** المحاضرة العاشرة إن شاء الله تعالى :

تجويد الجملة (الوقف والابتداء والسكت والوصل والقطع ، وأحكام الاستعاذة والبسملة) .

المحاضرة العاشرة : تجويد الجملة .
(الوقف والابتداء والسكت والوصل والقطع وأحكام الاستعاذة والبسملة) .


أولا ، القطع :

معنى القطع ، لغة : الإبانة والإزالة .

واصطلاحاً : قطع القراءة رأساً ناوياً عدم مواصلتها .

ولابد أن يكون عند نهاية آية أو سورة ولا يجوز قطع القراءة في منتصف آية أو جملة ، وينبغي مراعاة المعنى ، فلا يقطع عن جملة مرتبطة بما قبلها في اللفظ والمعنى .

ونجد أن كثيرا من أرباع القرآن لم يراع فيه المعنى فنجد في بدايات الربع والجزء ارتباط بما قبلها في المعنى والحكم الشرعي ، فمما هو مرتبط بالمعنى :

بداية الجزء الخامس عشر عند قوله تعالى : (ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا) . (الآية 75 من سورة الكهف ) ، فقطع القراءة على ما قبلها يخل بالمعنى العام للقصة والحوار الخاص الذي يدور في هاتين الآيتين اللتين وضع بينهما علامة نهاية الجزء الخامس عشر وبداية السادس عشر.

ومما هو مرتبط بالحكم الشرعي على سبيل المثال : الجزء الخامس يبدأ بـ (والمحصنات) فلا يفهم لها معنى إذا ابتدئ بها لأنها معطوفة على آية المحرمات قبلها.

ثانيا ، السكت :

السكت لغة : الامتناع, يقال سكت فلان عن الكلام إذا امتنع منه .

واصطلاحاً : قطع الصوت على آخر الكلمة أو الحرف زمناً يسيراً – أقل من الوقف بقليل – دون تنفس بنية مواصلة القراءة أيضاً.

*** سكتات حفص :

(1) سورة الكهف : الآية رقم (1) (.... ولم يجعل له عوجاً) : آخر الآية وإن كان الوقف على نهاية الآية سنة.

(2) سورة يس : الوقف على جملة من الآية رقم (52) (.... من بعثنا من مرقدنا ....) .

(3) القيامة الآية رقم (27) : (وقيل من راق) .

(4) سورة المطففين : الآية رقم (14) : (كلا بل ران على قلوبهم ...) .

السكتات الأربع المذكورة باتفاق من طريق الشاطبية ، وله سكتتان مختلف فيهما ، وهي :

(1) (.... مالية * هلك ....) : (الآيتين 28 ، 29) , سورة الحاقة : في الوصل يكون فيها الوجهان : السكت مع الإظهار ، أو الأدغام طرداً للقاعدة التي تقول إذا اجتمع معنا حرفان مثلان وسكن الأول وتحرك الثاني وجب الإدغام .

(2) السكت بين سورتي الأنفال وبراءة : وهو أحد الأوجه الجائزة بين هاتين السورتين.

ثالثا ، الوقف :

الوقف لغة : الكف والمنع عن مطلق الشيء .

واصطلاحاً : قطع الصوت على آخر الكلمة زمناً يسيراً مع التنفس بنية مواصلة القراءة ، لا بنية الإعراض عنها .

*** أقسام الوقف العام :

أقسام الوقف العام لا تخرج عن أربعة ، وهي : اضطراري ، اختباري ، انتظاري ، واختياري .

الأول ، الوقف الإضطراري :
هو ما يعرض للقارئ أثناء القراءة ويضطر إليه اضطراراً بسبب ضيق نفس أو عطاس أو عجز أو نسيان أو غلبة بكاء أو غلبة ضحك ، وكلها تسمى أمور ضرورية أي يقف القارئ رغماً عنه.

