ماذا لو خضع يوسف عليه السلام لامرأة العزيز واستسلم للشهوة؟!

ماذا كان ليكسب وماذا كان ليخسر؟

دعونا نتخيل مقياس الأرباح والخسائر:

كان ليكسب شهوة ساعة. وماذا أيضاً؟
فقط لا غير!

في المقابل؛ كان ليخسر الكثير الكثير:

رتبة نبي
وحكم مصر
واحترام الناس له
وصفاء ذهنه ورجاحة عقله فإنّ الانشغال بالشهوات يشتت الذهن ويستنزف طاقات الإنسان
وكان ليخسر هيبته
وفرحة والده النبي يعقوب عليه السلام بدينه حين سأل عنه بعد طول غياب
وربما حياته
وتخليد اسمه مثنياً عليه في قرآن يتلى على الألسنة أبداً
وصلاة الناس عليه إلى قيام الساعة
وكان ليخسر ثناء النبي محمد صلى الله عليه وسلم عليه حيث سمّاه: الكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم: يوسف بن يعقوب بن اسحق بن إبراهيم عليهم السلام
واتخاذه مضرب مثل وقدوة في العفة وطهر الإزار
والنظر إليه كرجل من عظماء البشرية
ورضا الله تعالى

وهذا هو الفرق بين البشر العظماء والبشر الحمقى؛ فالعظماء ينظرون للبعيد ويرون العواقب ولا تهزمهم دعوة لشهوة عابرة.

إنهم يقظون وواعون في المواقف الخطرة بل مستعدون لها.. ولم يكن مع يوسف عليه السلام وقت للتفكير والاختيار ووزن الأرباح والخسائر في تلك اللحظة الغامرة.. فلحظة الامتحان تلك لا وقت فيها للتفكير والاختيار ولكنها بحاجة إلى إعداد مسبق، تربية للطبع وسيطرة على النفس، ويوسف عليه السلام مربى على الخوف من الله والأخلاق التي تحرم الخيانة: "معاذ الله! إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون"

المعاصي مرّة وهي تجارة خاسرة، يحصل فيها الساذج السفيه على القليل سريع الزوال مقابل فاتورة باهظة وخسارة فادحة مع لقب خااااااااسر.

ومن ترك شيئاً لله أبدله الله خيراً منه وهذا ما حصل مع يوسف عليه السلام بوضوح.