هذه القصيدة من اروع ما قرأت
وهي مزيج رائع من المواعظ والعبر وتأملات
أدعوكم جميعا لتتذوقوها معي
وهنيئًا لمن أستلذ معانيها .
هذه القصيدة من التحف النادرة التي أمتعنا بها
الإمام الشافعي رضي الله عنه

دع الأيام تفعل ما تشاء


دَعِ الأَيّامَ تَفعَلُ ما تَشــــــاءُ
وَطِب نَفساً إِذا حَكَمَ القَضاءُ

وَلا تَجزَع لِحادِثَةِ اللَيالــــي
فَما لِحَوادِثِ الدُنيا بَقــــــاءُ


وَكُن رَجُلاً عَلى الأَهوالِ جَلداً
وَشيمَتُكَ السَماحَةُ وَالوَفــــاءُ

وَإِن كَثُرَت عُيوبُكَ في البَرايا
وَسَرَّكَ أَن يَكونَ لَها غِطـــاءُ

تَسَتَّر بِالسَخاءِ فَكُلُّ عَيـــــبٍ
يُغَطّيهِ كَما قيلَ السَخــــــــاءُ

وَلا تُرِ لِلأَعادي قَــــــــطُّ ذُلّاً
فَإِنَّ شَماتَةَ الأَعدا بَــــــــلاءُ

وَلا تَرجُ السَماحَةَ مِن بَخيلٍ
فَما في النارِ لِلظَمآنِ مـــــاءُ

وَرِزقُكَ لَيسَ يُنقِصُهُ التَأَنّــي
وَلَيسَ يَزيدُ في الرِزقِ العَناءُ

وَلا حُزنٌ يَدومُ وَلا سُـــرورٌ
وَلا بُؤسٌ عَلَيكَ وَلا رَخـــاءُ

إِذا ما كُنتَ ذا قَلبٍ قَنـــــوعٍ
فَأَنتَ وَمالِكُ الدُنيا سَـــــواءُ

وَأَرضُ اللَهِ واسِعَةٌ وَلَــــكِن
إِذا نَزَلَ القَضا ضاقَ الفَضاءُ

دَعِ الأَيّامَ تَغدِرُ كُلَّ حِــــــينٍ
فَما يُغني عَنِ المَوتِ الدَواءُ