وبعد ذكر هذه الاختلافات استند كولنزو على تحريفهم و تمسك بحجتين:
الأولى: أن هذا الاسم لمكان الهيكل لا يوجد في سائر الصحف، فقال:" لا يوجد هذا الاسم في أحد من الكتب بعد سليمان، فإن كتب الأنبياء و المزامير الأولى لا تذكر الجبل الذي بني عليه الهيكل إلا باسم " صهيون "، ولا تذكر ( مريا ) أبدا لمكان الهيكل ".
الثاني: أن صفة ذلك الموضع لا تصدق على مكان الهيكل.وهذه الحجة في غاية القوة. فقال:" وليس هناك صعيد يطابق بقوله:" مكان بعيد " الذي رفع إبراهيم عينيه، فإن المكان الذي تزعمه اليهود موضع القربان أعني جبل الهيكل جبل مورياه – ولا دليل عليه غير هذه التسمية .فإنه لا يرى إلا بعد ما بلغه المسافر من الجانب الشرقي من وادي هنوم الذي يطلع عليه فينظر إلى الهيكل من فوق ".وأما جبل جزيريم فذلك تقوله فرقة من اليهود المسماة بالسامرية. ولهم توراة مختلفة مما هي لعامة اليهود.
أما ألأول:
فاعلم أن الاسم هو (المروة) بالميم الأصلية وتقديم الراء على الواو ؟، والمروة معناها : الحجر الأملس اللامع ، وقد جاء في كلام العرب كثيرا.
صورة أصل الكلمة الصورة المبدلة قراءتهم
مروه مريه מִריהּ مرياه
موريه מִןריהּ مورياه
موره מִןרהּ موره
والآن ننبه على مداخل لقولهم:
أما في الصورة الأولى : قالوا وعندهم كثيرا ما تتبدل بالياء مثلا(جول) و(جيل) للجولان أيضا . (هوه) و (هيه ) للآفة ، ويكتبونها بهاء هوز ، فإنهم ضيعوا حاء حطي ، وجعلوها الخاء المعجمة .
وفي المواد المشتركة بين العربية والعبرانية كثيرا ما ترى ما هو واو في العربية صار ياء في العبرانية مثلا دلو ودلى، وهذا كثير في أوائل الكلمات مثلا ولد/يلد، ورد /يرد، وقر/يقر، وعظ/يعظ، وذلك إما للتسهيل أو للتشابه بين الحرفين الواو والياء في الكتابة العبرانية .كما رأيت آنفا.
وأما في الثانية، فالضمة التي توهموها على الميم جعلوها حرفا مستقلا.وهذا كثير في ألفاظهم مثلا (يؤر) (يؤور) للنيل والنهر عموما ، وأيضا (يتر) و(يوتر) للزيادة ، وعلى هذا فصار مريه موريه.
وأما في الثالثة: فقدموا الواو على الراء.وذلك إما لعموم قلبهم الكلمات العربية مثلا جور من جرو ، ويحف من حفى، ويعل من علو ، وكله من كهل فعلى هذا (موره) إنما هي مقلوبة من (مروه) وإما للتشابه الذي بين الحرفين ןوר أعني لواو والراء.فعلى هذا (موره) تصحيف من (مروه) التبس فيها الراء بالواو.وذلك غير بعيد وسهل من يحرف خطأ أو عمدا.وترى لهذا الالتباس بعض أمثلة في لغتهم مثلا لفظ (برص) جعلوه (بوص) وليس ذلك إلا لمشابهة الواو بالراء في كتابتهم.ويؤيد ذلك ما في صحفهم، فانه قد جاء في سفر القضاة (1:7) (وَكَانَ جَيْشُ الْمِدْيَانِيِّينَ شِمَالِيَّهُمْ عِنْدَ تَلِّ مُورَةَ فِي الْوَادِي)فتبين أن هذا تل موره كان معسكر المديانيين، ولا شك أن المديانيين هم العرب، واسم مديان يطلق عليهم وعلى أرضهم وقد جاء التصريح في صحفهم بأن مديان هم الإسماعيليون .أن الاسم التوراتي (بئر لَحِى رءي) ( באר לחי רואי ) كما يفسر معنى الاسم بصوره شائعة. وحتى إذا قرئت لحي في الاسم إلي ل- حي، فإن المعنى فيها يصبح "إلي الحي" وليس "الحي" ولحي في صيغتها العربية المصوتة " لحي" تعني "مسيل" أو "واد" واسم المسيل أو الوادي الذي يجري الحديث عنه هو"رءي" وقد يصوت ليقرأ بالعربية "روي" أي "المروي" وليس "الرائي" أو "الذي يراني" وهو المعنى الذي توحي به الصيغة العبرية للاسم للوهلة الأولى .
م ر و المرو حجارة بيضاء براقة تقدح منها النار الواحدة مروة وبها سميت المروة بمكة وتَرَوَّى وارْتَوَى كلُّ ذلكَ بِمَعْنًى واحِدٍ و رَوِيَ الشَّجَرُ مِن الماءِ ريّاً تَنَعَّمَ كتَرَوَّى والاسمُ الرِّيُّ بالكسْرِ الروي الشرب التام يقال شربت شربا رويا ويَوْمُ التَّرْوِيَةِ ثامِن ذي الحجَّةِ لأَنَّهم كانوا يَرْتَوُونَ فيه مِن الماءِ لمَا بَعْدُ وفي التَّهذيبِ لأنَّ الحاجَّ يَتَزوَّدُونَ فيه مِنَ الماءِ ويَنْهضُونَ إلى مِنىً ولا ماءَ بها فيَتَزَوَّدُونَ رِيَّهم من الماءِ
” وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ (35) رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ ۖ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ۖ وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (36) رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37) رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ ۗ وَمَا يَخْفَىٰ عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ ( 38 ) الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ ۚ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ ( 39 ) رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ (40) رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ (41)(سورة إبراهيم )
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة الناصح في المنتدى شبهات حول السيرة والأحاديث والسنة
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 08-07-2012, 07:07 PM
-
بواسطة الناصح في المنتدى الرد على الأباطيل
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 17-09-2010, 01:09 AM
-
بواسطة الصارم الصقيل في المنتدى الرد على الأباطيل
مشاركات: 7
آخر مشاركة: 09-05-2010, 10:17 AM
-
بواسطة ismael-y في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 6
آخر مشاركة: 09-05-2008, 02:21 PM
-
بواسطة underash86 في المنتدى شبهات حول السيرة والأحاديث والسنة
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 19-11-2006, 07:07 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات