1 - استحضار فضل العلم والتعليم واستشعار المسؤولية ليكون مربيا وقدوة لطلابه :

يقول الله عز وجل : " قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ " (108) / سورة يوسف ، فالدعوة إلى الله في كافة المجالات لا بد أن يكون صاحبها على بصيرة وعلى علم ، ومن أجل وأعظم أبواب الدعوة إلى الله : تعلم القرآن وتعليمه ، لقوله صلى الله عليه وسلم : " خيركم من تعلم القرآن وعلمه " ، ولا شك أن طريق العلم ليس بالسهل الميسر وإلا لما اختص الله أهل العلم المرتبط علمهم بإيمانهم بالمكانة والمنزلة الرفيعة : " يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11) / سورة الحجرات .

كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : « مَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَلْتَمِسُ بِهِ عِلْماً سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقاً مِنْ طُرُقِ الْجَنَّةِ ، وَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضاً لِطَالِبِ الْعِلْمِ ، وَإِنَّ طَالِبَ الْعِلْمِ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ حَتَّى الْحِيتَانُ فِى الْمَاءِ ، وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَى سَائِرِ النُّجُومِ ، إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ ، إِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَاراً وَلاَ دِرْهَماً وَإِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ ، فَمَنْ أَخَذَ بِهِ أَخَذَ بِحَظِّهِ أَوْ بِحَظٍّ وَافِرٍ »

ومن هذا المنطلق وجب على المعلم أن يستشعر في قرارة نفسه عظم المسؤولية المنوط بها ، وأنه طالما اختار لنفسه أن يكون معلما ، فحتما ولا بد أن يكون مربيا وقدوة لطلاب علمه ، كما يجب عليه أن ينمي داخل نفسه بعض الأمور التي تساعده على القيام بهذه المهمة على أكمل وجه ، ومنها :

أولا ، المفاهيم التربوية :
وهي المفاهيم المستمدة من الشريعة الربانية فتصبغ المرء بصبغة إيمانية : " ومن أحسن من الله صبغة " . (البقرة/138) ، ومن ثم تتوجه التربية إلى إصلاح القلوب ، فللا يكون هدف معلم القرآن أن يعلم تلاميذه القراءة الصحيحة فحسب ، ولكن الهدف هو تدبر القرآن والعمل به ، فتلاوة القرآن لا تقتصر على تلاوة اللفظ فقط ، وإنما تشمل معها تلاوة المعنى ، ومشكلة معلمي القرآن والقائمين على الحلقات هي التركيز على الأول دون الثاني ، فنرى حلقة لتعليم مخارج الحروف ، وأخرى لتعليم أحكام التجويد ، ولكننا نادرا ما نرى حلقة لتعليم أحكام الوقف والابتداء والتي يندرج تحتها الباب الثالث من أبواب التجويد ألا وهو : تجويد الجملة ، والذي يتحقق به فهم معاني القرآن ومن ثم تدبره والوصول إلى العمل به ليكون دستور حياة وهذه هي الغاية من تعلم القرآن .

** فهل أدركت أختي هذه الغاية وربيت نفسك عليها وسعيت للعمل بها ؟؟؟

هذا عن تربية النفس ، وعندما يبدأ المربي في إيصال هذه المفاهيم بطريقة عملية وهي طريقة التعليم بالمنهج والقدوة فإن تقييم العمل التربوي حينها لا يخضع فقط لتقييم النتائج العلمية ، وإنما يندرج معه تقييم التغييرات الروحية التي حصلت لهذا المتربي والمنعكسة على أخلاقه ومعاملاته .

** فهل حددت لنفسك أهدافا تربوية تصلين إليها بالتوازي مع أهدافك التعليمية ؟؟؟

يتبع بإذن الله .