المعلم الثالث من معالم شرعية لعمل المرأة المهني في عصرنا

الزوج مسئول عن الإنفاق علي زوجه فريضة واجبة فيغنيها عن السعي لكسب العيش , والوالد مسئول عن الإنفاق علي ابنته , وتقوم الدولة مقامهما إذا عجزا أو توفيا ولم يخلفا ما يغني المرأة.

مسئولية الزوج في الإنفاق :

قال تعالي : { الرجال قوامون علي النساء بما فضل الله بعضهم علي بعض وبما أنفقوا من أموالهم }

• عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله:((...ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف...)).[رواه مسلم]

• عن عائشة أن هند بنت عتبة قالت : يا رسول الله إن أبا سفيان رجل شحيح وليس يعطيني ما يكفيني وولدي إلا ما أخذت منه وهو لا يعلم فقال :(( خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف)). [رواه البخاري ومسلم]

مسئولية الأب في الإنفاق :

‏• عن أبي هريرة ‏ ‏قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ‏‏: ((... وإبدأ بمن تعول ‏، ‏تقول المرأة : أما إن تطعمني وأما إن تطلقني ... ويقول ‏الإبن : أطعمني إلى من تدعني؟)). [رواه البخاري]

قال الحافظ ابن حجر: ( قوله (ويقول الابن : أطعمني إلي من تدعني)...استدل به علي أن من كان من الأولاد له مال أو حرفة لا تجب نفقته علي الأب , لأن الذي يقول : (إلي من تدعني؟) إنما هو من لا يرجع إلي شئ سوي نفقة الأب ومن له حرفة أو مال لا يحتاج إلي قول ذلك).

وقال الخير الرملي : لو استغنت الأنثي بنحو خياطة أو غزل يجب أن تكون نفقتها في كسبها.

مسئولية الدولة في الإنفاق :

• عن أبي هريرة ‏ ‏قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ((أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم فمن توفي وعليه دين فعلي قضاؤه ومن ترك مالاً فلورثته.وفي رواية : ومن ترك كلَّا فإلينا)). [رواه البخاري]
كلا: الكل من لا يستقل أمره

قال الحافظ ابن حجر : (... أراد المصنف بإدخال "الحديث" في أبواب النفقات الإشارة إلي أن من مات وله أولاد ولم يترك لهم شيئا فإن نفقتهم تجب في بيت المال).

• عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : ((كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته , فالأمير الذي على الناس راع ومسئول عنهم)). [رواه البخاري ومسلم]

• عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى السوق، فلحقت عمر امرأة شابة فقالت: يا أمير المؤمنين ، هلك زوجي ، وترك صبية صغاراً. والله ما يُنضحون كراعاً ولا لهم زرع ولا ضرع....، فوقف معها عمر ولم يمضِ، ثم قال: مرحباً بنسب قريب. ثم انصرف إلى بعير ظهير كان مربوطاً في الدار، فحمل عليه غِرارتين ملأهما طعاماً ، وجعل بينها نفقة وثياباً ، ثم ناولها خِطامه ، ثم قال: اقتاديه فلن يفنى حتى يأتيَكم الله بخير. [رواه البخاري]