هل معاوية مات على غير مِلّة الإسلام!

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

 

 

    

 

هل معاوية مات على غير مِلّة الإسلام!

النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: هل معاوية مات على غير مِلّة الإسلام!

مشاهدة المواضيع

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2013
    المشاركات
    626
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    24-02-2024
    على الساعة
    05:52 PM

    افتراضي هل معاوية مات على غير مِلّة الإسلام!

    هل معاوية مات على غير مِلّة الإسلام!

    ادَّعى أحدهم كَذِباً وَزُوراً وَبُـهْـتـَاناً أنَّ رسولَ اللهِ r تنبأ أنَّ الصحابي الجليل أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان t سيموت على غير مِلَّةِ الإسلام.....!!

    واسْتَدَلَّ بما رواه البَلَاذُرِيُّ قال: "وَحَدَّثَنِي إِسْحَاقُ، وَبَكْرُ بْنُ الْهَيْثَمِ، قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّازِقِ بْنُ هَمَّامٍ، أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ فَقَالَ: " يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ مِنْ هَذَا الْفَجِّ رَجُلٌ يَمُوتُ عَلَى غَيْرِ مِلَّتِي. قَالَ: وَكُنْتُ تَرَكْتُ أَبِي قَدْ وُضِعَ لَهُ وَضُوءٌ، فَكُنْتُ كَحَابِسِ الْبَوْلِ مَخَافَةَ أَنْ يَجِيءَ. قَالَ: فَطَلَعَ مُعَاوِيَةُ، فَقَالَ النَّبِيُّ: هُوَ هَذَا". أنساب الأشراف للبلاذري ج5 ص134، ط دار الفكر - بيروت، ت: د/ سُهيل زكار(شيعي), د/ رياض زركلي.


    الرد على الافتراء

    أولاً : إن النبيَّ r مات وهو راضٍ عن معاوية t تمامَ الرضا ....
    فقد دعا له النبي r في عدة مواضع كما يلي :

    1- قوله r:" اللهم اجعله هاديًا مهديًا، واهده، واهد به " .(أخرجه البخاري في التاريخ 4/1/327 وابن عساكر في تاريخه 2/133/1) ورجاله كلهم ثقات رجال مسلم، وحكم عليه الشيخ الألباني بالصحة وذكر تحسين الترمذي له في (سننه 3842) راجع: (السلسلة الصحيحة 4/9691).

    2- عن العرباض بن سارية السلمي قال: "سمعت رسول الله r يقول: اللهم علم معاوية الكتاب والحساب وقه العذاب". (صحيح ابن حبان 16 /192 ، و صحيح ابن خزيمة 3/214 والطبراني في المعجم الكبير 18/251 وأحمد في المسند 4/127 وصححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة برقم 3227).
    3- دعا النبي r لمعاوية بقوله: "اللهم علمه الكتاب والحساب, وَقِهِ العذاب ". سنن الإمام الترمذي بأحكام الشيخ الألباني ص865 ح3842، ط دار المعارف - الرياض، ت: مشهور بن حسن آل سلمان. وصححه العَلَّامَة الألبانيُّ في صحيح سنن الترمذي.

    4- قال رسول الله r قال: " أَوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ الْبَحْرَ قَدْ أَوْجَبُوا ".
    قال ابن حجر في الفتح: " وقوله قد أوجبوا: أي فعلوا فعلاً وَجَبَتْ لهم به الجنة "....
    قال المهلب: " في هذا الحديث منقبة لمعاوية لأنَّه أَوَّلُ مَنْ غَزَا البحر". أهـ بتصرف.

