الأسلمي عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره على سرية قال فخرجت فيها وقال إن وجدتم فلانا فأحرقوه بالنار " فوليت فناداني فرجعت إليه فقال " إن وجدتم فلانا فاقتلوه ولاتحرقوه فإنه لا يعذب بالنار إلا رب النار .قال الشيخ الألباني : صحيح
حدثنا أبو صالح محبوب بن موسى قال أخبرنا أبو إسحاق الفزاري عن أبي إسحاق الشيباني عن ابن سعد قال غير أبي صالح عن الحسن بن سعد عن عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه قال
: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فانطلق لحاجته فرأينا حمرة معها فرخان فأخذنا فرخيها فجاءت الحمرة فجعلت تفرش فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال من فجع هذه بولدها ؟ ردوا ولدها إليها ورأى قرية نمل قد حرقناها فقال : من حرق هذه ؟ قلنا : نحن , قال : إنه لاينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار .قال الشيخ الألباني : صحيح
أما ماورد عن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وسيدنا أبو بكر رضي الله عنه وغيرهم
بغض النظر إن صحت تلك الروايات والتي هي من كتب السير أو من كتب التاريخ لا يستدل بها
وإن صح ولم يصح فقد كره النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ونهى عن ذلك
وقول النبي صلى الله عليه وسلم مقدم على فعل الصحابة رضوان الله عليهم فالعصمة فقط لأنبياءه
هذا والله الموفق وهو يهدي إلى سواء السبيل ...
المفضلات