في المسيحية خيراً تعمل شراً تحصد .
.
{أع23(23-31)}
ثم دعا اثنين من قواد المئات وقال: أعدا مئتي عسكري ليذهبوا إلى قيصرية، وسبعين فارسا ومئتي رامح، من الساعة الثالثة من الليل 24 وأن يقدما دواب ليركبا بولس ويوصلاه سالما إلى فيلكس الوالي 25 وكتب رسالة حاوية هذه الصورة 26 كلوديوس ليسياس، يهدي سلاما إلى العزيز فيلكس الوالي 27 هذا الرجل لما أمسكه اليهود وكانوا مزمعين أن يقتلوه، أقبلت مع العسكر وأنقذته، إذ أخبرت أنه روماني 28 وكنت أريد أن أعلم العلة التي لأجلها كانوا يشتكون عليه، فأنزلته إلى مجمعهم 29 فوجدته مشكوا عليه من جهة مسائل ناموسهم. ولكن شكوى تستحق الموت أو القيود لم تكن عليه 30 ثم لما أعلمت بمكيدة عتيدة أن تصير على الرجل من اليهود، أرسلته للوقت إليك، آمرا المشتكين أيضا أن يقولوا لديك ما عليه. كن معافى 31 فالعسكر أخذوا بولس كما أمروا، وذهبوا به ليلا إلى أنتيباتريس 32 وفي الغد تركوا الفرسان يذهبون معه ورجعوا إلى المعسكر 33 وأولئك لما دخلوا قيصرية ودفعوا الرسالة إلى الوالي، أحضروا بولس أيضا إليه 34 فلما قرأ الوالي الرسالة، وسأل من أية ولاية هو، ووجد أنه من كيليكية 35 قال: سأسمعك متى حضر المشتكون عليك أيضا. وأمر أن يحرس في قصر هيرودس.
.
رغم أن الأمير سعى للحفاظ على حياة بولس وكثف جنود الحراسة حوله وايضا الأمير أنصف بولس في رسالته التي ارسلها للوالي ….تعالوا نقرأ ما ذكرته الكنيسة حول الأمير والوالي وحجم التناقض والسباب والإهانات حولهما ، ففي المسيحية خيراً تعمل شراً تحصد .
.
يقول القس أنطونيوس فكري والقس تادرس ملطي :- بلا شك كان الأمير يعلم الكثير عن شخصية فيلكس الوالي وخسته فهو واليًا ظالمًا، إنسانًا شريرًا دنيئا وجشعًا, ذا سمعة سيئة ، (التناقض) لكن الأمير أدرك أن السقوط في يد فيلكس أهون بكثير من السقوط في يد رئيس الكهنة ومجمع السنهدرين. ولعل الأمير خشي من قتل بولس فيُتهم بالإهمال أو أخذ رشوة لقتل رجلٍ روماني الجنسية ، (بالطبع بولس ليس روماني الجنسية بل نال الرعاية فقط ولكنه لم ينال الجنسية) … وهنا الكنيسة تغاضت عن اتهام الامير بأنه سلم بولس للوالي سيء السمعة ولم يفرج عنه .. فقالوا بأن الوالي مرتشي علماً بان الوالي لم ينطق بشيء عن رشوة ولكن الذي ادعى ذلك هو الكاتب فقط ولا نعرف من أين آتى الكاتب بهذا الكلام وكيف دخل الكاتب في عقل الوالي وقرأ أفكاره التي لم ينطق بها ببنت شفه .
.
لاحظ معي بأن الأمير متأكد من براءة بولس حيث قال في رسالته للوالي :- { وجدته مشكوًا عليه من جهة مسائل ناموسهم، ولكن شكوى تستحق الموت أو القيود لم تكن عليه (أع23:29)}، فلماذا لم يفرج عنه ؟
.
هنا هرب جميع المُفسرين الحديث أو التعليق أو تفسير هذه الفقرة أو نقض تصرف الأمير .