هل يموت الإنسان مرة واحدة أو مرتين ؟

قالوا : إن القرآن ذكر حكاية عن أهل النار أنهم قالوا :  قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ (11)  (غافر).

إذًا : الموت هنا مرتين.

ثم ناقض نفسه لما قال: إن الموت موتة واحدة فقط ، وذلك لما قال :  لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى (الدخان56).

فهل الإنسان يموت موتة واحدة أم موتتين ..... أليس هذا تناقضًا أيها المسلمون ؟!


الرد على الشبهة


أولا : أبدء بالآية الثانية التي تقول : لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى (الدخان 56).

الذوق المشار إليه من قبل الآية لا يكون إلا للأحياء فقط ؛ فلو أن ميتا سقيته جرعة من الشراب هل ستذوقها ؟ الجواب : لا.

إذًا: هذه الآية تتحدث عن الموت الذي يذوقة كل إنسان ، وذلك عند خروج الروح من جسده...
جاء في التفسير الميسر : لا يذوق هؤلاء المتقون في الجنة الموت بعد الموتة الأولى التي ذاقوها في الدنيا.

فلإنسان لا يذوق إلا الموتة الأولى بالنسبة لمعرفته وفهمه هو وهي التي يذوقها في الدنيا...


ثانيًا : إن الآية الأولى التي استشهد بها المعترضون فهمت فهماً خطئًا فقالوا ما قالوا...

هم ظنوا أن الإنسان يموت مرتين ويشاهد ذلك بعينه ويتذوقه.... وهذا فهم خاطئ...

إن الآية الكريمة تتحدث عن مرحلتين يمر بها كل إنسان فسمهما الله موتا...

المرحلة الأولى : وهي قبل أن يبث الله الروح للجنين في بطن أمه ، فهذه المرحلة وما قبلها سمها الله موتا ، فكل إنسان كان ميتًا لا يدري شيئا عن أي شيء....

وأما المرحلة الثانية : وهي التي يمر بها كل إنسان عند خروج روحه من جسده...

إذًا : الإنسان يموت مرتين ، مرة قبل أن يبث الله الروح في جسده وهو في بطنه أمه ، ومرة أخرى عندما يخروج الله  الروح من جسده ، والأخيرة يتذوقها كل إنسان ، ولا يذوق غيرها ....

جاء في التفسير الميسر: قال الكافرون: ربنا أمتَّنا مرتين: حين كنا في بطون أمهاتنا نُطَفًا قبل نفخ الروح، وحين انقضى أجلُنا في الحياة الدنيا، وأحييتنا مرتين: في دار الدنيا، يوم وُلِدْنا، ويوم بُعِثنا من قبورنا، فنحن الآن نُقِرُّ بأخطائنا السابقة، فهل لنا من طريق نخرج به من النار، وتعيدنا به إلى الدنيا؛ لنعمل بطاعتك؟ ولكن هيهات أن ينفعهم هذا الاعتراف.

دل على ذلك قوله :  كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (28)  (البقرة).


جاء في التفسير الميسر : كيف تنكرون -أيُّها المشركون- وحدانية الله تعالى، وتشركون به غيره في العبادة مع البرهان القاطع عليها في أنفسكم؟ فلقد كنتم أمواتًا فأوجدكم ونفخ فيكم الحياة، ثم يميتكم بعد انقضاء آجالكم التي حددها لكم، ثم يعيدكم أحياء يوم البعث، ثم إليه ترجعون للحساب والجزاء.

وعلى ذلك أكون قد نسفت الشبهة نسفًا - بفضل الله  -.

كتبه / أكرم حسن مرسي
الاثنين 12 / 3/ 2013 م
السادسة والربع صباحًا