آخر جزء من المحاضرة هو :

ملاحظات عامة على الصفات التي لها ضدّ

أتابعه معكم لاحقا إن شاء الله

------------------------------------

ملاحظات عامة على الصفات التي لها ضدّ

أولاً ، الشدة والرخاوة وبينهما التوسط :-
هذه الصفات يتحكم فيها موضع خروج الحرف وطبيعته ، بالإضافة لقوة اعتماد القارئ على طرفيه ، فالشدة والتوسط يستلزمان قوة فى الاعتماد على المخرج الذي هو مغلق ، مع اختلاف درجة الانغلاق فى كليهما :-
* فالحرف الشديد : مخرجه مغلق إغلاق تام ، ويعاق فيه الصوت إعاقة تامّة.
* والحرف المتوسط : مخرجه مغلق إغلاق غير تام ، ويعاق فيه الصوت إعاقة غير تامّة .


**والحرف الشديد لمّا احتبس صوته فى مخرجه ، احتاج لمُكمّل ينفك به هذا الاحتباس ليخرج صوت الحرف ويُسمَع ، وهذا المكمّل يرجع إلى طبيعة المخرج وقوة الاعتماد عليه :
- فإن كانت درجة الاعتماد قويّة جداً : انفكّ انغلاق المخرج بالقلقلة ، وخرج صوت الحرف بعد احتباسه قويّاً ومجهوراً .
- وإن كانت درجة الاعتماد أقلّ قوّة : انفرج طرفا المخرج بعد انغلاقهما بخفّةٍ وضعف ، وخرج صوت الحرف بعد احتباسه خفيّاً ومهموساً.


**أمّا مع الحرف المتوسط ؛ فإنّ الانغلاق الغير تام ، لم يجعل صوت الحرف يحتبس احتباساً تامّاً كاحتباس الشديد ؛ فبمجرّد تصادم طرفي المخرج وانغلاقهما واحتباس الصوت خلفهما ، ينحرف هذا الصوت إلى بقعةٍ أخرى مفتوحة ، لينفذ منها جارياً ، ولكنّه جريان غير تامّ ؛ لابتدائه باحتباس غير تام أيضاً ، كلّ هذا فى زمن النطق بالحرف المتوسط الذي زمنه زمن التوسط ، وهو زمن التصادم بين طرفي المخرج حيث يبدأ صوت الحرف منه ولكن لاينتهي فيه ، بل ينتهي فى بقعةٍ أخرى حيث انقطع جريان صوته ، إلا أن انقطاع جريان صوت الحرف وانتهائه مرهون بانتهاء تصادم طرفي المخرج حيث بدأ صوت الحرف محتبسا .

*أمّا الرخاوة فتستلزم ضعف اعتماد على المخرج المغلق جزئيّاً ، ومعنى أنه مُغلق : أنّه لابد من تحقيق التصادم بين طرفيّ عضو النطق ليخرج منه حرف مُحقّق ، ومعنى أنه جُزئيٌّ :أنّ هذا التصادم لم يكن بالقوة الكافية لانغلاق الطرفين انغلاقاً تامّاً فيحتبس الصوت ، بل كان بضعف استلزم الانغلاق الجزئيّ الذي سمح بجريان الصوت جرياناً تامّاً فى المخرج المحقق ولهذا كانت الإعاقة جزئيّة، وتلك لاتكون أبداً جزئيّة إلاّ بضعف اعتمادٍ على المخرج تتفاوت درجته بحسب ما يحمله الحرف من صفات القوّة وصفات الضعف وبحسب طبيعة المخرج نفسه وموضعه داخل جهاز النطق :
- فإن كانت درجة الاعتماد ضعيفة جداً : تباعد الوتران واهتزّا بضعف وجرى صوت الحرف خفيّاً ضعيفاً يخالطه النفس الكثير .
- وإن كانت درجة الاعتماد أقلّ ضعفاً : تقارب الوتران واهتزّا بقوّة وجرى صوت الحرف قويّاً مجهوراً لايخالطه النفس الكثير .


**وما سُمّيت الحروف الشديدة بهذا الاسم إلاّ لقوتها فى نفسها ولاشتداد حروفها فى مخارجها ، حتى منعت الصوت من أن يجري معها عند النطق بها .
**وما سُمّيت الحروف الرخوة بهذا الاسم إلا للين مخارجها وضعف الاعتماد عليها ، فلم تقو على منع الصوت من الجري معها .
**وما سُمّيت الحروف المتوسّطة بهذا الاسم إلاّ لتوسط الصوت معها بين الانحباس والجريان ، فلم يحتبس الصوت مع هذه الحروف احتباسه مع حروف الشدة ، ولم يجر معها جريانه مع الحروف الرخوة .

---------------------------------------