حوار مع المعارضين لمشاركة المرأة حول أدلة تساق لحظر المشاركة واللقاء 7
حديث "إن المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان"
وجوابنا من وجوه:
1- إن قالوا: إن خروج المرأة لغير ضرورة حرام أو مكروه , قلنا:كيف يكون حراما أو مكروها ورسول الله ينهي الرجال عن منع نسائهم من الخروج للصلاة في المسجد علما أن صلاتهن في المسجد ليست من قبيل الضرورات ولا الحاجات؟ وإن قالوا : إن خروجها لغير ضرورة خلاف الأولي , قلنا : كيف يكون خلاف الأولي والرسول يدعو الله لأم حرام أن تكون مع غزاة البحر في سبيل الله. وخروجها رضي الله عنها لم يكن من قبيل الضرورات أو الحاجات إنما كان من القربات؟
2- إذا ثبت أن خروج المرأة من بيتها سواء لأمر ضروري أو حاجي أو تحسيني ليس حراما ولا مكروها ولا خلاف الأولي , فماذا تكون دلالة الحديث إذن؟ إن الحديث يربط بين كون المرأة عورة وبين استشراف الشيطان.إذن هو تحذير للمرأة من التقصير في ستر عورتها,فلا تنكشف من زينتها إلا ما أحله الشارع ولا تتعطر ولا تتكسر في مشيتها ولا تخضع في قولها, وتحذير لها وللرجال من حولها من التفريط في مراعاة آداب اللقاء التي تصون العورة وتدرأ الافتتان بها وذلك حتي يخسأ الشيطان ويولي خائبا.
3- إن رسول الله يربط بين خروج المرأة وبين الشيطان في حديث آخر فيقول:"إن المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان"..وهو كناية عن الفتنة المصاحبة لإقبال المرأة وإدبارها وعلاج الفتنة يرشدنا إليه رسول الله في نفس الحديث:"فإذا أبصر أحدكم امرأة فليأت أهله فإن ذلك يرد ما في نفسه"أي أن العلاج يكون بمجاهدة النفس وغض البصر ثم بعودة الرجل إلي أهله يقضي حاجته وقطع علي الشيطان وسوسته , وليس بعزل المرأة في بيتها وحظر خروجها.ويؤكد هذا مئات الشواهد التي أوردنا بعضها في هذا الموضوع علي مشاركة المرأة في الحياة الاجتماعية علي عهد النبي صلي الله عليه وسلم .
4- الحديث يلفتنا إلي الحذر من فتنة النساء كما وردت أحاديث أخري تحذرنا من فتنة المال والأولاد. والفتنة هنا فتنة عامة ابتلي الله تعالي بها عباده ليختبرهم. وعلي المؤمن والمؤمنة أن ينطلقا في الحياة بجد ونشاط فيكون لهما الأولاد والأموال ويكون بينهما اللقاء الذي تقتضيه الحياة الجادة الخيرة, وعليهما في الوقت نفسه أن يحذرا الفتنة حتي ينجحا في الابتلاء الذي كتبه الله عليهما.
5- هناك رواية أخري لهذا الحديث فيها بعض زيادة وهي :"وإنها لا تكون أقرب إلي الله منها في قعر بيتها", وفي هذا حث للمرأة علي أن تقر في بيتها ما لم يتوفر داع صالح للخروج فإذا توفر فهي وما قصدت من خير.
المفضلات