من مواقف الصديق أبي بكر رضي الله عنه في اتباع السنة

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

"" والله الذي لا إله إلا هو ، لولا أبو بكر استخلف ما عُبد الله "" ، ثم قالها ثانية وثالثة ، فقيل له : مه يا أبا هريرة ، فقال : "" إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجه أسامة بن زيد في سبعمائة إلى الشام ، فلما نزل بذي خشب قُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وارتدت العرب حول المدينة ، فاجتمع إليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا أبا بكر، رد هؤلاء ، توجه هؤلاء إلى الروم وقد ارتدت العرب حول المدينة ؟ فقال : " والذي لا إله غيره ، لو جرت الكلاب بأرجل أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رددت جيشًا وجَّهه رسول الله ، ولا حللت لواء عقده رسول الله " فوجه أسامة... " .
نقله الحافظ ابن كثير في (( البداية والنهاية )) (6/305)، عن الحافظ أبي بكر البيهقي وساق سنده هناك .

وقال رضي الله عنه عندما امتنع قوم من أداء الزكاة:

"" والله لو منعوني عناقًا كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها ... ""
رواه البخاري في الصحيح ((كتاب الزكاة ))، باب وجوب الزكاة (3/308) ، فتح برقم ( 1400) و مسلم في (( الصحيح )) كتاب الإيمان، باب وجوب قتال تارك أحد أركان الإسلام (1/203) ""النووي"". وفي رواية : "" لو منعوني عقالا "" .

موقفه من ميراث النبي صلى الله عليه وسلم :

وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها :

"" إن فاطمة عليها السلام بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سألت أبا بكر الصديق رضي الله عنه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أفاء الله عليه "" ، فقال لها أبو بكر : إن رسول الله صلى الله عيه وسلم قال : "" لا نورث ما تركنا صدقة ""، فغضبت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهجرت أبا بكر، فلم تزل مهاجرته حتى توفيت، وعاشت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة أشهر .
قال الحافظ ابن كثير في (( البداية والنهاية )) (6/333): فلما مرضت جاءها الصّدّيق فدخل عليها فجعل يترضاها فرضيت. رواه البيهقي من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي ، ثم قال: وهذا مرسل حسن بإسناد صحيح . (( العواصم من القواصم )) ص (38).

وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : وكانت فاطمة تسأل أبا بكر نصيبها مما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر وفدك، وصدقته بالمدينة، فأبى أبو بكر عليها ذلك وقال: ""لست تاركًا شيئـًا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل به إلا عملت به، فإني أخشى إن تركت شيئا من أمره أن أزيغ... "".
رواه البخاري في (( الصحيح )) كتاب فرض الخمس، باب فرض الخمس (6/227) ((فتح)) برقم ( 3092 ، 3093 ) .
وفي رواية أنه قال: "" والله لا أدع أمراً رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنعه فيه إلا صنعته "".
رواه البخاري في (( الصحيح )) كتاب الفرائض ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : "" لا نورث ما تركنا صدقة "" (12/7) (( فتح )) برقم (6727) .
أبو بكر ورغبته في متابعة النبي صلى الله عليه وسلم فيما ليس له فيه اختيار:

وعن عائشة رضي الله عنها قالت:

"دخلت على أبي بكر رضي الله عنه، فقال في كم كفّنتم النبي صلى الله عليه وسلم؟ قالت: في ثلاثة أثواب بيض سحولية ليس فيها قميص ولا عمامة وقال لها: في أيّ يوم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: يوم الاثنين، قال: فأيّ يوم هذا؟ قالت: يوم الاثنين، قال: أرجو فيما بيني وبين الليل، فنظر إلى ثوب عليه كان يُمرض فيه، به ردع من زعفران، فقال: اغسلوا ثوبي هذا وزيدوا عليه ثوبين فكفنوني فيهما. قلت: إن هذا خَلَق. قال: إن الحيّ أحق بالجديد من الميت، إنما هو للمهملة. فلم يتوف حتى أمسى من ليلة الثلاثاء، ودُفن قبل أن يصبح"".
رواه البخاري برقم (1387)