السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ايها الأخوة الأحباب الصلاة ليست رياضة ففى الفترة الأخيرة بدأنا نقرأ عن من يقول ان الصلاة رياضة او ان من يسجد تتفرغ شحنة من رأسه الى الأرض فلا يشعر بالصداع ابدا ولو كان الأمر كذلك لوضع الكافرين انفسهم فى وضع السجود عندما يشعرون بصداع
والخوف كل الخوف ان يقوم الإنسان فيتوضا ويصلى والذى يحركه الى كل هذا هو الأسباب السابقة
ايها الأخوة من المعروف انه عندما يصدر لك امر من مساو لك فانك تسأله عن السبب كان يقول لك زميلك اذهب الى محل كذا واشترى كذا فأنت تقول له لماذا ؟؟؟؟؟
ولكن اذا كان الأمر موجها اليك من الأعلى منك فانت تنفذه دون معرفة العلة كأن يأمرك قائدك فى الجيش ان تفعل شىء ما فانت تفعل هذا الشىء و لا تسأله عن الحكمة او العلة فما بالك عندما يامرك الله تعالى؟؟؟ لماذا تحاول دائما الحصول عن الحكمة من امر الله
ايها الأخوة لا تسألوا دائما عن الحكمة من اوامر الله (فكثيرا ما اجد من يسأل عن العلة عندما اقول له امر من الله سبحانه وتعالى ورد فى القرآن الكريم
لأن السؤال عن العلة أولا معناه أن الأمر صادر من مساو لك .. فإذا قال لك إنسان افعل كذا .. تسأله لماذا حتى أطيع الأمر وأنفذه .. إذن الأمر من المساوي هو الذي تسأل عن علته .. ولكن الأمر من غير المساوي .. كأمر الأب لابنه والطبيب لمريضه والقائد لجنوده .. مثل هذا الأمر لا يسأل عن علته قبل تنفيذه .. لأن الذي أصدره أحكم من الذين صدر إليه الأمر .. ولو أن كل مكلف من الله أقبل على الأمر يسأل عن علته أولا .. فيكون قد فعل الأمر بعلته. فكأنه قد فعله من أجل العلة .. ومن هنا يزول الإيمان .. ويستوي أن يكون الإنسان مؤمنا أو غير مؤمن .. ويكون تنفيذ الأمر بلا ثواب من الله..
إن الإيمان يجعل المؤمن يتلقى الأمر من الله طائعا .. عرف علته أو لم يعرف .. ويقوم بتنفيذه لأنه صادر من الله .. ولذلك فإن تنفيذ أي أمر إيماني يتم لأن الأمر صادر من الله .. وكل تكليف يأتي .. علة حدوثه هي الإيمان بالله .. ولذلك فإن الحق سبحانه وتعالى يبدأ كل تكليف بقوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا" .. أي يا من آمنت بالله ربا وإلها وخالقا .. خذ عن الله وافعل لأنك آمنت بمن أمرك
وأنت حين تعبد الله فكل ما تفعله هو طاعة لله سبحانه وتعالى .. سواء عرفت العلة أو لم تعرفها؛ فأنت تؤدي الصلاة لأن الله تبارك وتعالى أمرك بأن تصلي .. فلو أديت الصلاة على أنها رياضة أو أنها وسيلة للاستيقاظ المبكر .. أو أنها حركات لازمة لليونة المفاصل فإن صلاتك تكون بلا ثواب ولا أجر .. إن أردت الرياضة فاذهب إلي أحد النوادي وليدربك أحد المدربين لتكون الرياضة على أصولها .. وأن أردت اللياقة البدنية فهناك ألف طريقة لذلك .. وإن أردت عبادة الله كما أمرك الله فلتكن صلاتك التي فرضها الله عليك لأن الله فرضها وكذلك كل العبادات الأخرى .. الصوم ليس شعورا بإحساس الجائع .. ولا هو طريقة لعمل الرجيم ولكنه عباده .. إن لم تصم تنفيذا لأمر الله بالصوم فلا ثواب لك .. وإن جعلت للصيام أي سبب إلا العبادة فإنه صيام لا يقبله الله .. والله أغنى الشركاء عن الشرك .. فمن أشرك معه أحد ترك الله عمله لمن أشركه .. وكذلك كل العبادات.


انه لا مانع من ان نكتشف بعض الفوائد المادية للعبادات ولكن الخوف من ان ينتظر المسلم دائما تفسيرا ماديا لعبادته فقد يكون معانى من امراض فى الركبة مثلا فيقوم ليصلى وفى نيته ان حركات الصلاة ستشفيه وكان الواجب ان يقوم فيصلى ويدعو الله ان يشفيه او ان يصلى لأن عنده صداع ويطيل السجود لتفريغ الشحنة كما قيل فى الأيام السابقة ويظل طيلة فترة سجوده متخيلا للشحنة التى تتفرغ فتخرج الصلاة عن روحها الإيمانى فلو كانت مجرد ملامسة الجبهة للأرض يفرغ الشحنة التى بها لقام الكافرون بوضعها على الأرض دون صلاة وفى وضع السجود يا اخى ان الصلاة فى حد ذاتها وبروحها الحقيقية تعطى للجسم طاقة ايمانية تقويه
والله اعلم
تم الإستعانة بخواطر الشيخ الشعراوى رحمه الله
اللهم طهر قلوبنا من النفاق