جمعة مباركة ...بدعة محدثة !!! :
حدثني غيرُ واحدٍ أنه قيل له (جمعة مباركة) –التي تُكتبُ في رسائل الموبايل وغيره- هي من البدع المحدثة!!!!...
كذا قاله غيرُ واحدٍ من مشايخ السعودية -أثابهم الله ونفع بهم- مستدلين بأنه ما ورد نصٌ ولا فعله الرسول صلى الله عليه وسلم ، وصحبه قبلاً....انتهى
قلتُ : أما قولهم : هذه بدعة ... فهذا ما لا يرضاهُ شرعٌ ولا عرفٌ...
أما الشرع :
فقد قال ابن قيم الجوزية في كتابه (زاد المعاد) :
وكان من هديه صلى الله عليه و سلم تعظيم هذا اليوم وتشريفه وتخصيصه بعبادات يختص بها عن غيره وقد اختلف العلماء : هل هو أفضل أم يوم عرفة ؟...وقال..التطيب فيه : وهو أفضل من التطيب في غيره من أيام الأسبوع...و السواك فيه وله مزية على السواك في غيره... أنه يوم عيد متكرر في الأسبوع..وعن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه كره الصلاة نصف النهار إلا يوم الجمعة وقال : إن جهنم تسجر إلا يوم الجمعة – فعقّبَ قائلا : أنه أفضل الأيام عند الله ويقع فيه من الطاعات والعبادات والدعوات والابتهال إلى الله سبحانه وتعالى ما يمنع من تسجير جهنم فيه ولذلك تكون معاصي أهل الإيمان فيه أقل من معاصيهم في غيره حتى إن أهل الفجور ليمتنعون فيه مما لا يمتنعون منه في يوم السبت وغيره
...الخ .انتهى
هذا ومما لا شك فيه ولا ريب أنّ يوم الجمعة له فضل عظيم فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها) رواه مسلم .
وصح عنه أنه قال: (إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا علي من الصلاة فيه) صححه الألباني
وكذا صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن يوم الجمعة يوم عيد للمسلمين حيث قال : (إن هذا يوم عيد جعله الله للمسلمين فمن جاء إلى الجمعة فليغتسل وإن كان طيب فليمس منه وعليكم بالسواك) حسنه الألباني رحمه الله.
ومن وجهٍ آخر : ألا تدخل بعموم حديث : (الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ)؟!!!
ومن وجه آخر : لو سلمنا ببدعتها ...هل يترتب على قائلها آثار البدعة التي هي الضلالة والضلالة في النار؟!!!

وأما في العرف :
فقد اعتاد كتّاب الرسائل النصية وغيرها البدءَ بــ : (تحية طيبة) و(نهديكم تحياتنا) ووووالخ ، وفي النهاية (مع التقدير) أو (مع فائق الاحترام) والخ ، فإذا كان ذلك كذلك لا أرى حرجا من كتابة (جمعة طيبة ومباركة) في نهاية الرسائل لِما مرّ
وفي النهاية عُلِمَ أنه جائزٌ شرعا مطلوبٌ عُرْفا...
وليتهم تشددوا بفتاواهم التي أغرقت الأمة الإسلامية والعربية بدخول الأمريكان لبلادهم وضربهم العراق في تسعينيات القرن الماضي وبداية القرن الحالي؛ فوالله لو تشددوا بتلك لما رددتُ عليهم تشددهم هذا غير المبرر؛ إذ أني أجدهم يصغرون الكبائر ويكبرون الصغائر!..فلذا اقتضى التنبيه.
والله أعلم