من منتدياتهم ومن معجزاتهم



كان شاب اسمه كرياكو كان حنينه للدير ملأ قلبه وشعر كانه حُمل بسحابة او أ ُعطي جناحي حمامة ينطلق بهما نحو الفردوس

الشاب كرياكو دخل الديرلينال بركة آباء الرهبان بدأ الشاب يفتح قلبه واشتياقاته نحو الرهبنة دخل الدير يعيش فيه تحت الاختبار

وطلب الاب من الشاب كرياكو ألا ينشغل الا بالعبادة الله...ففرح كرياكو جدًا .مرت السنوات، وكان كرياكو ينمو في النعمة، فقد تعلق بمسيحه جدًا والتهب قلبه بحب الأبدية .

انعكس هذا على ملامحه، فكانت البشاشة لا تفارقه، وعُرف بالبساطة الشديدة، وجاءه الكثيرون يطلبون صلواته ويثقون في قداسته

حسده البعض من اجل شهرته التي ذاعت في بلاد كثيرة بأرمينيا، فجاء وا إلى الدير ووشوا به لدى رئيس الدير مدَّعين أن الراهب كرياكو، المعروف ببساطته الشديدة وكثره نسيانه، إنما يتظاهر بالقداسة ويفتعل النسك

.طلب رجال غرباء من رئيس الدير أن يقدمهم للراهب كرياكو كجماعة من الضيوف، وهم يكشفون له حقيقة هذا الراهب . حقق الرئيس لهم طلبهم، وبالفعل استقبلهم الراهب كرياكو باهتمام شديد ومحبته المعهودة فيه

... وبعد ان تحدث معهم كثيرا عن ملكوت الله سألهم أن يباركوه ويأكلوا عنده فقبلوا طلبه إذ عرف الراهب أنهم جاءوا من بلد بعيد وأنهم جائعون أسرع وذبح لهم " حمامًا "وقام بشيِّه ثم وضعه أمامهم

وجلس و سطهم يصلي ...وكان اليوم " أربعاء "وهو لا يعلم. لعلَّه كان يصوم طول العام، وإنما يضطر أن" يفطر "احيانا من اجل محبته لاضافة الغرباء


استأدن احد الاخوة وبسرعة استدعى رئيس الدير ليرى الراهب الناسك كرياكو يأكل حمامًا مشويًا يوم الأربعاء .دخل رئيس الدير وحده وتباطؤ الأخ خارج القلاية حتى لا ينكشف أمره .

وهنا سأل أحد الضيوف الراهب كرياكو :" ألا تعلم يا أبانا كرياكو أن اليوم صوم، فكيف أعددت لنا حمامًا؟ وكان يقصد بذلك إحراجه أمام رئيس الدير .صمت الراهب البسيط قليلاً دون اضطراب، وإنما في هدوء سأل : " أحقًا يا أبانا ... اليوم أربعاء؟

" وإذ لم يجبه رئيس الدير قال الراهب : " إني آسف جدًا، إذ لم أكن أعرف أن اليوم أربعاء ... فهل تسمحوا للحمام ان يطير؟

""ضحك الحاضرون في سُخرية إذ رأوه يرسم على الحمام المشوي علامة الصليب وهو يقول : " ما دام اليوم صوم، فلماذا تبقون هنا أيها الحمام؟ ! فلتطيروا إذن !"
لكن سرعان ما توقف الكل عن ضحكهم إذ رأوا الحمام المشوي ينطلق من الطبق طائرًا في الجو !