

-
هدايات سورة المائدة
بسم الله الرحمن الرحيم
هدايات سورة المائدة
د. أحمد ولد محمد ذو النورين
بطاقة تعريفها:
- اسمها: سورةالمائدة لاشتمالها على قصة نزول المائدة من السماء، وسورة العقود لاستهلالها بالأمر بالوفاء بالعقود، والمنقذة لأنها تنقذ صاحبها من ملائكة العذاب [1] ، وسورة الأحبار لتكرر ذكرهم فيها [2] ، كما تسمى سورة الأخيار [3].
- عدد آياتها: مائة وعشرون عند الكوفيين، ومائتان واثنتان وعشرون عند أهل الحجاز والشام، ومائتان وثلاث وعشرون في عد البصريين [4].
- ما اختلف نزولا عن السورة: مدنية كلها [5]
- ترتيبها نزولا: عدت السورة الحادية والتسعين في عدد السور على ترتيب النزول،حيث نزلت بعد سورة الأحزاب وقبل سورة الممتحنة [6].
- فضلها: تعتبر سورةالمائدة من طوال سور القرآن، ومن أجلها منزلة وأعلاها مكانة، وكغيرها من السور المدنية تناولت القضايا التشريعية، كما هو شأن سورة البقرة ، والنساء ، والأنفال، إلى جانب احتضانها موضوع العقيدة ، وقصص أهل الكتاب ، قال أبو ميسرة : "المائدة من آخر ما نزل من القرآن ، ليس فيها منسوخ وفيها ثمان عشرة فريضة، وكذلك يقول ابن تيمية: "سُورَةُ الْمَائِدَةِ أَجْمَعُ سُورَةٍ فِي الْقُرْآنِ لِفُرُوعِ الشَّرَائِعِ مِنْ التَّحْلِيلِ وَالتَّحْرِيمِ وَالْأَمْرِ وَالنَّهْيِ ؛ وَلِهَذَا رُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : ( هِيَ آخِرُ الْقُرْآنِ نُزُولًا فَأَحِلُّوا حَلَالَهَا وَحَرِّمُوا حَرَامَهَا )وَلِهَذَا اُفْتُتِحَتْ بِقَوْلِهِ : { أَوْفُوا بِالْعُقُودِ } وَالْعُقُودُ هِيَ الْعُهُودُ وَذُكِرَ فِيهَا مِنْ التَّحْلِيلِ وَالتَّحْرِيمِ وَالْإِيجَابِ مَا لَمْ يُذْكَرْ فِي غَيْرِهَا" [8].
وقد جاء عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها قالت: "إني لآخذة بزمام العضباء ناقة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذ نزلت عليه المائدةكلها، وكادت من ثقلها تدق عضد الناقة" [9]. كما جاء من حديث عبد الله بن عمرو قال: "أنزلت على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَسورةالمائدة وهو راكب على راحلته، فلم تستطع أن تحمله فنزل عنها" [10]. وذكر النقاش- في التنويه بإعجاز القرآن عامة وهذه السورة خاصة- أن أصحاب الكندي قالوا له
- ظروف نزولها: نزلت سورةالمائدة منصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية، وهي الفترة التي بدأت فيها الدولة الإسلامية تشهد هيبتها، ولهذا كان التركيز فيها قويا على بناء فسطاط المنهج الرباني الذي يعصم حملته من الزلل، ويرسم لهم طريق القوة والاستقرار، فاحتوت كثيراً من الأحكام التشريعية خاصة في ميدان العلاقات الخارجية وتصنيف الخصوم والبت في بعض الأحكام للدلالة الواضحة على رسو سفينة الدولة الإسلامية وتشييد أركانها وقيام سلطانها، وفي إطار ذلك أمر الله تعالى المؤمنين بالإيفاء بالعقود بكافة صنوفها سواء كانت إسلاميةً أم جاهلية، وقد سأل فرات بن حنان العجلي رسول الله