    ثانيًا : إن السلف الصالح أثنوا على معاوية خيرَ الثناء ؛ كما يلي:
    1- روى الإمام أبو بكر الخلَّال قال: " وسُئل الإمامُ أحمد : ما تقول رحمك الله فيمن قال : لا أقول إن معاوية كاتب الوحي ، ولا أقول إنه خال المؤمنين فإنه أخذها بالسيف غصباً ؟ قال أبو عبد الله : هذا قول سوء رديء ، يُـجَانَبُونَ هؤلاء القوم ، ولا يجالسون ، و نبين أمرهم للناس ". السُّنَّة للإمام أبي بكر الخلال ج2 ص434، ط دار الراية - الرياض، ت: د/عطية الزَّهْراني. وسند الرواية صحيح.

    2- روى الإمام أبو بكر الخلَّال قال: " عن الْفَضْلِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَسُئِلَ عَنْ رَجُلٍ انْتَقَصَ مُعَاوِيَةَ وَعَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، أَيُقَالَ لَهُ رَافِضِيُّ؟ فَقَالَ: إِنَّهُ لَمْ يَجْتَرِئْ عَلَيْهِمَا إِلا وَلَهُ خَبِيئَةُ سَوْءٍ، مَا انْتَقَصَ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ إِلا لَهُ دَاخِلَةُ سَوْءٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ".السُّنَّة للإمام أبي بكر الخلال ج2 ص447، ط دار الراية - الرياض، ت: د/عطية الزَّهْراني. وسند الرواية صحيح.

    3- قال الإمام النووي: " وأما معاوية t فهو من العدول الفضلاء والصحابة النجباء رضي الله عنه ".شرح صحيح مسلم للإمام محي الدين النووي ج15 ص149، ط مؤسسة قرطبة - مصر.

    4- روى الإمام ابن عساكر قال: " عن عَلِيِّ بن جميل قال سمعت عبدَ الله بنَ المبارك يقول: معاوية عندنا محنة، فمن رأيناه ينظر إلى معاويةَ شزراً اتهمناه على القوم أعني على أصحاب r".

    وروى أيضًا الإمام ابن عساكر قال:

    " قَالَ أَبُو تَوْبَةَ، الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ الْحَلَبِيُّ: مُعَاوِيَةُ سِتْرٌ لِأَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ r فَإِذَا كَشَفَ الرَّجُلُ السِّتْرَ اجْتَرَأَ عَلَى مَا وَرَاءَهُ ". تاريخ دمشق للإمام أبي القاسم بن عساكر ج59 ص209، ط دار الفكر - بيروت، ت: محب الدين أبي سعيد عمر العمروي.

    5- قال الإمام ابن كثير: " وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّـارٍ الْمَوْصِليُّ وَغَيْرُهُ: سُئِلَ الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ أَيُّمَا أَفْضَلُ مُعَاوِيَةُ أَمْ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ؟ فَغَضِبَ وَقَالَ لِلسَّائِلِ: تَجْعَلُ رَجُلًا مِنَ الصَّحَابَةِ مِثْلَ رَجُلٍ مِنَ التَّابِعِينِ ؟ ! مُعَاوِيَةُ صَاحِبُهُ وَصِهْرُهُ وَكَاتِبُهُ وَأَمِينُهُ عَلَى وَحْيِ اللَّهِ، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: " دَعَوْا لِي أَصْحَابِي وَأَصْهَارِي، فَمَنْ سَبَّهُمْ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ".البداية والنهاية للإمام ابن كثير ج11 ص450 ، ط دار هجر - الجيزة، ت: د/ عبد الله بن عبد المحسن التركي.

    6- قال شيخ الإسلام ابنُ تيمية: " إنَّ معاوية ثَبَتَ بالتواتر أنه أمَّره النبي I كما أمّر غيره، وجاهد معه، وكان أميناً عنده يكتب له الوحي، وما اتّهمه النبي I في كتابة الوحي، وَوَلَّاهُ عُمَرُ بنُ الخطاب الذي كان أخبر الناس بالرجال، وقد ضَرَبَ اللهُ الحقَّ عَلَى لسانه وقلبه، ولم يَتَّهِمْهُ في ولايته. مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ج4 ص288 ط مُجَمَّع الملك فهد - السعودية، ت: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم.



