بسم الله الرحمن الرحيم
كتب الزميل المحترم ( أبولوجيست ) هكذا :
اقتباس
أشكرك أستاذ عبد الله المصرى ...
الأستاذ المحترم أيوب سبق و ان قلت أمس أننى سأسافر " غدا "
أى اليوم
و كنت بأنتظار ردك الذى لم أشاهده الا منذ لحظات
لذا أطلب الاذن بالسماح لى بالرد يوم الأربعاء القادم ان أحيانا الرب و عشنا
قلت : طالما سنحت لك الفرصة عزيزي أبولوجيست بكتابة مشاركة فكان الأولى أن تكون مداخلتك في الرد على ما كتبته أنا سابقاً حتى يستقيم الحوار ويستمر , وكي لايكون حوار الطرشان أنت تسأل وأنا أجيب , ولكني سأنتظر ردك حتى الأربعاء القادم إن شاء الله .
ثم كتبت تقول :
اقتباس
ملحوظة صغيرة
حتى لا ينام الحوار فأننى أطلب من الأستاذ أيوب أن يأتى بأدلته على أن نبوءة أشعياء النبى سالفة الذكر أنها تتكلم عن المصطفى محمد
و برجاء أن يأتى بالنص الكامل للنبوءة من الكتاب المقدس
قلت : هذا ليس موضوع المناظرة بل هو خروج عن النص وليس مجاله هنا وإن أردت فيمكننا أن نطرح موضوع آخر جديد للمناظرة في صفحة أخرى يكون بعنوان (( البشارات الواردة عن النبي محمد في الكتاب المقدس )) .
وأعتقد أني لا أحتاج إلى تذكيرك بأن موضوع مناظرتنا الذي اخترته أنت هو كالتالي :
اقتباس
ثانياً : يسوع الناصري
1- يسوع الناصري ليس بإله .
2- يسوع الناصري ليس المسيح المنتظر .
3- يسوع الناصري لم يدعي الألوهية .
4- يسوع الناصري كان له الكثير من الخطايا .
5- يسوع الناصري بشري وعلى أفضل تقدير فهو نبي .
6- يسوع الناصري خالف شريعة موسى .
7- يسوع الناصري لم يعبده تلاميذه ولا المعاصرين له .
8- يسوع الناصري أمر بتعاليم مفسدة للبشرية .
9- يسوع الناصري لم يأت من أجل الصلب أو الفداء .
10- يسوع الناصري رُأي عرياناً أكثر من مرة .
11- يسوع الناصري لم يكن يعلم الغيب .
وكما ترى ليس موضوعنا هو البشارات عن النبي محمد , فأنت سألت عن نبوءة إشعياء 9 : 6 وقد وضحت لك أنه من المستحيل أن تكون عن يسوع ولو كانت عن يسوع فليس فيها أن يسوع هو الله بل العكس صحيح , فراجع المداخلة الخاصة بهذا تجد ما أقول ولا يعنينا في هذا المقام عمن تكون هذه النبوءة . فرجاء التركيز في الموضوع الأساسي حتى لا نتشعب , وآمل منك أن تراعي أن أسلوبي في الحوار هو أن ننتهي من نقطة نقطة ثم نبحث التي تليها تجنباً للتشتيت والتفرع في مواضيع أخرى تخالف الموضوع الذي نتحدث فيه .
ثم كتبت تقول هكذا :
اقتباس
كما لاحظت أنكاره قضية التجسد و قوله أن العهد القديم لم يقل أن الله سيتجسد
المشكلة عزيزي أنكم تضعون قضايا دون بحث أو حتى مجرد محاولة البحث وكأن هذه القضايا مسلمات وأن إنكاراها أمر يدعوا إلى التعجب أو الاستهجان , مع أن الطبيعي هو انكار ما تنادي أنت به من التجسد والتسليم بوقوع هذا الأمر هو المخالف للطبيعي ومنافي للحقيقة ومسألة التجسد هذه من أبشع المسائل التي يوصف الله بها لأن تجسد الله هو أحد أمران لا ثالث لهما وأفرد للمسألة هنا هكذا :
يكون تجسد الله أحد أمرين إما أن يكون التجسد هو صفة كمال أو أن يكون التجسد هو صفة نقصان .
الأمر الأول : أن التجسد هو صفة كمال .
أقول :
أ- إن كان التجسد هو صفة كمال وهو مخالف للحقيقة والواقع إذ أن التجسد أول طلب ملازم له هو إحتياج الرب لجسد يتجسد فيه ولا يكون قوامه إلا بهذا الجسد , والله سبحانه تنتفي عنه الحاجة إلى ما دونه من خلقه والأصح الراسخ في العقل أن الله لا يكون قوامه بأحد خلقه بل يكون قوام الخلق بالخالق وهذا مسلم به لا جدال فيه , ولزوم هذا الأمر أمور كثيرة أشد منه فساداً فسأقطع النظر عنها لأنتقل لما بعدها .
