اعتنق العديد من الكاثوليكيين في المكسيك
الإسلام رغم أن الكاثوليكية هي الديانة التي
هيمنت على مكسيكو سيتي عبر القرون الخمسة
الماضية.
في عام 1970، كان الكاثوليكيين يشكلون نسبة 96.7 %
من التعداد السكاني في المكسيك، لكن تلك
النسبة تناقصت بحلول عام 2010 إلى 82.7 %، وفقا
لبحث جديد أصدره مركز بيو ريسيرش الأمريكي.
وتعزي معظم تلك التغييرات إلى عدة أسباب
بينها تزايد نسبة اعتناق طوائف مسيحية أخرى،
بالإضافة إلى زيادة نسبة التحول من
الكاثوليكية إلى الإسلام لأسباب تتمثل في
الرغبة في الخلاص الروحي.
وتوقع البحث أن يصل عدد المسلمين في المكسيك
عام 2030 إلى 126 ألف، مقارنة بـ 111 ألف عام 2010.
وأجاب البحث على سؤال حول الأسباب التي دفعت
بعض المكسيكيين إلى التحول للإسلام ومغادرة
الكنيسة الكاثوليكية، حيث أشار إلى تنوع
الأسباب، فالبعض قال إن الأسباب تتمثل في
المذهب الكاثوليكي ومفهوم الثالوث، "الأب
والإبن والروح القدس"، مقارنة بإله واحد في
الإسلام.
وأشار آخرون إلى أن السبب يتمثل في تصاعد
ادعاءات الفضائح الجنسية المرتبطة بالكنيسة
الكاثوليكية خلال العقد الماضي، لكن آخرين
أشاروا إلى أنهم بحاجة إلى فهم أفضل لتعاليم
الإسلام.
مارثا ألاميلا، 23 سنة، ولدت ونشأت في أسرة
كاثوليكية، وهي تؤمن دائما بوجود إله، لكنها
لفتت إلى أنها بدأت منذ فترة تساؤلات حول بعض
مبادئ الكنيسة، لكن الإجابات على أسئلتها لم
تكن مرضية.
وتابعت في تصريحات أدلت بها الجمعة الماضي في
أعقاب تأديتها لصلاة الجمعة: " لا يراودني أي
شك في وجود الله، لكن ثمة أمور سألت عنها حول
الديانة الكاثوليكية ولم أحظ بإجابة شافية".
وتابعت أن ذلك دفعها للخروج من الكنيسة،
والبحث في الإسلام، الذي كانت تعتبره في
البداية دين إرهاب وقمع، لكن من خلال دراستها
للقرآن، ومقابلتها للعديد من المسلمين،
اكتشفت أنه دين يجيب على كافة أسئلتها،
واستطردت: " أدركت كم هو دين جميل، كل شيء عن
الإسلام له معنى، حيث يحتوي القرآن والسنة
على إجابات لكافة الأسئلة".
وأشارت إلى أنه عقب دراستها للإسلام لمدة ستة
شهور، قررت التحول من الديانة الكاثوليكية
إلى الإسلامية، ونطقت بالشهادة، حيث قالت
أمام شاهدين: "أشهد أن لا إله إلا الله، وأن
محمدا رسول الله".
وتابعت ألاميلا أن من أبرز الأفكار المغلوطة
عن الإسلام هي الادعاء بأنه يقمع المرأة،
وعدم السماح للمرأة بالتعبير عن نفسها،
وإجبارها على ارتداء الحجاب، رغم أن من خلال
دراستها علمت أن الإسلام لا يسمح بإكراه
المرأة على ارتدائه.
وأضافت: " كل المسلمين الذين قابلتهم رائعون،
لأن الإسلام انعكس على شخصياتهم".
ولفتت إلى أنها لم تخبر بعد عائلتها
الكاثوليكية باعتناق الإسلام، رغم علمهم
بأنها تدرس تعاليمه، وفسرت ذلك بقولها: " أرغب
في أن أثبت لهم أولا كيف انعكس الإسلام على
التغير الإيجابي لتصرفاتي الشخصية، فعندما
أخبرهم بإسلامي، يجب أن يدركوا تحولي نحو
الأفضل".
وتسرد مكسيكية أخرى تدعى ليزلي كاماريلو قصة
تحولها إلى الإسلام، فقالت إنها تركت الكنيسة
الكاثوليكية منذ ثلاث سنوات، وتابعت: " منذ أن
كنت طفلة، لدي أسئلة حول الكنيسة، فوجدت في
الكنيسة مظاهر النفاق".
ومضت تقول: " عن مبدأ الثالوث، كيف يمكن لإله
أن يكون بشرا، ويموت، ثم يظل خالدا في
السماء؟"
وتابعت أنها درست العديد من الديانات
كالهندوسية والبوذية والمسيحية وغيرها ولم
تجد ضالتها إلا في الإسلام.
وتابعت: " أنصح الرجال والنساء الذين يخوضون
رحلة البحث بضرورة الإيمان الرئيسي بأن الله
واحد لا شريك له".