حكـمه : الجواز ، أي يجوز الوقف عليه ولا يجوز الابتداء بما بعده ويجب الابتداء بكلام له معنى بعد زوال الضرورة .

تنبيه : لا يلزم منه مراعاة المعنى عند عروض الوققف لأنه مضطرا .

الثاني ، الوقف الاختباري :
وهو ما يتعلق بالرسم العثماني ، فيجب على القارئ مراعاة الرسم في حال تلقيه للقراءة من قطع أو وصل أو إثبات أو حذف لحروف المد الثلاثة الواقعة في آخر الكلمة أو الوقف بالتاء المفتوحة أو المربوطة.

مثال على ذلكً : في قوله تعالى (ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله)البقرة115, فكلمة : (أينما)موصولة باتفاق ، فلا يقف القارئ على (أين) ويفصلها في اللفظ عن (ما).

وأيضاً قوله تعالى (يؤتي الحكمة من يشاء)البقرة269, تقف على (يؤتي) باثبات الياء اختبارا لثبوتها رسماً بخلاف الموضع في سورة النساء في قوله تعالى : (وسوف يؤت الله المؤمنين أجراً عظيماً) فنقف على الكلمة باسكان التاء لحذف الياء رسماً.

وأيضا في قوله تعالى : (قال ابن أم إن القوم استضعفوني) : (الأعراف / 150) : رسمت كلمة : (ابن) مفصولة عن كلمة : (أم) ، بينما في سورة طه (الآية 94) : (قال يبنؤم ...) رسمت الكلمتان متصلتان فلا يجوز الفصل بينهما بالوقف على الأولى منهما .

وأيضا في قوله تعالى : (ولن تجد لسنة الله تبديلا) : (الأحزاب/62) رسمت كلمة (سنة) بالتاء المربوطة ، فيةقف عليها اختبارا بالهاء ، واما في قوله تعالى : (فلن تجد لسنت الله تبديلا) : (فاطر/43) ، فالوقف عليها اختبارا يكون بتاء ساكنة .

الثالث ، الوقف الانتظاري :
وهو أن يقف القارئ على كلمة ليعطف عليها غيرها عند قراءته بجمع القراءات في حال التلقي ولا يشترط في هذا الوقف تمام المعنى .

الرابع، الوقف الاختياري:
هو الذي يقصده القارئ باختياره من غير عروض سبب من الأسباب المتقدمة في أنواع الوقوف الثلاثة ، وهم ينقسم إلى : اللازم ، التام ، الكافي ، الحسن ، القبيح ، أقبح القبيح.

أولا ، الوقف التام : هو الوقف على كلام تم معناه ولم يتعلق بما بعده لا لفظاً ولا معنى .

مثال في قوله تعالى : (يدخل من يشاء في رحمته والظالمين أعد لهم عذابا أليما) سورة الانسان31 , فالوقف على كلمة – رحمته – وقف تام ، لكن لا يصح الوقف على كلمة – الظالمين- حيث لا يتوهم عطف الظالمين مع المؤمنين ودخولهم في رحمة الله والظلم معروف أنه أكبر أنواع الشرك.

** أقسام الوقف التام :

ينقسم الى قسمين : تام مقيد ، تام مطلق .

فالتام المقيد :
هو اللازم لأنه مقيد بأمثلة من القرآن لو وصلت بما بعدها لأفسدت المعنى ، رمزه في المصحف (مـ) .

وأما التام المطلق فإنه لو وصل بما بعده لم يفسد المعنى .

لكن كلاهما تم الكلام عنده .

** أمثلة الوقف اللازم :

أولاً : أمثلته في وسط الآيات :

1 - (وقالت اليهود يد الله مغلولة * غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا) المائدة64

2- (لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء * سنكتب ما قالوا ...) آل عمران181

3- (إنما يستجيب الذين يسمعون * والموتى يبعثهم الله)الانعام36

4- (ولا يحزنك قولهم إن العزة لله جميعا) يونس65.

5- (فلا يحزنك قولهم إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون)يس76.


ثانيا : أمثلة للوقف اللازم على رؤوس الآيات :

1- (وكذلك حقت كلمة ربك على الذين كفروا أنهم أصحاب النار) * (الذين يحملون العرش) غافر7,6.

2 - (ولاخوف عليهم ولا هم يحزنون) * (الذين يأكلون الربا) البقرة274.

ولاتوضع علامة الوقف اللازم (مـ ) على رؤوس الآيات في مثل هذه الأمثلة لأن الوقف عليها سنة .

** أمثلة الوقف التام المطلق وموقعه من الآيات :

له أربع صور في القرآن وهو أكثر وروداً في القرآن الكريم قياساً على النوع الأول , وإذا وجد على رأس آية لا يضع عليها أي من علامات الوقف ، لأن الوقف على رؤوس الآيات سنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم .

الصورة الأولى : يكون على رؤوس الآيات :

1- (وأولئك هم المفلحون) البقرة/5

2- (ولهم عذاب عظيم) البقرة/7.

3- (إن الله على كل شئ قدير) البقرة/20.

الصورة الثانية : يكون قبل نهاية الآية :

قال تعالى : (الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله * وكفى بالله حسيباً) الاحزاب39.

الصورة الثالثة : يكون في وسط الآية :

** (لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني * وكان الشيطان للإنسان خذولا)الفرقان 29.

الصورة الرابعة : يكون بعد تمام الآية بكلمة :

** (وإنكم لتمرون عليهم مصبحين) * (وبالليل * أفلا تعقلون)الصافات 138 , ومثلها : (ولبيوتهم أبواباً وسرراً عليها يتكئون) * (وزخرفاً * ...)الزخرف35 .

علامة الوقف التام المطلق في المصحف هي : (قلى) .

ثانيا ، الوقف الكافي :

هو الوقف على كلام تم معناه وتعلق بما بعده معنى لا لفظاً ، أي وقفنا على جملة تفيد معنى بحسن السكوت عليه ولكن لها تعلق بما بعدها من ناحية المعنى .

ويعتبر أكثر الوقوف ورودا في القرآن قياساً على الوقف التام .

وسبب التسمية : سمي كافياً نظراً للاكتفاء به واستغنائه عما بعده لفظاً أي إعراباً .

أمثلة الوقف الكافي :

أولا : على رؤوس الآيات :

1- (أم لم تنذرهم لا يؤمنون) * (ختم الله على قلوبهم) البقرة 6، 7 .

2- (إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون) * (ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيراً لهم والله غفور رحيم) . الحجرات 4 ، 5 .

فالوقف على هذه الأمثلة ونظائرها كاف لأنه أفاد معنى يحسن السكوت عليه وما بعده مرتبط به من حيث المعنى فقط لا من حيث اللفظ .


ثانيا : في وسط الآيات :

1- (ربكم أعلم بما في نفوسكم * إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورا) . الاسراء 25.

2- (وإذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل منا * إنك أنت السميع العليم)البقرة127.

3- (قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء * ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون) البقرة13.

حكـم الوقف الكافي : يحسن الوقف عليه ويحسن الابتداء بما بعده.

ورمزه في ضبط المصحف (ج) .

ثالثا ، الوقف الحسن :

الوقف على كلام تم معناه وتعلق بما بعده تعلقا معنويا ولم يتعلق تعلقا لفظيا على الراجح .

والتعلق المعنوي هو أن يكون ثمَّ ارتباط من جهة المعنى بين الكلمة الموقوف عليها مع ما قبلها ، وبين ما بعدها .