    7- روى الإمام ابن عساكر قال: "عن أبي الأشهب، قال: قيل للحسن البصري: يا أبا سعيد، إن ههنا قوما يَشتمون -أو يلعنون- معاوية وابن الزبير! فقال: على أولئك الذين يَلعَنونَ لعنةُ الله ". تاريخ دمشق للإمام أبي القاسم بن عساكر ج59 ص206، ط دار الفكر - بيروت، ت: محب الدين أبي سعيد عمر العمروي.



    ثالثًا: إنني وجدت ردا طيب من أخي الحبيب / أبو عمر الباحث يرد على عدنان إبراهيم:

    وللرد على هذا الافتراء أقول:

    أولاً: الرواية غير صحيحة:

    و المسلمون لا يقبلون في دينهم إلا حديثاً تجتمع فيه شروط القبول, والحديث المقبول عندنا قسمان: الصحيح والحسن, وشروط الصحيح خمس, وهي:

    1) اتصال السند.

    2) عدالة الرواة.

    3) ضبط الرواة.

    4) انتفاء الشذوذ.

    5) انتفاء العلة.

    قال الإمام أبو عمرو بن الصلاح: " أَمَّا الْحَدِيثُ الصَّحِيحُ: فَهُوَ الْحَدِيثُ الْـمُسْنَدُ الَّذِي يَتَّصِلُ إِسْنَادُهُ بِنَقْلِ الْعَدْلِ الضَّابِطِ عَنِ الْعَدْلِ الضَّابِطِ إِلَى مُنْتَهَاهُ ، وَلَا يَكُونُ شَاذًّا ، وَلا مُعَلَّلًا" . علوم الحديث للإمام أبي عمرو بن الصلاح ص11، ط دار الفكر المعاصر - لبنان ، دار الفكر - سوريا، ت: نور الدين عنتر .

    علل الرواية:

    العلة الأولى: عبد الرَّزَّاق بن همام الصَّنْعَانِي.

    وهو مع كونه إماماً كبيراً عند أهل السنة إلا أن العلمـاء يرفضون ما يرويه خارج كتابه (الـمُصَنَّف).

    قال الإمام البخاري:

    "مَا حَدَّثَ مِنْ كِتَابِهِ فَهُوَ أَصَحُّ ".(التاريخ الكبير للإمام محمد بن إسماعيل البخاري ج2 ص200، ط دائرة المعارف العثمانية - حيدر آباد –الدكن.

    وجاء في مُسند الإمام أحمد:

    " قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: قَالَ لىِ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: اكْتُبْ عَنِّى وَلَو حَدِيثًا وَاحِدًا مِنْ غَيْرِ كِتَابٍ.فَقُلْتُ: لَا, وَلاَ حَرْفًا ".(الـمُسند للإمام أحمد بن حنبل ج22 ص76، ط مؤسسة الرسالة - بيروت، ت: شعيب الأرنؤوط وآخرون.
    وسبب رفض العلمـاء لمثل هذه الروايات أنه كان يَتَلَقَّنُ بعد اختلاطه, وهي عِلَّةٌ أخرى تطعن في رواياته التي يرويها خارج كتابه.

    وأفضلُ ما يقال في هذه المسألة هو كلام الإمام الذهبي.

    قال الإمام الذهبيُّ:

    " قال الأثرم: سمعتُ أبا عبدِ الله يُسأل عن حديث: النار جبار".

    فقال: هذا باطل.!

    مَنْ يُحَدِّثُ به عن عبد الرزاق؟

    قلت: حدثني أحمد بن شبويه.

    قال: هؤلاء سمعوا منه بعد ما عَمِىَ.

    كان يلقن فلقنه، وليس هو في كتبه.

