إلى متى - قومنا - نصارى مصر.


تفتحت عينايا منذ الصغر فوجدت حولى - أم جرجس جارتنا .
وكانت تعتنى بى لبعض الوقت حال أنشغال أمى .

وكانت بيوتنا خلف كنيسة الجيوشى بشبرا مصر.

وحين أنتقلنا - سكنا بجوار كنيسة العذراء مريم بشارع محمد عبد المتعال.
وغيرها من الكنائس القريبة حيث يعج محيطنا بالكنائس.

وكان مسجد - جامع الهجين بالشارع الرئيسى - الترعة البولاقية.

وكان جيراننا - المسيحيين كثيرين - أم كمال وام ادور وعم أبو رزق.

كنا ولازلنا نقول .

- خالتى - أم جرجس.
عم - أبو بطرس.

فمنكم العم والخالة.

وكنا جميعاً خليط بين مسلم ومسيحى ومسلمة ومسيحية.

تشربنا جميعاً من تعايشنا.
حب التعاون وكانت الألفة تجمعنا.

كان الظاهر لنا - أننا كلنا واحد .

وأنتقل سكننا الى دوران شبرا.
وبجوار كنيسة العذراء بطوسون.

وكثير من أصدقائى مسيحيين - نصارى.

وكنا نقول - مسيحيين -
وكبار السن منكم يقولون - أحنا - نصارى .

كنا نعيش معكم ولا زلنا - نراكم ونعيش معكم ونأكل طعامكم.
ولا يفرق بيننا وبينكم شىء - نفس أشكالنا - نفس السحنة .

أذا أجتمعنا - لا يفرق بيننا - من لا يعرفنا - أينا مسلم - وأينا - مسيحى .
وكان ذلك فى كثير من الأحيان - مجال للمزاح - والضحك .
فكنا نطلق على بعضنا - مسلميحى .

وكنا ولا زلنا - تقترب بيننا المسافات - لنقتسم - رغيف الخبز .
وتجمعنا الشدائد.

ولا أنسى - جارتنا وبناتها عند زلزال 92 .
وكان بيتهم معرض للأنهيار.

أن تركنا أنا وأخوتى الذكور البيت - لتعيش - البنات مع أمى وأخوتى البنات .

وذهبت لأنام وأعيش عند - أصدقائى - المسيحيين - الشباب.


كبرنا على هّم واحد - وعشنا على السعى يداً بيد .
وقلب يحفز قلب.
لا يفرقنا - ألا - كدنا لأرزاقنا .
فنبعد ونقترب نلتمس الرزق الحلال.

كبرنا وكللنا الشيب.
ولم يتبقى الكثير.
بعضنا قد رحل وأدركنا أننا كلما مرت الأيام نقترب من الرحيل.

فماذا بعد - أصدقاء العمر .
فماذا بعد - رفقة الطريق.
فماذا بعد - رفقة الشدائد.
فماذا بعد - رفقة الصيف والشتاء.
فماذ بعد - رفقة الصبا والشباب .
يا من ملئت بكم صفحات الذكريات .

أتشكون فى أنكم قد عمرتم - قلوبنا - ردح من الزمن .
ألم يملئكم اليقين - أن قلوبنا معكم .
أبكم شك أننا نخاف عليكم.

نعم نخاف عليكم.
كما أحببنا لكم الخير وأحببتوه لنا - فى رفقتنا وعشرتنا.
نحب لكم الخير - فى أخرانا.
نحب لكم الخير - ولا نرضى لكم ألا الخير.

فماذا بعد أن بلغ منا العمر مبلغه.
نحب لكم الخير - ولأولادكم - فهم أولادنا.

كان ذلك قدرنا معاً.

وماذا الأن .


نضجت عقولنا - وتميزون - الغث من السمين .
تدركون ما نحن فى غنى عنه مما يحاك بكم .

فقد حاك الشيطان لكم - فجعلكم فى هوة .

فتعلمون - وأعلم .
عدم قناعتكم .
بيسوع - الآب - والأبن - والروح القدس.
وتستنكف نفوسكم - صور يسوع الطفل ويسوع المعلق على الصليب .
كيف هذا - أله .

تعلمون وأعلم.
تضارب - الكتاب المقدس .

الكتاب المقدس - الذى معظمكم - لا يعلم ماذا به.
الكتاب المقدس - الذى تحور وتحرف - فلم يصبح بين جنباته شىء مقدس .

فأهينت ذات - الله - وأهين - الأنبياء والرسل .
وفرط فى الشرف - ودُنست القيم .

الكتاب المقدس - الذى لا تعرفون - كَم السفالات على صفحاته .
( حتى أنى رآيت أحد المبشرين بيسوع - يتكلم مع فتاه - لا دينيه -
فقلت للفتاة أن تقراء - نشيد الأنشاد " المفترض أنه كلام الله"
- فقرآته - فما كان منها - وهى التى لا تؤمن بالأديان -
ألا أن أستدارت بحدة و نظرت شرراً للمبشر وبصقت على وجهه - فذهب المبشر ذليلاً ).



