الرد على السؤال رقم .. 5 .. هل جنة الله مكانا للهو مع حور العين و قد ورد في إنجيل متى 22 - 30 " لأنهم في القيامة لا يزوجون و لا يتزوجون بل يكونون كملائكة الله في السماء " ؟؟ ؟
· لقد وعد الله سبحانه أهل طاعته بفوزهم بالجنة و ما أعده الله لهم فيها من متع ...... مكافأة لهم بالطبع على ما كانوا عليه في الدنيا من إيمان بالله .. و ما بذلوه أيضاً من أعمال صالحة وفق منهج الله ... قال اللهُ : أعددتُ لعبادي الصالحين : ما لا رأَتْ عَينٌ ، ولا أُذُنٌ سمِعَتْ ، ولا خطَر على قلبِ بَشَرٍ .... الراوي : أبو هريرة المحدث : البخاري – المصدر : صحيح البخاري- الصفحة أو الرقم :7498 خلاصة حكم المحدث : صحيح ..
· إن الإنسان يعيش في الدنيا مزيج من الجسد والروح .. و لذلك فهو الذي سيكرم في الآخرة أو يهان .. فإذا كرم فإنما يكرم كله بجسده وروحه .. وإذا عذب فإنما يعذب كله .. بجسده وروحه سواء .. و الاقتصار على الجانب الروحي في وصف الجزاء الأخروي .. فيه تضييق لسعة النعيم الذي أعده الله - عز وجل – للمؤمنين .. ولشمولية العذاب الذي أعده - عز وجل - للعصاة .. ولذلك فإننا نلاحظ أن النعيم والعذاب في القرآن الكريم .. موصوف وصفا حسيا ومعنويا .. لأن هذا هو الذي يتلاءم مع طبيعة الإنسان ...
· و حيث أن الحواس الجسدية هي المنافذ لوصول هذه اللذات إلى النفوس .. و لأن الله سيجمع أنفسنا يوم القيامة في عالم الجزاء مع الأجساد المركبة لها .. ويعيدها كما كان الحال أول مرة .. " وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ " الأنعام 94 و لذلك سنتذوق هنالك من اللذات والآلام بما تستدعيه طبائعنا التي لم توجد إلا كذلك .
· والإنجيل أيضا يصرح بالبعث الجسدي والروحي معاً .. فإذا كرم فإنما يكرم كله بجسده وروحه .. وإذا عذب فإنما يعذب كله بجسده وروحه سواء .. فقد ورد في إنجيل متى 5 – 30 " وَإِنْ كَانَتْ يَدُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْطَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ ... لأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ وَلاَ يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّمَ " ...
· و ورد أيضا " وَأَنَا أَجْعَلُ لَكُمْ كَمَا جَعَلَ لِي أَبِي مَلَكُوتًا .. لِتَأْكُلُوا وَتَشْرَبُوا عَلَى مَائِدَتِي فِي مَلَكُوتِي .. وَتَجْلِسُوا عَلَى كَرَاسِيَّ تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الاثْنَيْ عَشَرَ " لوقا 22: 29 – 30 ....
· و في اجتماع السيد المسيح مع حوارييه قال " وَأَقُولُ لَكُمْ : إِنِّي مِنَ الآنَ لاَ أَشْرَبُ مِنْ نِتَاجِ الْكَرْمَةِ هذَا إِلَى ذلِكَ الْيَوْمِ حِينَمَا أَشْرَبُهُ مَعَكُمْ جَدِيدًا فِي مَلَكُوتِ أَبِي " متى 26 / 29 ...
· و الجانب الحسي من نعيم الجنة ظهر أيضا في رؤيا القديس يوحنا " مَنْ يَغْلِبُ فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ الَّتِي فِي وَسَطِ فِرْدَوْسِ اللهِ " رؤيا يوحنا اللاهوتي 2 – 7 .. و أيضاً ... " مَنْ يَغْلِبُ فَذلِكَ سَيَلْبَسُ ثِيَابًا بِيضًا " ... رؤيا يوحنا اللاهوتي 3 – 5 .
