
-
الأقباط يستسلمون و يقرون باكتساح الإسلام للنصرانية
الندوة القبطية الدولية الأولى -خطاب د. دانيال بايبس، الولايات المتحدة الأميركية-التحدي الذي يمثله التيار الإسلامي في أوروبا والشرق الأوسط
لذا فإن محنة الأقباط ليست فريدة من نوعها بأي طريقة من الطرق. وإذا سار الوضع بالمعادلات الراهنة في الشرق الأوسط، فإن حوالي 12 أو 15 مليون مسيحي سينخفض عددهم بصورة كبيرة في غضون عشرة أعوام إلى النقطة التي سيفقدون عندها حيويتهم الثقافية وأهميتهم السياسية. ومن الجدير بالملاحظة أنه في ضوء هذا الاختفاء، فإن المسيحيين يلخصون خروجاً حدث قبل هذا بحوالي 50 سنة مضت، وأعني به خروج اليهود من الشرق الأوسط. كان عدد اليهود في الشرق الأوسط يصل إلى حوالي مليون في عام 1948، أما اليوم، وفي خارج إسرائيل، فإن عددهم يصل إلى 60.000. وإذا استبعدنا العراق وتركيا، فإن عددهم يصل إلى 10.000. وإذا نظرنا لهذه الأمرين معاً، فأن عمليات التطهير العرقي ضد اثنتين من أقدم الأقليات الدينية تمثل نهاية حقبة ما. حيث أن تعددية جوانب الحياة في الشرق الأوسط يتم قصرها على الرتابة الصريحة لدين واحد وحفنة تُعَدُ على أصابع اليد من الأقليات الموافق عليها. والمنطقة بأسرها، وليس فقط الأقليات المضطهدة، تعاني من هذا الآن. ولسنوات عديدة لم تجذب محنة المسيحيين في الشرق الأوسط إلا القليل من الانتباه من العالم الخارجي. ولقد انصرف عنهم المدافعون الأوائل عن مصالحهم، وهي الحكومات البريطانية والفرنسية والروسية واليونانية، وأيضاً الفاتيكان، انصرفت عنهم وعن مشكلاتهم الراهنة. إلا أن الوضع تغير مؤخراً، وبرزت عدة منظمات، بما في ذلك المنظمة التي ترعى هذا المؤتمر، للدفاع عن قضية المسيحيين المضطهدين حول العالم، وبصورة أساسية في الدول الإسلامية والشيوعية. والعلامات واضحة على مثل هذا التغير، فمثلاً في الولايات المتحدة عقد مجلس الشيوخ جلسات استماع حول هذا الموضوع، وبدأت وزارة الخارجية منذ عام 1999 في إصدار تقرير حول الاضطهاد الديني على مستوى العالم. وتوجد أمثلة أخرى عديدة تشير إلى أن المشكلة التي تعرضت للتجاهل في فترة من الفترات أصبحت هامة الآن، ويعتبر هذا المؤتمر من بين هذه العلامات الصحية. وأخيراً، اسمحوا لي أن أتحدث عن أوروبا، وهي الموضوع الثالث في خطابي اليوم. أعلنت "أوريانا فالاتشي" في كتابها الجديد الذي يحمل عنوان "قوة العقل" الذي انقل عنه 'إن أوروبا آخذة في أن تصبح أكثر وأكثر مقاطعة من مقاطعات الإسلام، ومستعمرة من مستعمرات الإسلام'. وهي محقة في هذا. إن المعقل القديم للمسيحية يفسح المجال بسرعة أمام الإسلام. أبلغ "برنارد لويس" صحيفة "دي فيلت" في وقت مبكر من هذا الشهر أن "أوروبا ستكون إسلامية بحلول نهاية القرن". يوجد عاملان يسهمان بصورة أساسية في هذا التطور الهائل، غير العادي الذي يهز العالم. أولهما هو تفريغ المسيحية من مضمونها. إن أوروبا آخذة في أن تصبح مجتمعاً في مرحلة ما بعد المسيحية. مجتمع ذو ارتباط ضئيل بتقاليده أو قيمه التاريخية. لقد انخفضت أعداد المسيحيين المؤمنين الحريصين على دينهم إلى درجة خطيرة ما دفع بعض المراقبين لأن يصفونها بالقارة المظلمة الجديدة. ويقدر المحللون بالفعل أن مساجد بريطانيا تستقبل أسبوعياً عدد مصلين أكبر مما تستقبله كنيسة إنجلترا. وتوجد عوامل أخرى، أولها هو تفريغ المسيحية من مضمونها، ضعف المسيحية، وثانيها معدل المواليد. إن الأوروبيين الأصليين ينقرضون، حيث أن الإبقاء على جماعة سكانية ما يتطلب أن تنجب المرأة في المتوسط 2.1 طفل. ولكن في الاتحاد الأوروبي، فإن المعدل الإجمالي هو 1.4 طفل للمرأة، بل أن هذا المعدل آخذ في الانخفاض. وتشير إحدى الدراسات إلى أنه إذا استمرت التوجهات السكانية الراهنة وتوقفت الهجرة، فإن عدد السكان الحالي الذي يبلغ 375 مليون سوف ينخفض إلى 275 مليون في غضون سبع سنوات. ومن أجل الحفاظ على عدد سكانه العاملين في وضع مستقر، فإن الاتحاد الأوروبي يحتاج إلى 1.6 مليون مهاجر كل سنة، كما أن الحفاظ على نسبة العمال الحاليين إلى نسبة المتقاعدين يتطلب عدداً هائلاً من المهاجرين يصل إلى 13.9 مليون مهاجر سنوياً. ويأتي الإسلام والمسلمون إلى هذا الفراغ الذي تخلقه المسيحية الآخذة في الضعف ومعدلات المواليد المنخفضة. وفي حين أن المسيحية تتعثر وتتداعي، فإن الإسلام يقوى، ويؤكد هويته وطموحه. وفي حين أن الأوروبيين ينجبون عدداً أقل من المتوسط من المواليد، ويفعلون ذلك في أعمار متقدمة، فإن المسلمين يفعلون هذا بأعداد كبيرة وفي شبابهم. وفي الوقت الراهن، يحدد حوالي 5 بالمائة من سكان الاتحاد الأوروبي هويتهم مع المسلمين. وإذا استمرت التوجهات الحالية، فإن هذا العدد سيصل إلى 10 بالمائة عام 2020. إذا فر غير المسلمين من النظام الإسلامي الجديد، وهو ما يبدو مرجحاً، فإن القارة يمكن أن تكون ذات أغلبية مسلمة في غضون عقدين من الزمان. وإذا حدث هذا فعلاً، فمن الشيق التكهن بما سيحدث بعد ذلك. فالكاتدرائيات العظمية سوف تظهر كآثار لحضارة بائدة حيث ستبقى هناك طالما أن نظام حكم نظام حكم على غرار النظام السعودي لا يحولها إلى مساجد، أو لا يقوم نظام حكم على غرار نظام طالبان بتفجيرها ومن المرجح أن تذوي الثقافات الوطنية العظيمة، مثل الإيطالية والفرنسية والإنجليزية وغيرها، ويحل محلها هوية إسلامية عبر وطنية تمزج العناصر القادمة من شمال أفريقيا وتركيا وشبه القارة وغيرها من العناصر. وهذا التنبؤ ليس جديداً. ومع أني أقول هذا في عام 2004، فإنه في عام 1968 ألقى السياسي البريطاني "إنوك باول" خطاباً شهيراً يحمل عنوان "أنهار لغة الدم" (http://www.sterlingtimes.org/text_rivers_of_blood.htm) حذر فيه من أن السماح بالهجرة إلى المملكة المتحدة سيدق المسمار الأخير في نعشها. وبالمناسبة، فإن مسيرته الوظيفية التي كانت واعدة جداً، انتهت بسبب هذه الكلمات. وفي عام 1973 نشر الكاتب الفرنسي "جان راسبيل" قصة "معسكر القديسين" التي تصور أوروبا وهي تسقط في يد الهجرة الضخمة غير المتحكم فيها من شبه القارة الهندية. إن التحول السلمي لمنطقة ما من حضارة رئيسية إلى أخرى، الذي يحدث الآن في هذه المنطقة بعينها، ليس له مثيل أو سابقة في التاريخ الإنساني، وهو ما يجعل من السهل تجاهل حقيقة أنه يحدث الآن. لقد انتهى الوقت المخصص لي. دعوني استخلص بعض الاستنتاجات والخلاصات من هذا العرض الذي قدمته لكم. لقد أصبح التيار الإسلامي قضية من القضايا المركزية في السياسة العالمية، إذا لم يكن هو القضية الوحيدة. إنه القوة الدافعة وراء العنف في "الحرب على الإرهاب". إنه القوة الدافعة وراء تحويل الشرق الأوسط مما كان عليه من جيل مضى إلى ما أصبح عليه الآن، ولا سيما فيما يتعلق بانخفاض عدد السكان المسيحيين في المنطقة. إنه القوة التي تتحرك بداخل أوروبا وتستفيد من إخفاقات أوروبا. وللأسف، فإن التيار الإسلامي هو أيضاً العدو الكوني الجديد للحضارة. إنه يمثل#######التي يجب أن تقاتل ضدها كل الشعوب المتحضرة، من المسلمين وغير المسلمين. إنه في لب المشكلة التي يواجهها المسيحيون في مصر. كما أنه في جوهر المشكلة التي يواجهها المسيحيون في أوروبا.
المصدر:
من يريد المصدر فليرسل على الخاص لان الموقع موقع نصرانى
وهوا منظمة أ.........ال..........
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة kholio5 في المنتدى من ثمارهم تعرفونهم
مشاركات: 4
آخر مشاركة: 04-03-2008, 04:55 PM
-
بواسطة أبو محمود سيف الإسلام في المنتدى مشروع كشف تدليس مواقع النصارى
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 02-12-2007, 11:30 PM
-
بواسطة Ahmed_Negm في المنتدى الرد على الأباطيل
مشاركات: 4
آخر مشاركة: 14-05-2007, 11:21 PM
-
بواسطة مجاهد في الله في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 03-12-2006, 06:20 AM
-
بواسطة تسنيم في المنتدى المنتدى العام
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 27-05-2006, 02:12 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات