في كل يوم و يوم يثبت لنا النصارى جهلهم بالعربية

فكثيرا ما نسمع عما يسمى بالاخطاء النحوية في القران الكريم و حاسا لله ذلك

و لو انهم كلفو انفسهم عناء البحث قليلا لوجدو ان ما ادعوه انما هو ناتج عن جهلهم و قصر ادراكهم بلغة العرب و علم النحو


الشبهة :
(إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى) المائدة : 69

(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى) الحج: 17


يتساءل النصراني لماذا رفع كلمة الصابؤون في المائدة و لم ينصبها بقوله الصابئين

الجواب :

ان هذا ما يسميه العرب قطع النعوت في علم النحو و البلاغة

و قطع النعوت هو باختصار:

قد قرر النحاة انه اذا تعدد المنعوت في الجملة و كانت متبوعة لا مقطوعة فان النعت يكون مماثلا للمنعوت في الرفع و الجزم و النصب
و اما في حالة القطع ياخذ النعت اعرابا اخر فتتحول من حالة النعت التي كانت عليها الى حالة اخرى مغايرة لها فلا يكون اعرابها اعراب النعت و انما يكون ذلك لسبب بلاغي و هو التنويه و ابراز مكانة الكلمة و جعله مميزا

و مما يدل على هذا قول شعراء و فطاحل العرب قبل الاسلام :

ما أنشده الكسائي لبعض فصحاء العرب.

وكل قوم أطاعوا أمر مرشدهم ... إلا نميرا أطاعت أمر غاويها
الظاعنين ولما يظعنوا أحدا ... والقائلون لمن دار نخليها

فذكر الشاعر القائلون مرفوعة مع انها معطوفة على منصوب

و ايضا :

إلى الملك القرم وابن الهمام وليث الكتيبة في المزدحم

و الثاء مفتوحة هنا مع انها جاءت معطوفة على منصوب

و اما قول اهل النحو:

وقال الخليل وسيبويه : الرفع محمول على التقديم والتأخير ; والتقدير : إن الذين آمنوا والذين هادوا من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون والصابئون والنصارى كذلك ، وأنشد سيبويه وهو نظيره :



وإلا فاعلموا أنا وأنتم بغاة ما بقينا في شقاق
وقال ضابئ البرجمي :



فمن يك أمسى بالمدينة رحله فإني وقيار بها لغريب



و يكون اعراب الاية هكذا :

مرت هذه الآية في سورة البقرة مع خلاف قليل هو قوله تعالى: فلهم أجرهم عند ربهم (برقم 62) ونصب الصابئين على أنها معطوفة على ما قبلها
أما الرفع فعلى أنها مبتدأ وخبره محذوف
والتقدير: إن الذين آمنوا والذين هادوا..
كلهم كذا والصابئون كذلك... والجملة الاسمية معطوفة على جملة إن الذين آمنوا الاستئنافية.

اعراب القران الكريم

و هذا ما ذكره ايضا النحاس ان الصابؤن مبتدا جملة و خبره محذوف و فيه التقديم في الخبر و ان تقديره هكذا :

ان الذين امنو و الذين هادو من امن بالله منهم و عمل صالحا فلهم اجرهم , و الصابئون و النصارى كذلك

و بعد هذا انشد النحاس مقولة سيبويه الشهيرة :

وإلا فاعلموا أنا وأنتم بغاة ما بقينا في شقاق

و هذا موجود في كتاب اعراب القران للنحاس صفحة 240 في اعراب سورة المائدة الايات 65-69

رابط الكتاب :
http://ia700407.us.archive.org/26/it...940/105940.pdf

فعلى هذا تبين ان قطع النعوت في الجملة تبين رفع الصابؤون و اعتماده مبتدا جملة خبره محذوف و الجملة معطوفة على الذين هادو