    وقد أسندوا عنه أحاديث ليست في كتبه كان يلقنها بعدما عَمِىَ.

    وقال النسائي: فيه نظر لمن كتب عنه بأخرة.

    روى عنه أحاديث مناكير.

    وقال ابن عدي: حدث بأحاديث في الفضائل لم يوافقه عليها أحد، ومثالب لغيرهم مناكير، ونسبوه إلى التشيع.

    وقال الدارقطني: ثقة، لكنه يخطئ على معمر في أحاديث.

    وقال عبد الله بن أحمد: سمعت يحيى يقول: رأيت عبد الرزاق بمكة يحدث، فقلت له: هذه الأحاديث سمعتها؟ قال: بعضها سمعتها، وبعضها عرضا، وبعضها ذكره، وكل سماع.

    ثم قال يحيى: ما كتبت عنه من غير كتابه سوى حديث واحد.

    وقال البخاري: "ما حدث عنه عبد الرزاق من كتابه فهو أصح ".سير أعلام النبلاء للإمام شمس الدين الذهبي ج5 ص134، ط مؤسسة الرسالة - بيروت، ت: شعيب الأرنؤُوط.

    فهذا الكلام البديع يوضح ويبين سبب رفض العلماء روايات عبد الرزاق خارج كتابه.

    وفي قول البخاري " ما حدث عنه عبد الرزاق من كتابه فهو أصح " بيان شافٍ كافٍ في المسألة.

    أضف إلى ذلك أن العلمـاء وصفوا الإمام عبد الرزاق الصنعاني بالاختلاط والتلقين كما وضحه الإمام الذهبي في كلامه السالف الذكر.

    العلة الثانية: البلاذريُّ مُؤَلِّفُ الكتابِ لم يوثِّقْهُ أحدٌ من العلماء.

    أقول : أنَّ الْبَلَاذُرِيَّ مؤلفَ الكتاب نفسه, لم يذكره عالم بتوثيق.

    وحتى الإمام الذهبي لما ذكره في السير لما يُوَثِّقْهُ ولم يَذْكَرْ أحداً وَثَّقَهُ.

    ولم أقف على أحدٍ وَثَّقَهُ إلا الشريفُ المرتضى وهو شيعيٌ رافضيٌ جلد, بل هو من أئمة الرافضة.

    قال الشريف المرتضى:

    " وقد روى البلاذريُّ في تاريخه وهو معروف الثقة والضبطويرى من مماثلة الشيعة ومقاربتها". الشافي في الإمامة للشيعي الشريف المرتضى ج4 ص147، ط مؤسسة الصادق - طهران - إيران، ت: السيد عبد الزهراء.

    وفي قول الشريف المرتضى أنَّ البلاذريَّ كان يرى مماثلة الشيعة ومقاربتها إشارة أن مذهب البلاذريِّ كان قريباً من مذهب الشيعة.

    قال الإمام الذهبيُّ:

    " الشريف المرتضى المتكلم الرافضي المعتزلي صاحب التصانيف".

    وهو المتهم بوضع كتاب نهج البلاغة وله مشاركة قوية في العلوم.

    ومن طالع كتابه نهج البلاغة جزم بأنه مكذوب على أمير المؤمنين علي t.

    ففيه السب الصراح والحط على السيدين أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما-.

    وفيه مِن التناقض والأشياء الركيكة والعبارات التي مَن له معرفة بنفس القرشيين الصحابة وبنفس غيرهم ممن بعدهم مِن المتأخرين جزم بأنَّ الكتاب أكثره باطل ".ميزان الاعتدال في نقد الرجال للإمام شمس الدين الذهبي ج5 ص152، ط دار الكتب العلمية - بيروت

    وقد حاول الرافضة في منتدياتهم الرد على هذا الكلام بأن الإمام الذهبي قال عن البلاذريِّ:

    "العَلاَّمَةُ، الأَدِيْبُ، المُصَنِّفُ...وَكَانَ كَاتِباً بَلِيْغاً، شَاعِراً مُحْسِنا". ًسير أعلام النبلاء للإمام شمس الدين الذهبي ج13 ص162،163 ط مؤسسة الرسالة - بيروت، ت: شعيب الأرنؤُوط

    قلتُ: لقد قال الذهبي ما هو أكثر من ذلك في قوم ضعفاء أو كذابين, ولم يقبل (الذهبي) نفسه رواياتهم, مثل هشام بن محمد بن السائب الكلبي.