ب - إن الله سبحانه وتعالى لم يكن متجسد أزلاً بل بداية تجسده حسب ما يقول أصدقائنا النصارى أنه عند تجسده في المسيح وسنضع تاريخ مجازي لذلك الأمر وهو سنة 1ميلادية , ويدعم هذا القول ( أعني أن الله لم يكن متجسد أزلاً وأنه لم يتجسد قبل تجسده في المسيح ) كل المراجع المسيحية وأقوال علمائهم ولم أرى رأي يخالف هذا , فحينها يكون لزماً أيضاً أن الله سبحانه وتعالى ظل ناقصاً حتى إكتمل بتجسده في المسيح سنة 1 ميلادية , وأنه ظل غير متصفاً بصفة الكمال التي هي التجسد حتى إتصف بهذه الصفة عند تجسده في المسيح , وهذا محال في الله أن يكون ناقصاً .
ج - من البديهي أن المسيح الذي هو الله المتجسد كان يأكل ويشرب ويبول ويتغوط فضلاً عن أنه ولد من فرج إمرأة بعد أن بقى في رحمها بين البول والغائط والدم تسعة أشهر كما أنه كان يجوع ويتألم ويبكي ويضرب ويتعرى ويهان ويجري عليه ما يجري على سائر البشر من صفات النقصان وكل هذه الصفات لا يتصف بها خالق معبود كما أن الله لا يتصف بصفة نقصان .
د - الله إذا تجسد كما يقولون في جسد إنسان يكون هذا الانسان إنسان كامل !!! ومن ضمن صفات الانسان الكامل هو أن يشتهي النساء وإلا لأصبح ناقص وليس كامل وهذا النقص في الرجل مذموم جداً ( وفي هذا كلام كثير نتكلم فيه فيما بعد ) فإن كان يشتهي النساء فهي شهوة من أحط الشهوات لا تتجمل إلا بالحلال وإن كان عنده القدرة على الانجاب كانت مصيبة لأنها ستصبح أسرة إلهية ويكون هناك إبن الرب وحفيد الرب وزوجة الرب إلخ .
وإن لم يكن عنده الشهوة ولا القدرة على الإنجاب فالمصيبة أعظم .

هـ - التجسد لا مفر أنه يعني المحدودية أو التبعيض وكلتاهما لا يتصف بهما الله فسبحانه لا تحده حدود ولا تحتويه أجساد فإن قلت أن تجسده يعني حلوله في جسد المسيح وجب أن تقول هل حل كله أم بعضه ؟؟ فإن قلت حل بعضه وقعت التبعيض وإن قلت حل كله وقعت التحديد وهذا لازم لا مفر منه , ثم إن كان حلوله في جسد المسيح بذا صار المسيح إلهاً فقد حل في رحم أمه من قبل وإتحد بها فوجب أن تصير مريم إله وهي أولى في تلك الحال إذ أنها أم الرب وهي السبب في وجود الابن ولولا الأم ما وجد الابن كما أنها هي من اختارها الأب دون غيرها لتنجب له إبنه فالاولى أن تعبد مريم .
( قلت ولن أخوض في هذا الجانب زيادة لأنه يستلزم أمور أخرى ليس المجال لطرحها هنا ) .
فيتضح مما فات أن التجسد قطعاً هو صفة نقصان تستدعي صفات نقصان أخرى والله لا يتصف أبداً بالنقصان كما وضحنا فالله كامل أزلاً وأبداً سبحانه وتعالى عن ذلك علواً كبيرا .
الأمر الثاني : أن يكون التجسد هو صفة نقصان .
وهذا يقره العقل والمنطق وقد وضحناه في الأمر الأول وأثبتناه , نعم التجسد هو صفة نقصان وكما أسلفنا فلا يجوز وصف الله بصفة نقصان لأن هذا كفر صريح نعوذ بالله من الكفر وكل ما يقربنا إليه نسألك اللهم السلامة في العقل والدين , ومن العجيب أنه ليس ولا واحد من الأنبياء صرح في عقيدته بربه أن الله سيتخذ جسداً بشرياً ولم يقل المسيح أبداً أنه الله المتجسد حاشاه صلوات ربي عليه أن يقول هذا الاختلاق والكذب على الله عز وجل .
فيثبت أن التجسد هو مستحيل عقلاً في جناب الله كما يثبت أن التجسد هو صفة نقصان.
وقد أفردت في هذا مع خشيتي من الاطالة فأكمل باقي الرد على كلام الزميل وفيها كلامه عن نبوءة ميخا في المداخلة القادمة بعون الله .
والسلام عليكم في البدء والختام .