هل سمعتم بجيش منتصر يخرج من البلد الذى فتحه ، لأن القائد المسلم لم يعطيهم مهلة الثلاثة أيام؟

إليكم أغرب حادثة فى تاريخ البشرية .. ..

لما ولى الخلافة عمر بن عبد العزيز ، وفدَ إليه قوم من أهل سمرقند ، فرفعوا إليه أن قتيبة قائد الجيش الإسلامى فيها دخل مدينتهم وأسكنها المسلمين غدراً بغير حق. فكتب عمر إلى عامله هناك أن ينصب لهم قاضياً ينظر فيما ذكروا ، فإن فذى بإخراج المسلمين من سمرقند خرجوا.!
فنصب لهم الوالى “جميع بن حاضر الباجى” قاضياً ينظر شكواهم ، فحكم القاضى وهو مسلم بإخراج المسلمين .. على أن ينذرهم قائد الجيش الإسلامى بعد ذلك ، وينابذهم وفقاً لمبادىء الحرب الإسلامية ، حتى يكون أهل سمرقند على استعداد لقتال المسلمين فلا يؤخذوا بغتة.
فلما رأى أهل سمرقند ما لا مثيل له فى التاريخ من عدالة تنفذها الدولة على جيشها وقائدها .. قالوا: هذه أمة لا تحارب ، وإنما حكمها رحمة ونعمة ، فرضوا ببقاء الجيش الإسلامى ، وأقروا المسلمين أن يقيموا بين أظهرهم.

هل رأيتم فى تاريخ الدنيا كلها جيشاً يفتح مدينة ، فيشتكى المغلوبون للدولة المنتصرة ، فيحكم قضاؤها على الجيش الظافر ويأمر بإخراجه ، ولا يدخلها بعد ذلك إلا بإقرار أهلها؟!!

أرأيتم فى التاريخ القديم والحديث حرباً يتقيد أصحابها بمبادىء الأخلاق والحق كما تقيد به جيش المسلمين؟ إن لا أعلم فى الدنيا كلها موقفاً مثل هذا لأمة من أمم الأرض ..