تعلمون وأعلم .
أنحراف الكنيسة - وأستغلالها لكم.

تعلمون وأعلم .
كتم أفواه السائلين فى الكنيسة.
وتعلمون تهربهم من أسئلتكم لهم .

تعلمون وأعلم.
تبرج نسائكم - الذى لا يرضى الله.
فلا يوجد وازع ولا رادع - أنما هى - الموضة .


تعلمون وأعلم.
خرافات وخزعبلات - كنيستكم - الأرذوكسية .
وترون تهاوى كنيسة الفاتيكان الكاثولكية فى أوربا .


تعلمون وأعلم
كيف أنكم لا تفهمون - ماذا يقول - القس - فى الصلاة .
باللغة القبطية.
وبرغم ذلك - تقولون - آمين.


تعلمون أن - قوانين الأيمان .
ومعظم نصوص وممارسات الصلاة والصيام والعبادات هى من تأليف - بشر.
كقانون الأيمان
( " نؤمن بإله واحد آب ضابط الكل خالق السماوات والأرض ما يرى ما لا يرى . نؤمن برب واحد . . . يسوع المسيح ابن الله الوحيد المولود من الآب قبل كل الدهور..........)
لا يوجد ذلك فى الكتاب المقدس .


= خدع الشيطان أبائكم - فهل أنتم منتهون - خدع الشيطان أجدادكم - فإلى متى قومنا =

تعلمون وأعلم
لم يعرف المسيح - ولم ينطق كقولكم .
بأسم الصليب
ولم يرشم الصليب - كما يعلمونكم .


تعلمون وأعلم.
ما يتم فى الكنائس من أنحرافات.
( نوادى الكنائس - تجد ولد وبنت - وولد وبنت )
وهذ ليس كلامى - من أحد المسيحيات البنات

أهذه بيوت - لله - أهذه - معابد للصلاة.


تعلمون وأعلم
أنحرافات - القسس والرهبان.


تعلمون وأعلم
شرب الخمور - وأكل الخنزير.
ذلك التقزز -
أذلك دين - الله - الذى يرضاه - لعباده.


عن نفسى لا - أحبه - ولا أرضاه - لكم
فكيف - بالخالق - الله .


فنراكم رفقة - الحياة - تسيرون فى الباطل.


أنصمت - أنلقى - العمر وأنتم معه فى سلال النسيان
أننسى العُمر والعشرة .
أنتعامى عن صفاء - نفوسنا .


أنجعل الشيطان يأخذكم منا.
أنُيسر للشيطان طريقه - بصمتنا.
أنترككم تذهبون - للحتف المشئوم - جهنم .


لا - والله سنقاتل عنكم .
سنقاتل عنكم الشيطان.
حتى تتفتح منكم البصر والبصيرة.


سنناكف الشيطان - ولن نترككم.
كما تناكف الأم عن أبنائها - وفلذات أكبادها.


يوماً ما - سنرحل .
ويوم ما - سنبعث.


ويومئذ - ستسئلونا .
يومئذ - لن تتركونا.


يومئذ ستصرخون.
لما تركناكم - لما لم نلح عليكم - لما لم نشرح لكم .
- ولماذا - لم نصبر عليكم.
ستوبخوبنا - لما تخلينا عنكم.



وسامحونا - أن كان بأحدنا - غلظة.
سامحونا - أن كان فى قول أحدنا - شدة.

سامحونا - أن رآيتم فى ألحاحنا - ما تثتثقله نفوسكم.
فتلويث الصفحات البيضاء - سهل.
والثقيل هو تنقيتها.


فساعدونا - وأعذرونا.


فاليوم نثقل عليكم .
اليوم لا نيائس من هديكم .


فكثير ما كنتم فى طريق الحياة - ناصحين .
فلا تتذمروا منا .


فيوماً ما - ستسئلونا.
يوماً ما - ستمسكون برقابنا.


ذلك اليوم سنقف أمام - الله - رب الوجود.

وسيسئلنا وستسئلونا .
لما تركناكم.


أعذرونا - فلن نترككم.
فنحب لكم الخير- فى الأخرة.
كما أحببناه لكم فى الدنيا.


فاليوم - أهون .
من ذلك اليوم العظيم.


ولا - والله - لا نرضى لكم -
ألا ما نحب - لأنفسنا - ولأولادنا .


فإلى متى قومنا - تصدون عن الهدى.



* لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ

وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ

إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ
وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ

لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ
وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ

وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ

أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ

مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ
وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ

انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ

قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلاَ نَفْعًا
وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ

قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ

وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ
وَأَضَلُّواْ كَثِيرًا وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ*



.