الحديث المشهور

الحديث المشهور أو الحديث المستفيض

سمي الحديث المشهور بذلك عند المحدثين لوضوحه ، وعلى رأي جماعة من أئمة الفقهاء المستفيض ؛ سمي بذلك لانتشاره ، من فاض الماء يفيض فيضا .ومنهم من غاير بين المستفيض والمشهور ؛ بأن المستفيض يكون في ابتدائه وانتهائه سواء ، والمشهور أعم من ذلك .

وهو أول أقسام الآحاد وله طرق محصورة بأكثر من اثنين ، ومنهم من غاير على كيفية أخرى ، وليس من مباحث هذا الفن .

ثم المشهور يطلق على ما اشتهر على الألسنة ، فيشمل ما له إسناد واحد فصاعدا ، بل ما لا يوجد له إسناد أصلا .

وقد تكون الشهرة بين أهل الحديث خاصة, وبينهم وبين غيرهم ، وقد يراد به ما اشتهر على الألسنة.

مثال المشهور وهو صحيح, حديث: «إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه ...» وحديث: «من أتى الجمعة فليغتسل ...»

ومثاله من الحديث الحسن, حديث: «طلب العلم فريضة على كل مسلم». فقد قال المزي: إن له طرقا يرتقي بها إلى رتبة الحسن.

ومثاله وهو ضعيف: «الأذنان من الرأس». مثل به الحاكم.

ومثال المشهور عند أهل الحديث خاصة: حديث أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قنت شهرا بعد الركوع يدعو على رعل وذكوان. أخرجه الشيخان من رواية سليمان التيمي عن أبي مجلز عن أنس.

وقد رواه عن أنس غير أبي مجلز, وعن أبي مجلز غير سليمان, وعن سليمان جماعة, وهو مشهور بين أهل الحديث, وقد يستغربه غيرهم, لأن الغالب على رواية التيمي عن أنس, كونها بلا واسطة.

ومثال المشهور عند أهل الحديث والعلماء والعوام: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده».

ومثال المشهور عند الفقهاء:

«من سئل عن علم فتكتمه ...» الحديث, حسنه الترمذي.

ومثال المشهور الضعيف

«لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد»ضعفه الحفاظ.

ومثال المشهور عند الأصوليين: «رفع عن أمتي الخطأ والنسيان, وما استكرهوا عليه». صححه ابن حبان والحاكم بلفظ: «إن الله وضع ...».

ومثال المشهور عند النحاة: «نعم العبد صهيب, لو لم يخف الله لم يعصه». قال العراقي وغيره: لا أصل له, ولا يوجد بهذا اللفظ في شيء من كتب الحديث.

ومثال المشهور بين العامة:

«من دل على خير فله مثل أجر فاعله». أخرجه مسلم.

وقد صنفت في الأحاديث المشتهرة كتب عدة منها «التذكرة في الأحاديث المشتهرة» للزركشي ، و"المقاصد الحسنة في الأحاديث المشتهرة على الألسنة" للسخاوي ، و"كشف الخفاء ومزيل الإلباس فيما اشتهرة على الألسنة من حديث الناس" للعجلوني.