كشف الغطاء عن أكذوبة أن التثليث لا تستوعبه عقول العقلاء
كتبه : محمديم

 
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله العزيز الحكيم الفرد الصمد الواحد الأحد , المنزّه عن الصاحبة و الولد . و الصلاة و السلام على نبيه الأُميّ الصادق الأمين , أحمد , الذي أرسله الله تعالى رحمةً للعالمين .


و بعد :


لا شك أن عقيدة التثليث التي يَدينُ بها عُبّادُ الصليب المزعوم هي من أكثر عقائدهم خروجا عن الحق و المنطق و سلامة التفكير .


و بحسب خبرتي المتواضعة في مجال المناظرة و الحوار وجدت أن المحاور النصراني , حين الحوار و المناظرة حول التثليث , يلجأ أحيانا لإيهام المناظر المسلم أن العقل لا يستوعب التثليث و لا يمكن له أن يفهمه . وبهذا يعتقد أنه خرج من ورطة التثليث برمتها .


فبذلك يحاول الهروب من الحوار أو إن إضطر , يقوم بإلقاء الإشكال في فهم التثليث على العقل لا على التثليث و جوهره .

 
مثال البحر و الوعاء

ثم يستخدم المحاور النصراني مثالا ليقنعك به أن العقل لا يستطيع أن يستوعب التثليث كما أن ( الوعاء ) لا يستطيع أن يتسع للبحر . فالبحر هو التثليث و العقل هو الإناء .


و هكذا يَخلصْ المناظر النصراني لنتيجة ( وهمية ) و هي أن التثليث خارج عن إدراك العقل و التدبّر .


إلا أن المناظر النصراني يجهل بل و يتجاهل أن النزاع بيننا و بينهم في التثليث ليس في أن
العقل لا يمكن أن يُدرك أو يستوعب التثليث , بل في قضية أصولية جوهرية أساسية و هي :


أن العقل يرفض التثليث رفضا تاما بناءا على طريقة التفكير العقلية السليمة .

و شتّان بين المسألتين

هنالك فرق شاسع بين عدم إستيعاب شئ و رفضه عقلا .

و كأن المناظر النصراني يريد أن يضع المشكلة على العقل لا على إعتقاده المرفوض منطقا و فهما و عقلا .

هل العقل لا يستوعب التثليث حقاً ؟


كلام غير صحيح , فالعقل يستوعب تماما ما هي عقيدة التثليث , بل و ينسفها من أصولها مُثبتاً تناقضها و مستوعباً فسادها .


العقل يعلم أن الثلاثة لا تكون واحدا أبدا و يعلم أن التعدد حصل حقيقة و ذلك بتواجد الآلهة الثلاثة في ثلاثة أماكن منفصلة و في وقت واحد .


مضمون هذه العقيدة هو الإشراك و الإعتقاد بوجود أكثر من إله على الحقيقة . و هذا يستوعبه العقل و يرفضه .


تَهرُبْ المناظر النصراني بحجته الواهية تلك من البحث في التثليث لهي دليل قطعي أن الأيمان بعقيدة التثليث ما هي إلا خزعبلات و خرافات وثنية يرفضها العقل و ترفضها طريقة التفكير السليم .

عقيدة تخشى طريقة التفكير السليم ليست بعقيدة من الله الواحد الأحد الحكيم الرحيم .

و هناك صنف آخر من النصارى المحاورين الذين يقولون أن هذه القضية لا يمكن إدراكها
إلا روحانيا .

يعني يجب أن تؤمن أولا ثم تعتقد .

متناسين أن الإعتقاد يسبق الإيمان .

وا عجباه !


فهل هنالك شئ متناقض أكثر من ذلك ؟


هل يجوز أن يحمل الإنسان عقيدة مقبولة روحيا مرفوضة عقليا ؟


ما هذا الصراع الداخلي و النزاع المُقلق الذي سيعيشه المؤمن بين عقله و روحه ؟


الله سبحانه و تعالى
رحيم حكيم , و لا يليق بعليائه و كماله و رحمته و لطفه أن يطلب من الإنسان أن يحمل عقيدة مقبولة روحانيا (زعموا) و مرفوضة عقليا .


و الحمد لله على لطفه بعباده .


الخلاصة :


البحث في التثليث هو في
رفض العقل لهذه العقيدة أساسا و ليس في عدم قدرة العقل على إستيعاب ( أسرارها ! )


بارك اللهم بكم إخواني للمرور الطيّب .

محمديم