تبريرات إسلامية !

[محمد الصيعري]

تحية طيبة للجميع

الموضوع مقسم لثلاثة أقسام :

القسم الأول :

لا يخفى على كل عاقل الأسلوب التبريري والهروبي البحت الذي يلجأ إليه المتدين عندما يتم إلزامه بمراجعه ونصوصه وإثبات أخطائها وتناقضاتها أمام ناظريه

فيهرع المتدين للبحث عن أي تبرير - مهما كان ساذجاً وغبياً بل ومناقضاً لعقيدته وربما لا دليل عليه من الأساس - ليتظاهر بالقوة والافحام في ظل أزمة عقلية يعاني منها أمام عصر شموخ الفكر الإنساني والعقل البشري مقابل الخرافات والأوهام

يا سادة !

المتدين لا يؤمن بنصوصه لأنها منطقية وعقلانية وغير متناقضة ، بل يؤمن بها لمجرد أنها موجودة وصحح له نقلها مجموعة من الكهنة الذين ضحكوا عليه وحازوا على ثقته العمياء

بمعنى آخر

لو ثبت للمتدين خطأ النص عقلاً ، فسيظل متمسكاً به لأنه صح عنده نقلاً على رأي كاهنه ومذهبه ، وبعد ذلك يلجأ للتبرير واللف والدوران والمراوغة ليوهم نفسه بأنه صاحب حجة أمام الناس

وفي المقابل

يعتبر المتدين أن خصمه ومخالفه شخص معاند مكابر حقير لأنه يؤمن بمنظومة نصية تختلف عن منظومته هو ، ويتفنن المتدين بعد ذلك في التظاهر بالعقلانية في نقد نصوص مخالفيه والزعم بأن مخالفة هذه النصوص للعقل دليل عدم سماويتها - رغم أنه يرفض تطبيق نفس المنطق على نفسه -

ويبقى الخصم متشبثاً بمنظومته النصية لا لشيء أيضاً بل لمجرد ثبوت صحتها نقلاً عند كهنته ، وبعد ذلك يبدأ في التبرير والزبرقة والكذب

خلاصة :
1- إذا صح النقل عند المتدين ، فالنص صحيح مئة في المئة ، وإن كان خاطئاً ومتناقضاً ، ولا يجوز نقده عقلاً.
2- نصوص المخالف كلها مشتبه فيها ، وإن كانت منسجمة متوافقة صحيحة ورائعة ، ويجوز التفنن في نقدها حرفاً حرفاً.
3- متدين : عند محاورة المخالف ، فأنا أسلم أولاً بأن نصوصي كلها صحيحة ، ومن ثم أبني على ذلك بالمراوغة والكذب والضحك على الذقون.
4- متدين : أنا على صواب دائماً ، ويستحيل أن أكون على ذرة من خطأ ، ولكني سأتظاهر بخلاف ذلك بسبب عصر العقلانية اللعين.



++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++ ++++++++++++++

القسم الثاني :

أمثلة تطبيقية :

مثال 1

يضحك المسلم ملئ شدقيه عند قراءة نص في الإنجيل يقول : "وندم الرب" ، في حين أنه يتناسى أو يتجاهل وجود نص في قرآنه يقول : "يا حسرة على العباد" ، ومعلوم أن الحسرة أشد من الندم .
فما يفعله المسلم هنا عند إلزامه بهذه الآية هو المراوغة والتضليل ، فيعتبر التحسر تحسراً كما يليق بجلال الله - في حين أن هذا المنطق جائز التطبيق على الإنجيل أيضاً -
فالنتيجة تكون ببساطة أن المسلم ورط نفسه عندما انتقد آية إنجيلية مماثلة لآية قرآنية

------------------------
-------------------
------------

مثال 2

يتندر المسلم ويسخر عندما يجد الأناجيل الأربعة تتناقض في ذكر حادثة معينة ، فيذكر إنجيل أن يسوع كان راكباً على حمار ، وإنجيل آخر أن يسوع كان راكباً على بغلة ، أو على تيس أو حتى بقرة !
في حين أن المسلم يتغافل ويتعامى عن وجود نفس هذه التناقضات في قرآنه وأحاديثه
فعلى سبيل المثال : يذكر لنا صحيح البخاري أن المسيح الدجال أعور العين اليمنى ، في حين يذكر لنا صحيح مسلم أن المسيح الدجال أعور العين اليسرى !
وأيضاً : يذكر لنا القرآن بأن الله بكل شيء عليم ، ثم يذكر لنا في آيات أخرى بأن هناك أمور تخفى على الله ! مثل : "الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفاً" !

فالنتيجة تكون أن المسلم ورط نفسه عندما ألزم غيره بمنطق وبحجة هي عليه لا له !

++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++ ++++++++++++++

القسم الثالث :

الحقيقة هي

أن منطق التبرير الديني لسخافته وتهافته قادر على تبرير أي نص مهما بلغ في انحطاطه وتناقضه وكذبه وزوره

الآن

سأقوم أنا بتقمص دور المسلم في الرد على بعض النصوص الافتراضية



حذف قلة ادبك نصراني مع ذات الالهية و التطاول على الرسول ' افتراضا'
------------------------
-------------------
------------

النتيجة :
مهما بلغ تناقض العقيدة وتناقض النصوص وتهاويها وخطأها ولامنطقيتها فمنطق التبرير الديني لا يوقفه شيء

وأنا أتحداكم جميعاً أن تختلقوا لي نصاً واحداً دون أن أكون قادراً على تبريره وتأويله بالطريقة الدينية
أتحداكم جميعاً

أرجو أن تكون قد وصلت الفكرة

تحياتي لكم