

-
يقول الله عز وجل في سورة العنكبوت : " اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ " . (45)
ويقول سبحانه : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً " . (الأحزاب / 41) ، ويقول في نفس السورة : " وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ " . (35) .
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { ألا أخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة، ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم، ويضربوا أعناقكم } قالوا: بلى يا رسول الله. قال: { ذكر الله عز وجل } [رواه أحمد] .
وفي صحيح البخاري عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { مثل الذي يذكر ربه، والذي لايذكر ربه مثل الحي والميت }.
وفي الصحيحين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : { يقول الله تبارك وتعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة }.
وقال أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه: ( لكل شيء جلاء، وإن جلاء القلوب ذكر الله عز وجل ) ، ولذا كان لا بد من تنبيه الملمع المربية إلى ضرورة المداومة وعدم الغفلة عن ذكر الله عز وجل في كافة أحوالها ، لما له من فضائل عظيمة يظهر أثرها جليا على المعلمة وبالتالي على من يأخذون العلم عنها ، ولا شك أن أعظم الذكر هو تلاوة القرآن ، ومن ينشغل عن مسألته بين يدي ربه بذكره تعالى ، فإن الله عز وجل يعطيه أفضل مما يعطي السائلين .
ولا شك أن ذكر الله عز وجل يجلو القلوب ويبث فيها الورع والتقوى بالخشية من معصية المولى الذي يذكره الذاكر بالثناء عليه وتمجيده ، وتسبيحه وتوحيده بتهليله ، وحمده وشكره على نعمه وآلائه العظيمة .
وقد عد العلماء الكثير والكثير من فوائد ذكر الله سبحانه ، أذكر لكم هنا بعضها ، لعل فيها الخير لي ولكم :
** أنه يرضي الرحمن عز وجل ، ويطرد عنك وساوس الشيطان ويقمعه ويكسره .
** أنه يزيل الهم والغم عن القلب ، ويجلب الفرح والسرور والبسط .
**أنه يقوي القلب والبدن ، وينور الوجه والقلب ، كما يكسو الذاكر المهابة والحلاوة والنضارة .
** أنه يورثك المحبة التي هي روح الإسلام ، كما يورثك المراقبة حتى يدخلك في باب الإحسان .
**أنه يورثك الإنابة ، وهي الرجوع إلى الله عز وجل ، كما يورثك القرب منه.
** أنه يفتح لك باباً عظيماً من أبواب المعرفة ، كما يورثك الهيبة لله عز وجل وإجلاله.
** أنه يورثك ذكر الله تعالى لك ، كما قال تعالى: " فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ " .[البقرة:152].
** أنه يورث حياة القلب ، وقوة الروح ، وجلاء القلب من صدئه .
** أنه يحط الخطايا ويذهبها ، فإنه من أعظم الحسنات ، والحسنات يذهبن السيئات .
** عندما تتعرفين إلى الله تعالى بذكره في الرخاء فإنه سبحانه يعرفك في الشدة.
** أنه منجاة من عذاب الله تعالى ، كما أنه سبب نزول السكينة ، وغشيان الرحمة ، وحفوف الملائكة بالذاكر ، ولا تنسى أن الحلقة القرآنية من أعظم مجالس الذكر التي تحفها الملائكة وتستغفر لأهلها ، فاستحضري هذه الحالة واستشعري عظم ما تقومين به وعظيم ثوابه .
** أنه سبب إشتغال اللسان عن الغيبة، والنميمة، والكذب، والفحش، والباطل.
** أنه يؤمّن العبد من الحسرة يوم القيامة.
** أنه أيسر العبادات، وهو من أجلها وأفضلها وذلك لأن العطاء والفضل الذي رتب عليه لم يرتب على غيره من الأعمال.
** أن دوام ذكر الرب تبارك وتعالى يوجب الأمان من نسيانه الذي هو سبب شقاء العبد في معاشه و معا ده.
** أنه ليس في الأعمال شيء يعم الأوقات والأحوال مثله ، فاذكري الله في خلوتك ، وفي عملك ، وفي سيرك إلى عملك ، وعندما تقابلك المشكلات ، وفي كل حال ، والنتيجة : أن الذكر نور للذاكر في الدنيا، ونور له في قبره، ونور له في معاده، يسعى بين يديه على الصراط.
** أن الذكر يجمع المتفرق، ويفرق المجتمع، ويقرب البعيد، ويبعد القريب. فيجمع ما تفرق على العبد من قلبه وإرادته، وهمومه وعزومه، ويفرق ما اجتمع عليه من الهموم، والغموم، والأحزان، والحسرات على فوات حظوظه ومطالبه، ويفرق أيضاً ما اجتمع عليه من ذنوبه وخطاياه وأوزاره، ويفرق أيضاً ما اجتمع على حربه من جند الشيطان، وأما تقريبه البعيد فإنه يقرب إليه الآخرة، ويبعد القريب إليه وهي الدنيا.
**أن الذكر ينبه القلب من نومه، ويوقظه من سباته ، كما أن الذكر شجرة تثمر المعارف والأحوال التي شمر إليها السالكون.
**أنك عندما تذكرين الله تكونين قريبة منه سبحانه ، ومذكوره معه ، لأن الله عز وجل يباهي بالذاكرين ملائكته. ، وهذه المعية معية خاصة غير معية العلم والإحاطة العامة ، فهي معية بالقرب والولاية والمحبة والنصرة والتو فيق.
** أن الذكر رأس الشكر، فما شكر الله تعالى من لم يذكره ، وأن أكرم الخلق على الله تعالى من المتقين من لا يزال لسانه رطباً بذكره.
** أن في القلب قسوة لا يذيبها إلا ذكر الله تعالى ، فالذكر شفاء القلب ودواؤه، والغفلة عن ذكر الله سبب مرضه.
** أنه يوجب صلاة الله عز وجل وملائكته على الذاكر.
** أن من شاء أن يسكن رياض الجنة في الدنيا، فليستوطن مجالس الذكر، فإنها رياض الجنة.
** أن ذكرك الله عز وجل من أكبر العون على طاعته ، فإنه يحببها إلى العبد، ويسهلها عليه، ويلذذها له، ويجعل قرة عينه فيها.
** أن دور الجنة تبني بالذكر، فإذا أمسك الذاكر عن الذكر، أمسكت الملائكة عن البناء ، فحري بنا الا نغفل عن ذكره سبحانه .
** أن ذكر الله عز وجل يسهل الصعب ، وييسر العسير ، ويخفف المشاق ، لما له من لذة عظيمه من بين الأعمال الصالحة لا تشبهها لذة.
** أن في دوام الذكر في الطريق، والبيت، والبقاع، تكثيراً لشهود العبد يوم القيامة، فإن الأرض تشهد للذاكر يوم القيامة.
وغير هذا الكثير الكثير :
سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة معارج القبول في المنتدى المنتدى الإسلامي
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 28-09-2010, 01:06 AM
-
بواسطة نعيم الزايدي في المنتدى منتديات الدعاة العامة
مشاركات: 2
آخر مشاركة: 25-09-2010, 03:59 AM
-
بواسطة مريم في المنتدى قسم الأطفال
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 21-01-2010, 09:00 AM
-
بواسطة ismael-y في المنتدى المنتدى العام
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 17-03-2007, 06:27 PM
-
بواسطة المهتدي بالله في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 12-02-2007, 02:23 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات