بسم الله الرحمن الرحيم
و به نستعين


اقتباس
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عُبَيّدُ الّلهِ مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم،
سأنقل كلاما من تفسير الطبرى:
وإنما الصواب من القول عندي في قراءة ذلك أنهما قراءتان معروفتان ، أعني التاء والياء ، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب ، وذلك أنه لا اختلاف في معنى ذلك باختلاف القرائن ، وهما جميعا فصيحتان عند العرب ،
وذلك أن الملائكة إن كان مرادا بها جبريل كما روي عن عبد الله فإن التأنيث في فعلها فصيح في كلام العرب للفظها إن تقدمها الفعل ، وجائز فيه التذكير لمعناها ،
وإن كان مرادا بها جمع الملائكة فجائز في فعلها التأنيث ، وهو من قبلها للفظها ، وذلك أن العرب إذا قدمت على الكثير من الجماعة فعلها أنثته ، فقالت : قالت النساء ، وجائز التذكير في فعلها بناء على الواحد إذا تقدم فعله ، فيقال : قال الرجال .
وأما الصواب من القول في تأويله ، فأن يقال : إن الله جل ثناؤه أخبر أن الملائكة نادته
، والظاهر من ذلك أنها جماعة من الملائكة دون الواحد وجبريل واحد فلن يجوز أن يحمل تأويل القرآن إلا على الأظهر الأكثر من الكلام المستعمل في ألسن العرب ، دون الأقل ما وجد إلى ذلك سبيل ، ولم يضطرنا حاجة إلى صرف ذلك إلى أنه بمعنى واحد ، فيحتاج له إلى طلب المخرج بالخفي من الكلام والمعاني . وبما قلنا في ذلك من التأويل قال جماعة من أهل العلم ، منهم قتادة ، والربيع بن أنس ، وعكرمة ، ومجاهد وجماعة غيرهم ، وقد ذكرنا ما قالوا من ذلك فيما مضى
جزاك الله خيرا الأخ الفاضل عُبَيّدُ الّلهِ
مِن التفسير السابق أرى أنّ الطبرى
رجح أنها على الظاهر جماعة مِن الملائكة