· هذا و قد أجمع أهل العلم أن أعظم نعيم يتحقق لأهل الجنة هو النظر إلى الله تعالى ... والدليل على ذلك قوله سبحانه و تعالى " وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة " القيامة 23 - 24 ... و الدليل أيضاً قول النبي صلى الله عليه وسلم " إذا دخل أهل الجنةِ الجنةَ .. قال يقولُ اللهُ تبارك وتعالى : تريدونَ شيئا أزيدكُم ؟؟ فيقولونَ : ألم تبيضْ وجوهنا ؟؟ ألم تدخلنا الجنةَ وتنجنا من النار ... قال فيكشِفُ الحجابَ ... فما أُعطوا شيئا أحبَّ إليهِم من النظرِ إلى ربّهم عز وجلَّ ... وفي روايةٍ : وزادَ : ثم تَلا هذهِ الآيةَ : { لِلّذِينَ أَحْسَنُواْ الحُسْنَى وَزِيَادَةٌ } يونس 26 .. وأما الزيادة فقيل : هي النظر إلى الوجه الكريم... التفسير الواضح ....... الراوي :صهيب بن سنان المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم -
· وفضلا عن تمتع الروح بلذة النظر إلى الله تعالى ( وهي أعظم النعم على الإطلاق ) .. فإن من ضمن ما أعده الله لأهل الجنة من جزاء .. أنه سيزوجهم " بحور عين " .. " كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ " الدخان 54 .. أي ممن يحار فيهن الطرف لفرط حسنهن وجمالهن .. و بذلك فإن العلاقة بالحور العين هي علاقة زواج طاهر.. وليس فحشا وتفحشا كما يريد أهل الشبهة تصويرها .. وهنا يتجلى إيحاء عميق في استخدام لفظة الزواج في هذه العلاقة .. فيربطنا بقوله تعالى " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليه وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون " الروم 21 ... فما تقدم يلفتنا إلى الطهر في هذه العلاقة وأنها ليست فحشا .. بل يمتد المراد من هذه العلاقة لتشمل أهداف الزواج الأخرى من السكينة والمودة والمحبة وليس مجرد إشباع للرغبة الجنسية ...
· و بالطبع هؤلاء الحور العين لسن كزوجات و سرارى سليمان اللاتي أملن قلبه وراء آلهة أخرى .. فلم يكن قلبه كاملا مع الرب .. حاشاه .. ( كما ورد في سفر الملوك الأول 11 / 3 & 4 ) .. " و كانت له سبع مئة من النساء السيدات و ثلاث مئة من السراري فأمالت نساؤه قلبه وراء آلهة أخرى ... و لم يكن قلبه كاملا مع الرب إلهه " ..
· و بالطبع أيضا لن يكنّ مثل حليلة جار داود عليه السلام .. السيدة " بثشبع بنت اليعام " زوجة " اوريا الحثي ".. والتي نسب سفر صموئيل الثاني ( 11 / 2 – 18 ) أن داود قد زنى بها .. حاشاه .. و لما حملت منه سفاحا .. دبر مؤامرة للتخلص من زوجها المسكين .. و قتله !!!
· و بالتأكيد فإن حور العين اللاتي يعترض عليهن المدلس .. لن يكن أيضا مثل ابنتي لوط عليه السلام .. حين ذكر مؤلف سفر التكوين (19: 30-37) .. أن لوطا أيضا .. حاشاه .. قد زنى بابنتيه .." فَسَقَتَا أَبَاهُمَا ( أي لوط ) خَمْرًا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ .. وَدَخَلَتِ الْبِكْرُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَ أَبِيهَا .. وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا .. وَحَدَثَ فِي الْغَدِ أَنَّ الْبِكْرَ قَالَتْ لِلصَّغِيرَةِ : « إِنِّي قَدِ اضْطَجَعْتُ الْبَارِحَةَ مَعَ أَبِي .. نَسْقِيهِ خَمْرًا اللَّيْلَةَ أَيْضًا فَادْخُلِي اضْطَجِعِي مَعَهُ ... فَنُحْيِيَ مِنْ أَبِينَا نَسْلاً » .. فَسَقَتَا أَبَاهُمَا ( أى لوط ) خَمْرًا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَيْضًا ..... وَقَامَتِ الصَّغِيرَةُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَهُ ...... وَلَمْ يَعْلَمْ ( لوط ) بِاضْطِجَاعِهَا ( لأنه كان سكران ) وَلاَ بِقِيَامِهَا ..... فَحَبِلَتِ ابْنَتَا لُوطٍ مِنْ أَبِيهِمَا . " .....!!!!!!!
· أما حور العين فهن " قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ " الرحمن 56 ... أي .. في الجنان زوجات حابسات أبصارهن على أزواجهن ... أبكار لم يقربهن إنس قبلهم ولا جان ... تفسير المنتخب
تمــــــــت الأجـــزاء جميعا بحمد الله وفضله
المفضلات