    قال الإمام الذهبيُّ:

    "هِشَامُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ السَّائِبِ: العَلاَّمَةُ، الأَخْبَارِيُّ، النَّسَّابَةُ الأَوْحَدُ ". سير أعلام النبلاء للإمام شمس الدين الذهبي ج10 ص101، ط مؤسسة الرسالة - بيروت، ت: شعيب الأرنؤُوط.

    فعلى قاعدة هؤلاء الرافضة يُعَدُّ هذا مدحاً وثناءًا ! ولكن ماذا قال الإمام الذهبي عنه ؟

    قال الإمام الذهبيُّ:

    " أَحَدُ المَتْرُوْكِيْنَ كَأَبِيْهِ ".سير أعلام النبلاء للإمام شمس الدين الذهبي ج10 ص101، ط مؤسسة الرسالة - بيروت، ت: شعيب الأرنؤُوط.

    وهناك غيره كثيرون ممن أطلق الذهبي عليهم لفظ: العلامة والحافظ والأخباري, ولكنهم متروكون، ولا يُعْتَدُّ برواياتهم.

    وحتى إذا كُنا سَنقبل منه فسنعتبره مستورَ الحال إذا لم يشذَّ في رواياته.

    فكيف يكون الحكم على روايته إذا كانت تكفِّر رجلاً من الصحابة، شَهِدَ له النبي صلى الله عليه وسلم وأفاضلُ أصحابِهِ رضي الله عنه بالعدالة والفضل والإسلام والإيمان والعلم ؟

    تنبيه:

    رأيتُ رافضياً في منتدياتهم يقول أنَّ الإمام ابن حجر العسقلاني وصف البلاذريَّ بأنه (ثَبْتٌ) !

    فتعجبتُ وقلتُ في نفسي: كيف يقولها الإمام ابن حجر العسقلاني في رجل لم يوثقه أحدٌ من العلماء السابقين قبله ؟ فقلت: لا ريب ولا شك أنَّ هذا الكلامَ مكذوبٌ على الإمام ابن حجر.

    قال الإمام ابنُ حجر العسقلانيُّ:

    " وقال البلاذريُّ: الثبت أن الذي باشر قتله أبو برزة الأسلمي" . هدي الساري مقدمة فتح الباري للإمام بن حجر العسقلاني ج2 ص757 ، ط دار طيبة - الرياض، ت: نظر محمد الفَاريابي.

    فَظَنَّ الرافضيُّ الجاهلُ أنَّ الإمامَ ابنَ حجر يَصِفُ البلاذُريَّ بأنه ثَبْتٌ ! في حين أن الإمام ابن حجر كان ينقل قولاً للبلاذري, وذكر البلاذري نفسه فيه هذه الكلمة.

    قال البلاذريُّ:

    " فَقَتَلَهُ أَبُو بَرزة الأسلمي. واسمه نَضلة بْن عَبْد اللَّه، وذلك الثبت". أنساب الأشراف للبلاذري ج1 ص360 ط دار الفكر - بيروت، ت: د/ سُهيل زَكَّار(شيعي), د/ رياض زركلي

    فالبلاذريُّ يؤكد أنَّ الصحيحَ والثابت أنَّ أبا برزة الأسلميَّ هو الذي قتل نضلة بن عبد الله.

    فقلتُ سبحان الله !