صلى الله عليه وسلّم عن حلف الجاهلية فقال : "لعلك تسأل عن حلف تيم الله" قال : نعم يا نبي الله. قال : "لا يزيده الإسلام إلا شدة". وقال صلى الله عليه وسلّم في حلف الفضول وكان شهده في دار عبد الله بن جدعان : "ما أحب أنّ لي به حمر النعم ولو أدعى به في الإسلام لأجبت" وكان هذا الحلف أنّ قريشاً تعاقدوا على أنْ لا يجدوا مظلوماً بمكة من أهلها أو من غير أهلها إلا قاموا معه حتى ترد مظلمته ، وسمت ذلك الحلف حلف الفضول[14]. وقد تضمنت السورة أنماطا من معاملة أهل الكتابين، فنزل فيها تحليل أكل أطعمتهم ونكاح نسائهم، كما بينت حقيقة المسيح عليه السلام وأنه ليس إلا بشرا، سوى أنه أحد رسل الله وأنبيائه، لتؤكد وجوب الإيمان بجميع الكتب المنزلة، ثم تشدد على الأمر بالعدل في كل الظروف وفي معاملة كل الناس، ثم تجزم في تحريمها للخمر ولحم الخنزير، ثم تعلن إباحتها لجميع الطيبات وحظرها لجميع الخبائث، مختتمة بقصة المائدة التي طلبها الحواريون من عيسى عليه السلام تعزيزا لصدق نبوته، فنسبت إليها السورة؛ لما فيها من امتنان الله تعالى على عبده ورسوله عيسى عليه السلام، ولما فيها من الإعجاز الباهر والحجة القاطعة[15]
قال القرطبي واصفا الأجواء الربانية لنزول السورة: الأصح "أنها نزلت في يوم جمعة، وكان يوم عرفة بعد العصر في حجة الوداع سنة عشر ورسول الله صلى الله عليه وسلم واقف بعرفة على ناقته العضباء، فكاد عضد الناقة ينقد من ثقلها فبركت" [16] ، في تلك الظروف الميمونة وذلك المحيط الإيماني العبق وعلى مشارف انتهاء تلك الرحلة الدعوية المظفرة نزلت السورة المباركة، لتلخص لنا عائشة رضي الله عنها موقف المسلم من التطبيق العملي للواجبات والأوامر الواردة فيها؛ كما نقل عنها جبير بن نُفَيْر، حيث قال: حججت فدخلت على عائشة، فقالت لي: "يا جبير، تقرأ المائدة"؟ فقلت: نعم. فقالت: "فإنها من آخر ما أنزل الله، فما وجدتم فيها من حلال فأحلوه، وما وجدتم فيها من حرام فحرموه"[17].
تحمَّلتُ وحديَ مـا لا أُطيـقْ من الإغترابِ وهَـمِّ الطريـقْ
اللهم اني اسالك في هذه الساعة ان كانت جوليان في سرور فزدها في سرورها ومن نعيمك عليها . وان كانت جوليان في عذاب فنجها من عذابك وانت الغني الحميد برحمتك يا ارحم الراحمين
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة السيف البتار في المنتدى شبهات حول القران الكريم
مشاركات: 4
آخر مشاركة: 09-12-2014, 07:23 PM
-
بواسطة السيف البتار في المنتدى شبهات حول القران الكريم
مشاركات: 2
آخر مشاركة: 06-05-2008, 03:03 PM
-
بواسطة داع الى الله في المنتدى فى ظل أية وحديث
مشاركات: 2
آخر مشاركة: 15-07-2006, 04:47 AM
-
بواسطة السيف البتار في المنتدى شبهات حول القران الكريم
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 17-12-2005, 01:23 AM
-
بواسطة السيف البتار في المنتدى شبهات حول القران الكريم
مشاركات: 2
آخر مشاركة: 17-12-2005, 12:27 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات