إن القرآن الذي بين يديك أشد قوة من عصا موسى قطعا!
فلا تبتئس بما يلقون اليوم من أحابيل ثقافية وإعلامية وسياسية وعسكرية!

لا تبتئس بترسانة النظام العالمي الجديد وآلياته الضخمة!
حَذَارِ حَذَارِ!
وإنما قل لهم: (
بَلْ أَلْقُوا!)..

وَتَلَقَّ عن الله كلماته بقوة، أعني قوله تعالى:
(
قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى!)
وبادر إلى إلقائها بقوة، كما تلقيتَها بقوة:
(
وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى!).

* إنَّ كلمات القرآن عندما تُـتَلَقَّى بحقها تصنع المعجزات
! فإذا أُلْقِيَتْ بقوة أزالت الجبال الرواس، من حصون الباطل وقلاع الاستكبار!
ولذلك
قال الله لرسوله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم:
(
وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ)
(
النمل:6).

وأمره بعد ذلك أن يجاهد الكفار بالقرآن جهادا كبيرا!
وهو
قوله تعالى:
(
فَلا تُطِعْ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا!)
(
الفرقان:52).

* فلا غَلَبَةَ إذن لمن واجهه القرآنُ المبين، لا غلبةَ له البتة!
وإنما هو من المهزومين بكلمة الحق القاضية عليه بالخسران إلى يوم القيامة!

* قرآنا يتدفق عُمْرَانُهُ الرباني على الأرض،
فيملأ العَالَمَ أمْناً وسَلاماً، ينطلق متدرجا مثل الفجر؛
من تلاوة الذاكرين الْخُشَّع إلى صلاة العابدين الركع.
د. فريد الأنصاري رحمه الله