وأما التعلق اللفظي فهو ان يكون هناك ارتباط بين الكلمة الموقوف عليها مع ما قبلها وبين ما بعدها من جهة الإعراب ، كأن تكون الجملة التي بعد الكلمة الموقوف عليها في موضع رفع أو نصب أو جر على الخبرية ، أو الوصفية ، أو الحال ، أو العطف ، أو ما أشبه ذلك ، بشرط أن يكون ما قبلها كلاما تاما يفيد فائدة تامة .

ومما ينبغي أن يعلم أنه لا يلزم من وجود التعلق في المعنى التعلق في اللفظ ، بخلاف التعلق في اللفظ فإنه يلزم منه وجود التعلق في المعنى .

وسـبب تسـميته : أن الوقف عليه أفاد السامع معنى يحسن السكوت عليه ، مثلاً : (الحمد لله) من الفاتحة أعطت معنى لكن الابتداء بما بعده هو الذي فيه تفصيل .


أمثلة الوقف الحسن وموقعه من الآيات :

أولا : على رؤوس الآيات :

1. (ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم وأشد تثبيتا) * (وإذاً لآتينهم من لدنا أجراً عظيماً).

2. (ويومئذ يفرح المؤمنون) (بنصر الله) الوقف على الآية حسن لأن تمام المعنى في قوله تعالى (بنصرالله) فهي جار ومجرور متعلق بالفعل يفرح .

3. (لعلكم تتفكرون) (في الدنيا والآخرة) الوقف حسن لأن الجملة بعدها تعرب جار ومجرور متعلق بالفعل تتفكرون.

4. (الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم) الوقف حسن لأن ما بعدها صفة لله والصفة والموصوف كالشئ الواحد ، فالصفة تتبع موصوفها إعراباً وتذكيراً وتأنيثاً وجمعاً وإفراداً.

في جميع هذه الأمثلة يطلق على الآية بعد الوقف الحسن أنها شديدة التعلق بما قبلها .

ثانيا : في أوساط الآيات :

1. (بشراكم اليوم جنات * تجري من تحتها الأنهار ..)

الوقف على (جنات) : حسن لأن ما بعدها (تجري) صفة للجنات ، لكن لا نبتدئ بـ (جنات) لأن هذا الابتداء يوحي أن الجنات تجري لكن الجري هو للأنهار.

2. (يا أيها النبي إنا أرسلناك * شاهداً ومبشراً ونذيراً).

وقف حسن لأن الوقف على الكلمة يعطي معنى يحسن السكوت عليه لكن ما بعده حال للنبي ، أي حال كونه شاهداً ، إعراب كلمة شاهداً : حال من الضمير المفعول في أرسلنك.

3. (الله يبدئ الخلق * ثم يعيده).

الوقف حسن ، لكن عندما يريد الاستئناف لا يبتدئ القارئ بـ (ثم) لأنها حرف عاطف تفيد الترتيب والتراخي الزمني.

4. (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان * إلا من اتبعك من الغاوين).

في الآية خطاب من الله عز وجل للشيطان ، وفيها استثنى الله فئة من الضمير المجرور في (عليهم).

حكم الوقف الحسن :

يجوز الوقف عليه ، وأما الابتداء بما بعده فيه تفصيل : فإن كان في وسط الآية : يجوز الوقف عليه ولا يحسن الابتداء بما بعده لتعلقه به لفظاً ومعنى. فمثلاً لا نبدأ بـ (رب العالمين) إنما نرجع مرة أخرى (الحمد لله رب العالمين)

وإن كان على رأس آية ، فقد اختلف فيه العلماء على 3 مذاهب :

المذهب الأول : جواز الوقف عليه والابتداء بما بعده مطلقاً مهما اشتد تعلقه بما بعده. وهذا المذهب كان يتبعه الرسول عليه الصلاة والسلام لكن الممنوع قطع القراءة وإنهائها نهائياً على ما تعلق بما بعده لفظاً ومعنى .

فمثلاً يقرأ في الصلاة (فويل للمصلين) ثم يقف ويركع لا يصح ، لكن مجرد الوقف ثم يستأنف القراءة وبذلك يكون تم المعنى والمستمع لا يزال يسمع ، لحديث أم سلمة عندما سئلت عن قراءة الرسول عليه الصلاة والسلام فقرأت فإذا بها تنعت قراءة مفسرة حرفاً حرفاً وتقول كان يقطع قراءته تقطيعاً وكان يمد مداً ، ومعنى التقطيع أن يقف على رأس كل ءاية بما أن لديها رقما حتى إن كانت الآية مكونة من كلمة واحدة ,لأن هذا الوقف هو الذي يعين على فهم وتدبر المعنى ، ومعنى يمد مداً، أي يأخذ بوجه المد لأنه يكون أدعى للتدبر.

المذهب الثاني : جواز الوقف الحسن في رؤوس الآيات والابتداء بما بعده في 3 شروط :

1. أن يكون ما بعده مفيداً لمعنى وإلا لا يحسن الابتداء به، وبذلك نصل (لعلكم تتفكرون) (في الدنيا والآخرة).

2. إذا كان ما بعده يوهم معنى فاسدا فلا يصح الابتداء به وإن كان الوقف صحيحاً، مثل (ألا إنهم من إفكهم ليقولون * ولد الله ...) لا يجوز الوقف على كلمة (يقولون) ، فلابد عندما نبدأ ننسب القول لقائله.

3. إذا كان الوقف عليه يوهم معنى فاسدا فلا يصح الوقف عليه بل يجب وصله ، مثال : (فويل للمصلين * الذين ..) لابد من الوصل لأن المصلين اسم ممدوح، فكيف يمدحهم الله ويكون لهم الويل .

المذهب الثالث : لا يجوز الوقف على رؤوس الآيات ولا غيرها إذا كانت شديدة التعلق بما بعدها. ودليلهم أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يقف على رأس الآية لبيان تمام الآية لتعليمهم الوقف,ولكن عندما تأكد من تعليمهم للوقف وصلها لاتمام المعنى , ولكن الآن المصاحف مرسوم بها أرقام الآيات ، فلا داعي للوقف.

إذاً , المذاهب الثلاثة في الوقف الحسن هي :

ـ الجواز مطلقاً ، إذن نقف وهو السنة .

ـ نقف تحصيلاً لأجر السنة ثم نعيدها مع الوصل .

ـ الوصل مطلقاً .

رمزه في رسم المصحف :

رمـزه : (صلى) وهو رمز منحوت من كلمة الوصل أولى اختصارا أي نقف لكن ننتبه لوجود التعلق في المعنى واللفظ .

الرابع ، الوقف القبيح :

تعريفه : الوقف على كلام لم يتم معناه لشدة تعلقه بما بعده لفظاً ومعنى ، أو أفاد معنى غير مراد من الآية الكريمة أو أخل بالعقيدة .

أنواعه وأمثلة كل نوع :

من التعريف نجد الأقسام تتدرج من قبيح إلى أقبح :

(1) الوقف على كلام لا يفهم منه معنى ، مثال
: الوقف على (بسم) من (بسم الله الرحمن الرحيم) و(الحمد) من (الحمد لله رب العالمين) ، فالوقف على هذا ومثله قبيح لأنه لا يفهم منه شئ ، ولا يعلم إلى أي شئ أضيف.

(2) الوقف على كلمة توهم معنى لم يرده الله سبحانه ، مثل الوقف على قوله تعالى:
(فلها النصف ولأبويه) ظاهر الوقف أن الأبوين نصيبهم مشترك مع ما قبلهم في مقدار النصف. وأيضاً الوقف على قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة) في سورة النساء ، فهذا وقف قبيح لأنه يوهم أن الله سبحانه ينهانا عن قربان الصلاة.

وأيضاً الوقف على قوله تعالى (لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم) فهذا الوقف قبيح لإيهام عطف الكافر على الشاكر في زيادة النعمة.

