اسرار التنصير في الجزائر

راودتنا فكرة الخوض في ملف التنصير في الجزائر مرّات عديدة لكنها قوبلت في كل مرة بعقبة أفشلت المشروع قبل ولادته، غير أننا أصرّينا على دخول التجربة وخوضها لاسيما ونحن نرى ازدياد الخطر الصليبي الذي يتربص بأمتنا الإسلامية أطفالا وشبابا وشيوخا، فلما نسمع كمسلمين أن النصارى قد اجتمعوا من أجل تنصيرنا ووضعوا نصب أعينهم هدفا صمموا على الوصول إليه إلى وهو بناء كنيسة محلية أي إيجاد نصارى جزائريين للإشراف على الكنيسة وقيادة العمليات التبشيرية سندرك حجم الخطر الذي يحدّق بنا فمؤتمر كولورادو الذي سنتطرق إليه من خلال هذا الملف المتسلسل كان نقطة انطلاقة الجماعات التبشيرية التي توغلت في منطقة المغرب العربي لتوجه نشاطاتها إلى الجزائر على وجه الخصوص.
وستحاول "أخبار اليوم" من خلال ملف متسلسل الإلمام بكافة جوانب هذا الموضوع الشائك حيث خصصت جانبا تاريخيا لدراسة بدايات الحركة التنصيرية وانطلاقتها لاسيما في الجزائر وسيكون هذا الجانب مرفوقا بشرح مفصل لمؤتمر كولورادو الذي سبق وأن ذكرناه وهو مؤتمر نظمته الكنيسة البروتستانتية بمدينة كولورادو الأمريكية بهدف وضع إستراتيجية واضحة لتنصير المسلمين وستحاول (أخبار اليوم) في أعدادها القادمة التطرق بالتفصيل إلى حيثيات هذا المؤتمر ونتائجه وبرامجه، وسيضم هذا الملف أيضا حوارا مع أحد متتبعي الحركة التنصيرية بالجزائر وهو الأستاذ فريد شيكيرو الذي يقوم بدراسة هذه الشبكات ومتابعتها منذ حوالي 14 سنة وحتى نكون صادقين فالفضل الكبير يعود إليه في تنويرنا وتوجيهنا وإبراز خطورة الوضع الذي وصلنا إليه بعد إهمالنا لهذه النشاطات التي تجري في الخفاء، كما سنحاول من خلال هذا الملف عرض تجربة شخص عاش النصرانية لمدة ثلاث سنوات بعد أن ترك الإسلام وعرف خباياها واكتشف تناقضاتها وأهدافها الخبيثة من وراء تنصير المسلمين الجزائريين هو الأستاذ بوزيد اريد المعروف باسم امنحد أزواو صاحب كتاب "كنت نصرانيا"، وسيكون ختام الملف عبارة عن موضوع تطرقنا فيه إلى أهداف الحركات التنصيرية ووسائلها وسيحتوي هذا الجانب على بعض الأرقام والإحصائيات حول أعداد المتنصرين والجمعيات الناشطة في إطار التبشير.
واخترنا أن تكون البداية بروبورتاج حول هذه الحركات التبشيرية التي تعرف نشاطا واسعا، موجها ومنظما شمل كافة التراب الوطني حتى نضع القارئ في الصورة ونكشف له عن الكثير مما كان يجهله حول هذه الشبكات، ولكي نقرّب الصورة للقارئ أكثر تعمدنا أن نكون طرفا في لعبة اضطررنا فيها طوال الوقت إلى التمثيل ولعب دور التائه الغارق في دوامة الشك والتساؤل والباحث عن طريق الحق حتى نستطيع الغوص والتوغل في نشاط هذه الشبكات التي أبدت حذرا وتحفظا كبيرين في التعامل مع الوافدين الجدد، وسنترك للقارئ فرصة تتبع كل ما ذكرناه من خلال حلقات متسلسلة ستنشر على صفحات "أخبار اليوم" تباعا في الأعداد القادمة.
التعديل الأخير تم بواسطة فداء الرسول ; 22-08-2013 الساعة 01:36 AM
اللهم نصرك لغزة الذي وعدت
المفضلات