    لقد جَمَعَ الرافضيُّ بين قلة الدين وقلة العلم وقلة الأمانة العلمية.!

    فيا حسرةَ مَنْ طَبَّلُوا له وزمروا في منتداه ووصفوه بأنه أتى بما لم يأتِ به أحد من العالمين !

    ثانياً: سند آخر لهذه الرواية:

    "وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ فَقَالَ: يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ مِنْ هَذَا الْفَجِّ رَجُلٌ يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ عَلَى غَيْرِ مِلَّتِي. قَالَ: وَكُنْتُ تَرَكْتُ أَبِي يَلْبَسُ ثِيَابَهُ فَخَشِيتُ أَنْ يَطْلُعَ، فَطَلَعَ مُعَاوِيَةُ". أنساب الأشراف للبلاذري ج5 ص134 ط دار الفكر - بيروت، ت: د/ سُهيل زَكَّار(شيعي), د/ رياض زركلي.

    قلتُ: وهذا سند ضعيف لا يصلح للاستدلال به كمـا قال عدنان إبراهيم, ولا حتى يصلح شاهداً كما قالت الرافضة في منتدياتهم. وإليك البيان.

    علل الرواية:

    العلة الأولى: شريك بن عبد الله القاضي.

    وهو مع كونه قاضياً فاضلاً عند أهل السنة إلا أنه كان سيء الحفظ جداً يخطئ كثيراً.

    قال الإمام ابنُ حَجَر العسقلانيُّ:

    " شريك بن عبد الله النخعي الكوفي القاضي ..صدوق يُخطئ كثيراً تَغَيَّرَ حِفْظُه منذ وَلِيَ القضاء بالكوفة وكان عادلاً فاضلاً عابداً شديدا ًعلى أهل البِدَع".تقريب التهذيب للإمام ابن حجر العسقلاني ص207 ت2787، ط مؤسسة الرسالة - بيروت، ت: عادل مرشد.

    ولذلك فكثير من العلمـاء لم يحتملوا تفرده.

    قال الإمام الذهبيُّ:

    " تَوقَّفَ بَعْضُ الأَئِمَّةِ عَنِ الاحْتِجَاجِ بِمَفَارِيْدِه".سير أعلام النبلاء للإمام شمس الدين الذهبي ج8 ص200، ط مؤسسة الرسالة - بيروت، ت: شعيب الأرنؤُوط.

    هذا في الكلام في مفاريده، فكيف إذا جاء بما يكفِّر صحابياً جليلاً كمعاوية ؟!

    وقد يحتج أحد الرافضة بأنَّ البخاريَّ ومسلماً رويا له في صحيحهما.

    وللرد على هذا أقول: أنَّ الشيخين لم يرويا له على سبيل الاحتجاج به ، وإنما روى له البخاري تعليقاً، وروى له مسلمٌ متابعةً.

    قال الإمام الذهبيُّ:

    " وَمَا أَخْرَجَا لِشَرِيْكٍ سِوَى مُسْلِمٌ فِي الـمُتَابَعَاتِ قَلِيْلاً، وَخَرَّجَ لَهُ: البُخَارِيُّ تَعْلِيْقاً ".سير أعلام النبلاء للإمام شمس الدين الذهبي ج8 ص201، ط مؤسسة الرسالة - بيروت، ت: شعيب الأرنؤُوط.

    ولقد ذكر الذهبي في التذكرة أنه حسن الحديث, ولكن هذا يُحمل على ما يُتَابَعُ عليه وليس غرائبه.

    العلة الثانية: ليث بن أيمن بن زنيم، وهو الليث بن أبي سليم القرشي.

    قال الإمام ابنُ حَجَر العسقلانيُّ:

    " صدوق اختلط جداً، ولم يَتَمَيَّزْ حَدِيْثُهُ فَتُرِكَ ". تقريب التهذيب للإمام ابن حجر العسقلاني ص400 ت5685، ط مؤسسة الرسالة - بيروت، ت: عادل مرشد.