(3) الوقف على كلمة توهم معنى لا يليق بالله لأن فيه إخلال بالعقيدة وهو أشد الأنواع قبحاً
في مثل الوقف على قوله تعالى: (إن الله لا يستحي) و(فبهت الذي كفر و الله) و(للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ولله) وهذا المثال يعتبر من أشدها قبحاً.

ومنه أيضاً الوقف على النفي الذي بعده إيجاب
، مثل: (فاعلم أنه لا إله) (وما أرسلناك) و (وما خلقت الجن والإنس) و (وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها).

حكـمه : وجوب الوصل وعدم جواز الوقف عليه إلا لضرورة ، ويلزم الابتداء بالكلمة التي وقف عليها إن صلحت وإلا فبالكلمة التي قبل الوقف,أما من قصد به التحريف أثم وربما أفضى قصده الى الكفر.

سـبب تسميته : لقبح الوقف عليه حيث يخل ببهاء التلاوة ويذهب بالمقصود منها.

رمـزه : (لا) غير موجودة في جميع المواضع .

علامة الوقف القبيح :

ذكر العلماء قاعدة للوقف القبيح الذي لا يجوز للقارئ أن يقف عليه :

1. لا يجوز الوقف على المضاف دون المضاف إليه (بسم/الله) .

2. ولا على الموصوف دون صفته (أهدنا الصراط/المستقيم) .

3. ولا على الرافع دون المرفوع (وأولئك /هم المفلحون) .

4. ولا على الناصب دون المنصوب (أهدنا/ الصراط) .

5. لا يجوز الوقف على إن وأخواتها دون أخبارهن ، مثل (أن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات من بعد ما بينه في الكتاب) البقرة 159.

6. الوقف على ظن وأخواتها دون منصوباتها ، مثل (وظنوا/ أن لا ملجأ من الله إلا إليه).

7. ولا بين الشرط وجوابه ، مثال: (ولئن اتبعت أهوائهم من بعد ما جاءك من العلم).

8. ولا بين القسم وجوابه : (وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله) .

9. البدل والمبدل منه : (إن الله لا يستحي أن يضرب مثلها ما بعوضة).

10. الحال وصاحبه : (قل هي للذين أمنوا في الحياة الدنيا/ خالصة يوم القيامة).

*****************************************
الابتـــــــــــــــداء

تعريفه ، أقسامه وبيان أمثلة كل قسم :

تعريف الابتداء : الشروع في القراءة بعد قطع أو وقف.

أقسامه : ينقسم إلى قسمين , حسن وقبيح .

الأول ، الابتداء الحسن :

هو الابتداء بلفظ بعد وقف لازم أو تام أو كاف مطلقاً أو حسن إن كان رأس آية عند اختيار أكثر أهل العلم والأداء .

أمثلته :

· بعد الوقف اللازم ، مثل : (إن العزة لله جميعاً) يونس65 بعد قوله تعالى : (فلا يحزنك قولهم). يكون حسنه بعدم ارتباطه بما قبله باللفظ والمعنى.

· بعد الوقف التام ، مثل : (الحمد لله رب العالمين) بعد الوقف على البسملة.

· بعد الوقف الكافي ، مثل : (ختم الله على قلوبهم) بعد الوقف على قوله تعالى (أم لم تنذرهم لا يؤمنون).

· بعد الوقف الحسن ، مثل : (الرحمن الرحيم) بعد الوقف على قوله تعالى (الحمد لله رب العالمين).

الثاني ، الابتداء القبيح :

وهو ثلاثة أنواع :

· النوع الأول : كونه غير مفيد لمعنى ، مثل (في الدنيا والآخرة) و(عبداً إذا صلى) .

· النوع الثاني : كونه موهما لمعنى فاسد ، مثل (وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم) أو (لا أعبد الذي فطرني).

