الفصل الثاني : الفساد
يقول الراهب جيروم :"ان عيش القسوس ونعيمهم كان يزري بترف الأمراء والأغنياء المترفين، وقد انحطت أخلاق البابوات انحطاطا عظيما واستحوذ عليهم الجشع وحب المال و عدوا طورهم، حتى كانوا يبيعون المناصب والوظائف كالسلع، وقد تباع بالمزاد العلني ، ويؤجرون أرض الجنة بالوثائق والصكوك وتذاكر الغفران، ويأذنون بنقص القانون، ويمنحون شهادات النجاة واجازات حل المحرمات والمحظورات كأوراق النقد وطوابع البريد، ويرتشون ويرابون وقد بذروا المال تبذيرا حتى اضطر البابا أنوسنت الثامن أن يرهن تاج البابوية، ويذكر عن البابا ليو العاشر أنه أنفق ما ترك الباب السابق من ثروة و أموال، وأنفق نصيبه ودخله، وأخذ ايراد خليفته المترقب سلفا و أنفقه، ويروى أن مجموع دخل مملكة فرنسا لم يكن يكفي الباباوات لنفقاتهم وارضاء شهواتهم"
conflict of religion and science p 230