رابعاً ، مجموعة الحروف الرخوة المهموسة :-


1) حروفها :


الهاء ، والسين ، والفاء ، والحاء ، والثاء ، والشين ، والخاء ، والصاد .
والمجموعة فى قولهم : " هَسَّ فَحَثَّ شَخْصٌ " .


2) طبيعة مخارجها :


مخارج هذه الحروف الثمانية مغلقة جزئيّاً ، فلا يعيق التصادمُ بين طرفيّ المخرج الصوتَ المار من بينهما إعاقة تامّة ؛ ولكنّها إعاقة جزئيّة ، تسمح بجريان الصوت فى المخرج المحقق جرياناً تامّاً ؛ لزمنٍ مساوٍ لمخرجه بحيث يبدأ صوت الحرف منه وينتهي فيه من غير أن يتجاوزه ، ويُقدّر هذا الزمن مشافهةً ، وهذه هي صفة الرخاوة .


3) درجة اهتزاز الحبلين الصوتيين :


ومع الانغلاق الجزئي بين طرفي المخرج ، يتباعد الحبلان الصوتيان ويهتزّان بضعف ، لضعف اعتماد القارئ على طرفي المخرج ، فلا يتكيف كل الهواء المار من بينهما بصوت الحرف ، ويخالطه النفس الكثير ، ويكون الهواء الموظف للنطق بالحرف الرخو المهموس كثيراً ، وهذه هي صفة الهمس .


4) الصفات الصوتيّة الخرى المؤثرة فى رخاوة وهمس هذه الحروف :


**الحروف الرخوة المهموسة ، منها المستفل المنفتح ، ومنها المستعلي المنفتح ، ومنها المستعلي المطبق :


أولاً ، الحروف المستفلة المنفتحة : الهاء ، والسين ، والفاء ، والحاء ، والثاء ، والشين .
ثانياً ، الحروف المستعلية المنفتحة : الخاء فقط .
ثالثاً ، الحروف المستعلية المطبقة : الصاد فقط .


**وأقوى هذه الحروف اعتماداً على مخارجها : الصاد ، لما فيها من استعلاء وإطباق ، مما قلل من رخاوتها وهمسها ، كما أنّ صفيرها صفة قوة قللت من هوائها الذي اكتسب حدّةً وصفيراً ، يليها الخاء المستعلية والمنفتحة ، ولذا فهي أكثر رخاوةً وهمساً من الصاد ، ثمّ الشين والسين ، لما فى الأولى من تفشّي ، وفى الثانية من صفير ، وكلاهما صفتا قوة ؛ أثَّـرَتا على همس كلٍّ منهما ليتضح صوتُها الخفي نوعاً ما .

**وأضعف هذه الحروف : الهاء والفاء والحاء والثاء ، فليس فى أيٍّ منها صفة قوّةٍ واحدة ، فهي أضعف الحروف الرخوة المهموسة على الإطلاق .

**ولأنّ الحروف الرخوة المهموسة هي أضعف الحروف المحققة لضعف الاعتماد على مخارجها ، فإن حروف ( فحثه ) هي أضعف الحروف على الإطلاق .


5) ملاحظات عامة على حروف هذه المجموعة :


أ) الحروف الرخوة المهموسة تحتاج لدرجة من ضعف الاعتماد على مخارجها تسمح بجريان الصوت جرياناً تامّاً فى المخرج المغلق جُزئيّاً ، وتتسبب فى تباعد الحبلين الصوتيين واهتزازهما بضعف ، فلا يتكيف كل الهواء المار من بينهما بصوت الحرف ، ويخالطه النفس الكثير ، ويخرج صوته خفيّاً ضعيفاً ومهموساً ، ولذا فإن الهواء الموظف للنطق به كثير .


ب) طبيعة مخارج الحروف الرخوة المهموسة تجعل الصوت يعاق فيهاإعاقة جزئية ، بعكس طبيعة مخارج الحروف الشديدة المهموسة ، التي يعاق الصوت فيها إعاقة تامة ، ولذا فإن الشدة والهمس عملان متواليان ، ولا يمكن أن يجتمعا على الحرف فى زمن واحد ، لأن احتباس الصوت يستلزم احتباس النفس ، وجريان النفس يستلزم جريان الصوت ، أما فى الحروف الرخوة المهموسة ؛ فإن الرخاوة والهمس عملان متلازمان اجتمعا على الحرف فى زمن واحد هو زمن رخاوته ( جريان صوته ) والذي زاده قليلاً همسُه ( جريان نفَسِه ) .


ج) وعلى الرغم من تفاوت قوة اعتماد القارئ على مخارج الحروف الرخوة المهموسة تفاوتاً نسبياً يرجع لتباين صفات القوة والضعف التي تحملها هذه الحروف فيما بينها ، إلا أن أزمنة الحروف الرخوة المهموسة متساوية فيما بينها على الإجمال .