القران الكريم وعلم الإحصاء
الإحصاء علم من العلوم الحديثة والمعاصرة ، وقد أصبح هذا العلم من العلوم التي تلبّي إحدى الحاجات الملحّة للجهات والمؤسّسات التي يقوم على عاتقها التّخطيط للبلاد واتّخاذ القرارات التي تنسجم مع المؤشّرات التي تنبثق عن الدّراسات الإحصائية ، ولا بدّ لأيّ مجتمع حديث من اللّجوء إلى الإحصاء لكي يستطيع أن يتطوّر بشكل منطقي وسليم ، وهذا يعني أنّه لابدّ عند وضع أي خطّة من معرفة أعداد المجتمع الإحصائي وتشكيل الجداول والبيانات الإحصائيّة التي هي جملة الأعداد التي تعبّر عن الظاهرة المدروسة .
لقد توصّل علماء الرّياضيات في القرن الأخير إلى إعطاء علم الإحصاء التعريف الدقيق له وهوكما يلي : الإحصاء هو علم التعداد .
إذا كان هذا هو تعريف علم الإحصاء فقد أشار القرآن الكريم إليه منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام حيث قال الله تعالى :
" لقد أحصاهم وعدّهم عدّاً " ( مريم 94)
والإحصاء يتضمّن تعداد البشر والشجروالحجر والحيوانات بأنواعها المختلفة والأبنية وكل شيء . قال الله تعالى في كتابه العزيز :
" مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلّا أحصاها" ( الكهف 49 )
" وكلّ شيء أحصيناه في إمام مبين " ( يس 12 )
" وأحاط بما لديهم وأحصى كلّ شيء عدداً " ( الجن 28 )
" وكلّ شيء أحصيناه كتاباً " ( النبأ 29 )
" أحصاه الله ونسوه " ( المجادلة 6 )
وإذا استطاع البشر في يومنا هذا ملء ملايين الجداول الإحصائية لمخلوقات الله تعالى فإنّهم يعجزون عن تعداد نعم الله عليهم :
" وإن تعدّو نعمة الله لا تحصوها " ( ايراهيم 34 )
والجدير بالذكر أن علم الإحصاء الذي يعتمد على الأعداد والأرقام كان له دورفي وصول العلماء إلى اختراع الأجهزة الرقمية ( ديجيتال ) التي يفتخر بها الإنسان المعاصر اليوم ، وقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك بقوله عزّ وجلّ :
" وما أدراك ما عليّون كتاب مرقوم " ( المطفّفين 20 )
من كتاب " خواطر علمية من كتاب الله "
للمؤلف محمد صفوح الموصللي
دمشق