جامعات الاكاذيب العلمية والتضليل

وعلى عكس المفترض فان جامعاتنا لا تتدخل فى تحديد المسائل العلمية الخاصة بالابحاث التى سيقوم بها الدارس بالخارج والتى ستكلفها الالاف من العملات الصعبة التى تتكبدها من ميزانيتها ومخصاصاتها المالية للانفاق على الدارس الواحد وتحمل تكاليف اقامته ومعيشته فى دول تعادل عملاتها اضعاف قيمة عملاتنا .. وربما يظن البعض ان السبب هو ان مجانية تلك المنح التى تقدمها الجامعات والمراكز العلمية بالخارج و المعفاه من المصروفات الدراسية سببا كافيا لعدم تدخل مسئولى التعليم الجامعى لتحديد المسائل العلمية الخاصة بالابحاث و حاجة بلادنا الحقيقية الى معرفتها لتغطية جوانب كثيرة نفتقر اليها فى مسيرة التقدم والارتقاء الحضارى .. ولكن فى الحقيقة هذه هى السياسة العامة للتعليم الجامعى والاكاديمى ببلادنا لا يهم مسئوليها التنسيق او حتى الاطلاع على مضمون الابحاث التى يجب ان يقوم بها الدارس والباحث لافادة البلاد فى علوم وتطورات علمية تفتقر اليها وتحتاج اليها بشدة فى مجالات كثيرة داخل بلادنا بدلا من الاستعانة بالخبرات والكفاءات العلمية الاجنبية من الخارج .. وحتى المنح الدراسية التى تقدمها جامعاتنا لمبعوثيها بالخارج وتتحمل فيها كل الاعباء المادية بالكامل من مصروفات دراسية وتكاليف اقامة ومعيشة والتى تتكلف الالاف بل الملايين من العملات الصعبة .. هى ايضا لا يتدخل مسئولى التعليم والابحاث الجامعية فى تحديد حاجة بلادنا الفعلية لمعرفة بعض المسائل العلمية العملية او البحثية التى تساعد على تقدم البلاد .. وكل مايهم جامعاتنا هو سفر الدارس او الباحث للخارج والعودة الى بلاده بعد سنوات تكلف فيها الكثير من اموال اقتطعت من ميزانية البلاد حاملا شهادات بدرجات علمية من اكبر جامعات الخارج لينضم الى سلك التدريس بها بساعات محاضرات تخصص له لالقاء مادة علمية بمجال تخصصه العلمى يقوم بتحضيرها للطلبة والقائها عليهم ..وبعدد ساعات محاضرات محددة تخصص له .. واستكمالا لسياسة التعليم الاكاديمى لبلادنا فان الحلقة تتواصل ولا يهم الاستاذ الجامعى المحاضر حاجة الطلبة الفعلية لمعرفة الامور العلمية التى تؤهلهم بعد التخرج للعمل فى مجالات علمية او بحثية او معرفية تحتاج اليها البلاد بالفعل ويحتاجون هم ايضا لمعرفتها لبناء مستقبل مشرف يتلائم مع طموحاتهم ومجهوداتهم والتى انفقوا فيها الكثير من المال والوقت والتحصيل والمذاكرة وتحملوا كل المعاناه من ضغوط نفسية خلال الامتحانات وترقب النتائج والتعامل مع كل ضغوط الحياه من مواصلات لاقامة لمتطلبات معيشية اخرى .. بالاضافة الى تبديد اجمل فترات العمر واكثرها انتاجا واستمتاعا بمباهج الحياه التى وهبها لهم الخالق ..وانفاق الوقت فى التعامل مع اوراق لا يحتاجون منها فور الانتهاء من تأدية الامتحانات وظهور النتائج الا الى الاقل القليل منها .. بضع وريقات هى فى حقيقتها الحصيلة المؤكدة من العلوم الفعلية الحقيقية التى يحتاجها الخريج فى مسيرة الحياه ..
كل مايهم مسئول التعليم الجامعى والاكاديمى ببلادنا هو تأهيل الطالب بتحصيله لأوراق ومذكرات محاضرات للحصول على اوراق تسمى شهادات بكالوريوس أوليسانس لا تسمن ولاتغنى من جوع ..
وقد تكون بعثات الدورات التدريبية الخاصة للعاملين ببعض المؤسسات والشركات اكثر فاعلية وفائدة من الجامعات حيث لا يسمح بها الا لتحصيل امور معرفية وعملية تحتاج لها تلك المؤسسات فى مجال العمل .. لذا فان المشرفين على تلك البعثات يكونون على درجة كبيرة من الجدية فى الالمام بتفاصيل تلك الدورات البحثية او المعرفية وتحديد المسائل التى يجب الالمام بها وتحتاج اليها المؤسسة او المركز او الشركة وكذلك المدة الفعلية اللازمة لتحصيل تلك الامور والتى تتطلب انفاق اموال عليها .. لذا فان غالبا المسئوليين فى تلك المؤسسات يكونون على درجة من المسئولية فى انفاق المال المقتطع من ميزانية المؤسسة فى تحصيل علوم وتدريبات وابحاث فعلية يحتاجون لمعرفتها لصالح المؤسسة بدلا من اهدار المال فى لاشىء .. وتتفاوت درجة المسئولية من مؤسسة لاخرى تبعا لجدية الاشراف عليها .. كما تختلف ايضا درجة الجدية فى ارسال البعثات للخارج بين المؤسسات الحكومية والخاصة .. حيث بعض المؤسسات الحكومية تكون اشبه بسياسة الجامعات .. وكل هم وغاية المسئوليين بها البحث عن مصادر لانفاق المال لخدمة مصالح بعض العاملين بها والاستفادة المادية من تلك البعثات دون تحقيق استفادة فعلية تتناسب وحجم الانفاق والمصروفات المخصصة لها .. وعودة الى رحلة الدارس والباحث الفائز بمنحة دراسية جامعية ئؤهله للحصول على الدكتوراه واعلى الشهادات العلمية من اكبر جامعات ومراكز البحوث بالخارج ..