· النوع الثالث : كونه مع ما بعده منقولا عن كلام كافر ، مثل (يد الله مغلولة) و(عزير ابن الله) (المسيح ابن الله) (إن الله فقير) فالمفروض أن ينسب القول لقائله.

حكمـه : هذه الابتداءات بأنواعها الثلاثة لا يجوز البدء بها ، لأن المبتدئ لا يبدأ إلا باختياره عكس الوقف فقد يكون اضطراري بسبب عطاس أو ضيق نفس وغيره.

*********************************************

أحكام الاستعاذة والبسملة

أولا ، الاستعاذة : هي الالتجاء إلى الله والاعتصام والتحصن به من الشيطان الرجيم .

** حكمها : مندوبة ، وقيل واجبة ، لقوله تعالى : (فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم) . (النحل/98) .

** صيغتها : الأشهر والتي وردت في التنزيل (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) .

** يجهر بها في جماعة يستمعون أو يقرؤون إذا كان هو المبتدئ بالقراءة .

** تخفى في الصلاة وفي مقام التعلم او في جماعة يقرؤون ولم يكن هو المبتدئ بالقراءة وفي القراءة الفردية .

ثانيا ، البسملة : هي كلمة منحوتة من قولنا : (بسم الله الرحمن الرحيم) أي : بدأت قراءتي ببسم الله الذي من صفاته الرحمن الرحيم .

والبسملة بين السورتين سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واختلف في كونها آية من كل سورة أو هي للفصل بين نهاية السورة وبداية الأخرى .

والخلاصة في ذلك أن البسملة آية من الفاتحة , وسنة في أوائل السور وبين السور للفصل بين السور, إلا في سورة التوبة , فلا يفصل بين الأنفال والتوبة بالبسملة .

***أوجه البسملة بين السور :

1. قطع الجميع : بمعنى الوقف على آخر السورة مع التنفس ثمَّ قراءة البسملة والوقف عليها مع التنفس ثمَّ قراءة أول السورة .

2. قطع الأول ووصل الثاني بالثالث : بمعنى الوقف على آخر السورة مع التنفس , ثمَّ وصل البسملة بأول السورة .

3. وصل الجميع : بمعنى وصل آخر السورة بالبسملة بأول السورة الجديدة .

*** أوجه الاستعاذة :

الاستعاذة لها أوجه في قراءتها مع البسملة وأول السورة , وهي كما يأتي :

أولاً ، قطع الجميع :
وهو الوقف على الاستعاذة مع التنفس, ثمَّ قراءة البسملة والوقوف عليها مع التنفس, ثمَّ قراءة أول السورة .

ثانيًا ، قطع الأول ووصل الثاني بالثالث :
وهو الوقف على الاستعاذة مع التنفس , ثمَّ قراءة البسملة وأول السورة معًا في نفس واحد .

ثالثًا ، وصل الأول بالثاني وقطع الثالث :
وهو وصل الاستعاذة بالبسملة, ثمَّ الوقف عليها مع التنفس , ثمَّ قراءة أول السورة .

رابعًا ، وصل الجميع :
وهو وصل الاستعاذة بالبسملة بأول السورة في نفس واحد متصل .

*** أوجه القراءة بين سورتي الأنفال والتوبة :

(سورة التوبة لم تبدأ بالبسملة ) .

1. الوقف : بمعنى أن تقف على آخر سورة الأنفال , وتتنفس , ثمَّ تبدأ سورة التوبة .

2. السكت : بمعنى أن تقف على آخر سورة الأنفال بدون أن تتنفس ، ثمَّ تبدأ سورة التوبة .

3. الوصل : بمعنى أن تصل آخر سورة الأنفال بأول سورة التوبة مع مراعاة أحكام التجويد .

****************************


س 1 / ما هي أحكام التجويد التي نراعيها عند وصل آخر الانفال بأول براءة ؟؟؟
س2 / لماذا امتنع وجه وصل آخر السورة بالبسملة وقطعها عن أول السورة الثانية ؟؟