بسم الله الرحمن الرحيم
------------------------
من هم المسلمون؟الجزء السابع
-------------------------------
وكما قال رب العزة سبحانه لرسوله الكريم(ص):بسم الله الرحمن الرحيم(قل يا أيها الناس انى رسول الله اليكم جميعا،الذى له ملك السماوات والأرض،لا الاه الا هو،يحى ويميت،فأمنوا بالله ورسوله،النبى الأمى،الذى يؤمن بالله وكلماته،واتبعوه لعلكم تهتدون،ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون)،صدق الله العظيم،159،158-سورة الأعراف.
وقال عنه أيضا(ص):بسم الله الرحمن الرحيم( وما أرسلناك الا كافة للناس،بشيرا ونذيرا،ولكن أكثر الناس لا يعلمون)،صدق الله العظيم،28-سورة سبأ.
فهو كما أرسل للناس كافة بشيرا ونذيرا،كذلك كان حسن الخلق مع الناس كافة.
حتى فى حروبه مع المشركين لاعلاء كلمة الله،كان يقول لجنوده وقادة جيوشه أن اذا دخلوا عليهم ألا يقتلوا طفلا أو امرأة أو شيخا،ولا يقتلوا ما يملكون من الأنعام،ولا يهدموا صومعة للعبادة،ولكن يحطمون الأصنام التى تعبد من دون الله،ولا يقتلون من أغلق عليه بيته طالبا الأمان،وألا يقتلوا من قال لا الاه الا الله محمد رسول الله شهادة بلسانه،فلما خالفه أحد المقاتلين فقتل رجلا قالها قبل أن يجهز عليه،ووصل خبر ذلك الى رسول الله غضب غضبا شديدا،فقال له المقاتل:لقد قالها خوفا،قال له رسول الله(ص):هلا شققت عن قلبه،أى أنه ليس له الا ما قال الرجل ولا يعلم ما فى قلبه الا الله،فكان لابد أن يرحمه.
وكذلك كان يأمرهم ألا يحرقوا زرعا ولا نخلا ولا يهدموا بئرا،وكل أسباب العيش التى يسرها الله للناس من مأكل ومشرب حلال.
وهذا جار يهودى لبيت رسول الله،لما علم أنه جهر بدعوته فراح يؤذيه بأن يضع القاذورات عند بيته كل صباح،وكان رسول الله(ص) يزيحها الى غير سبيل الناس،ولما سأل عمن يفعل ذلك،قال له الناس انه جارك اليهودى فلم يؤذه،حتى جاء يوم خرج رسول الله من بيته فلم يجد القاذورات فظن أن الرجل قد أعرض عن أذاه،فلما استفسر من بعض جيرانه عن ذلك فقالوا له أنه ما انتهى لحال نفسه،ولكنه على مرض،فراح الى بيته يعوده لمرضه،فلما علم اليهودى ذلك قال:والله علمت عنك كل شىء طيب الا تلك،يعنى العفو والصفح عند المقدرة،وتلك من أخلاق رسول الله،فكان عود رسول الله(ص) للرجل فى مرضه سببا لدخوله الى الاسلام.
وهذا يهودى أخر لما اشتد حال المسلمين وكانوا قادرين على اعلاء كلمة الله وأمرهم ربهم بالجهاد فى سبيله للقضاء على الاشراك فى الجزيرة العربية،ففى مرة احتاج الجنود الى دروع،فقالوا لرسول الله أن اليهودى لديه دروعا،فأرسل اليه يسأله الدروع وقد أصبح رسول الله قائدا لأقوى جيش،فقال اليهودى لمن جاء من طرف رسول الله(ص):عد الى محمد فاسأله ان كان يريد الدروع استيلاء بقوته،أم اقتراضا بحقه،فرد رسول الله بأنه قرض بحقه،فأعطاهم اليهودى الدروع،حتى اذا رجع المسلمون من غزوتهم،أعاد الرسول الدروع الى اليهودى ومعها حقهم من الغنائم،وقال ذلك اليهودى أيضا أنه كان يعلم عن رسول الله كل طيب الا تلك،أى الترفع عن سلب حقوق أهل الكتاب،حتى مع توفر القدرة القاهرة،فكان ذلك سببا أيضا لدخول رجل أخر الى الاسلام،بحسن أخلاق الرسول الكريم(ص).
وهذا يهودى أخر لما اشتدت الدولة،وكانت قد سرقت امرأة مخزومية مسلمة،وعرف الناس بذلك،وعرف رسول الله(ص) بذلك أيضا،وأمر أن يقام عليها الحد،فراح بعض أقرب الصحابة متشفعين لها عنده،بعد أن أرادت المرأة أن تتهم ذلك اليهودى زورا،فغضب رسول الله(ص) من أقرب أصحابه غضبا شديدا،لاتهامهم اليهودى زورا،ولتشفعهم فى حد من حدود الله،قائلا قولته الباقية الى يوم الدين(ص) أن أتتشفعون فى حد من حدود الله؟،والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها.
وأصلى وأسلم على سيدى وحبيبى محمد،أللهم صلى وسلم عليه،يتبع ان شاء الله.