    العلة الثالثة: البلاذريُّ مؤلف الكتاب، وقد تقدم الكلام عليه من قبل.

    فهذه هي أسانيد هذه القصة الباطلة الواهية، فكيف جَزَمَ الدكتور عدنان إبراهيم بصحة الرواية ؟

    وقال: سندها قوي جداً، وسيأتي بالكتاب والسند ويحاكم السند لعلم الجرح والتعديل !

    ثالثاً: السُّنَّةُ الصحيحة ترد الرواية:

    وبعد أنْ نقدنا الرواية مِن حيث السند وَفَنَّدْنَاهَا ننقدها من حيث المتن ونقول:

    رواية خطيرة كهذه كيف تكون صحيحة عن معاوية بن أبي سفيان ولا تكون مشهورة بين الصحابة y والتابعين وتابعيهم ؟

    صِحَّةُ هذه الرواية تعني الطعنَ في عمر وعثمان وعليٍّ لأنهم استعملوا على المسلمين في إمارة الشام رَجُلاً سيموت على غير الملة وولوه عليهم.

    ثم هذه الرواية في حالة صحتها تقدح في رسول الله r , لأنه استأمن رجلاً سيموت كافراً في كتابة الوحي المنزل من السماء، وبالتالي تطعن في صحة القرآن الكريم. ومن المعلوم عند كافة العلمـاء أنَّ الإسلام شرط في التحمل عن الراوي في رواية الحديث الشريف, فما بالك بكتابة القرآن الكريم ؟

    ثم مِن أدلة بُطْلان هذه الرواية أنَّ النبي r دعا لمعاوية بقوله :" اللهم علمه الكتاب والحساب, وَقِهِ العذاب ". سنن الإمام الترمذي بأحكام الشيخ الألباني ص865 ح3842، ط دار المعارف - الرياض، ت: مشهور بن حسن آل سلمان، وصححه العَلَّامَة الألبانيُّ في صحيح سنن الترمذي.

    ونحن نعلم أنَّ دعاء النبيِّ r مستجاب, إذا فدعاء الرسول لمعاوية أن يَقِيَهُ الله العذاب يعني أنَّ معاوية لن يعذبه الله.

    والكافر الذي مات على غير ملة الإسلام قطعاً سيعذبه الله.

    فكيف يكون معاوية t مات على غير الإسلام ؟؟ أهـ بتصرف.

    وعلى ما سبق فقد ذهب الافتراء، وأصبح هباءًا منثورًا – بفضل اللهI -.




    كتبه / أكرم حسن

    التعديل الأخير تم بواسطة فداء الرسول ; 21-09-2013 الساعة 01:21 AM

هل معاوية مات على غير مِلّة الإسلام!

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. معاوية بن أبي سفيان في 4 دقائق
    بواسطة نعيم الزايدي في المنتدى منتدى الصوتيات والمرئيات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 14-05-2012, 03:08 PM
  2. كاسيانو سانتوس: اعتنق الإسلام بعد أن كاد يموت ألماً من شدة التعب النفسي والتخبط
    بواسطة نعيم الزايدي في المنتدى منتدى قصص المسلمين الجدد
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 06-09-2011, 08:26 PM
  3. أمير المؤمنين يزيد بن معاوية
    بواسطة ابوغسان في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-01-2011, 10:32 PM
  4. موقفنا من يزيد بن معاوية - عربي
    بواسطة فريد عبد العليم في المنتدى المنتدى الإسلامي العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-03-2010, 02:00 AM
  5. مأساة طفل معاق اسمه معاوية
    بواسطة مدحت عبدالمجيد في المنتدى منتدي ذوي الأحتياجات الخاصة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 17-02-2010, 12:36 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

هل معاوية مات على غير مِلّة الإسلام!

هل معاوية مات على غير مِلّة الإسلام!