هل نزل القرآن متفرقا أم دفعة واحدة ؟! (القدر1 ).

قالوا : إن هناك تناقضًا حول نزول القرآن من القرآن فهل نزل دفعة واحدة كما تقول الآية : إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (القدر1 ). أم نزل متفرقا كما تقول الآية حاكية عن الكافرين :  وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً (الفرقان32)

الرد على الشبهة

ليس ثمة تناقض إلا في عقول المعترضين فقط ... فتفسير الآية الأولى التي استشهد بها المعترض كان على وجهين :

الوجه الأول : وهو قول ابن عباس رض الله عنها كما في تفسير ابن كثير : أنزل الله القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العِزّة من السماء الدنيا، ثم نزل مفصلا بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة على رسول الله r.

الوجه الثاني : قال بعضُ العلماء : إن أول نزوله على النبي  في غار حراء كان في ليلة القدر, وهذا هو المقصود من قوله : إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (القدر1 ) وأىّ آية من القرآن تسمى قرآناً, كما أن جميع القرآن يسمى قرآناً...

إذًا : في كلا التفسيرين نزل القرآن متفرقا على النبي r أمام الناس ، ولم ينزل دفعة واحدة أمامهم ، وهذا يتفق مع قول الكفار في الآية الثانية لما قالوا :  لولا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً (الفرقان32).

وعليه : ذلك أكون قد نسفتُ الشبهة نسفًا- بفضل الله  -.

كتبه / أكرم حسن مرسي
باحث في مقارنة الاديان